• Default
  • Title
  • Date
السبت, 27 آب/أغسطس 2016

الكونشرتو المصرية

  ثائر صالح

كتب الموسيقي الفرنسي الشهير كامي سين-سانس (1835 – 1921) كونشرتو البيانو رقم 5 في الأقصر بمصر خلال زيارته لها في شتاء 1895 - 1896 ولهذا أسميت بالكونشرتو المصرية. ترتبط مصر بالموسيقى الأوروبية بوثاق قوي، إذ يكفينا ذكر أوبرا عايدة للإيطالي جوسبه فيردي التي ألفها خصيصا لحفل افتتاح قناة السويس في 1869. نذكر في هذا الصدد أن دار الأوبرا المصرية قد بنيت في 1869 واستعملت البناية حتى الحريق الذي شب فيها ودمرها سنة 1971.
كونشرتو سين-سانس المصرية ليست مصرية في الحقيقة، بل هي رحلة بالسفينة كما وصفها مؤلفها، تبحر به في البحار الواسعة في الشرق الأدنى وفي الشرق الأقصى. أستعمل سين-سانس في الحركة الثانية ألحان اغنية مصرية نوبية سمعها سين-سانس أثناء رحلة له في النيل. كما نسمع أصداء سلالم موسيقية من جاوا في شرقي آسيا وكذلك بعض اللمحات الموسيقية التي تذكرنا بموسيقى شرق أوسطية واسبانية. أما الحركة الثالثة السريعة فهي تذكرني بأعمال الروسي رخمانينوف. قدمت الكونشرتو سنة 1896 بعزف سين-سانس نفسه.
برع سين-سانس بالموسيقى منذ طفولته، وقدم أول حفل له على البيانو بعمر الحادية عشرة. عمل بعد تخرجه من كونسرفاتوار باريس الشهير عازفاً للأورغن واشتغل بالتدريس حتى سنة 1877، حين تفرغ للتأليف. لم يكن من الموسيقيين الطليعيين من ناحية الاسلوب الموسيقي، فأعماله تنهل من الاسلوب الكلاسيكي في التأليف لكن بحلة معاصرة لزمانه. من أشهر أعماله كونشرتو البيانو رقم 2 وسيمفونيته الثالثة وأعماله التي تكلمت عنها في مناسبة سابقة مثل كرنفال الحيوانات ومقدكة وروندو كابريتشيوزو.
كان كان كثير الترحال، فقام بعدة جولات فنية قدم فيها أعماله كقائد للأوركسترا أو بالعزف على البيانو، خاصة في اوروبا والولايات المتحدة. أمضى سنواته الأخيرة في الجزائر حيث توفي، لكنه دفن في باريس، في مقبرة مونبارناس. هذه الرحلات وسعت من خياله الموسيقي وزودته بمادة موسيقية غير معتادة في اوروبا. فقد ألف متتابعة أسماها الجزائر (عمل رقم 60 الفه سنة 1880) واخرى باسم أفريقيا (عمل رقم 89 في سنة 1891) استعمل فيها تعديلات على السلم الصغير بإدخال النغمتين السادسة والسابعة (السلم الصغير الميلودي) لاقتباس أجواء المقامات الموسيقية العربية.

××××××××××××××××××××××××××××××
جان-إيف تيبوديه يعزف البيانو مع اوركسترا كونسرتخباو الهولندية بقيادة أندريس نلسونس


https://www.youtube.com/watch?v=1IEYtta_ZsI

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد