• Default
  • Title
  • Date
السبت, 03 كانون1/ديسمبر 2016

فنطازيا موتسارت رقم 397

  ثائر صالح

ألف موتسارت عمله المسمى فنطازيا في ره الصغير (تصنيف كوخل 397) سنة 1782، لكنه لم يكمله، إذ انقطع عنه فجأة في الخانة رقم 97 على ما يبدو، وهكذا صدرت الطبعة (أو الطبعات) الأولى. لاحقاً أكمل أحدهم الخانات العشر الأخيرة لتكتمل الحركة الثالثة من العمل، وهي النسخة المعروفة حالياً. وكان الباحث بول هيرش أول من شكك في خاتمة هذا العمل، واشار في مقالة صدرت سنة 1944 إلى أن العمل انتهى في الخانة رقم 97 بكورد النغمة المسيطرة، وذلك في الطبعة الأولى الصادرة في فيينا سنة 1804. لكن حدث شيء ما، فقد اعيد نشر العمل بالصيغة التي نعرفها اليوم بعد سنتين (1806) من قبل دار النشر المعروفة برايتكوف وهَرتل. ويعتقد هيرش بأن أوغست إيبرهارت مولر (1767 – 1817) هو الذي وضعة الخاتمة. كان مولر أحد تلاميذ يوهان كريستوف فريدريش باخ (الأبن الخامس ليوهان سيباستيان، عاش بين 1732 – 1795)، وخلف باخ الكبير في منصب مُنشد كنيسة توماس في لايبتسغ وقد شغله بين 1801 - 1810.
لا يعرف سبب توقف موتسارت عن كتابة هذا العمل الجميل، وهناك اشارات إلى أنه كان ينوي ختامه بشكل الفوغا (شكل موسيقي معقد البناء اشتهر في عصر الباروك، لكنه اهمل لاحقاً في العهد الكلاسيكي وما تلاه). فقد ألف موتسارت في تلك الفترة بضعة أعمال على هذا النمط، مثل مقدمة وفوغا في دو الكبير (كوخل رقم 394 سنة 1792)، وعمله الشهير للوتريات أداجيو وفوغا في دو الصغير (كوخل 546 وكتبها سنة 1788). كل هذه جاءت بعد أن بدأ بدراسة أعمال عصر الباروك أثر انتقاله من زالتسبورغ الى فيينا سنة 1781، حيث عثر في مكتبة البارون فون زفيتن على أعمال باخ وهندل، مثل فن الفوغا والكلافير المعدل. كان موتسارت يزور البارون كل يوم أحد حيث جرى تقديم أعمال باخ بصورة مستمرة، كما سمح له البارون استعارة المدونات الموسيقية لنسخها. وطبع هذا الاهتمام طابعه على أعماله في العقد الأخير من حياته القصيرة، العقد الذي شهد كتابة أفضل وأهم أعماله.

×××××××××××××××××××××××××××××× ××××××××××


ميتسوكو اوتشيدا مع الخاتمة التي وضعتها بعد الخانة 97، حيث كررت بداية قسم أداجيو في الفنطازيا:

https://www.youtube.com/watch?v=OYiz_u0tDwM

تسجيل للفنطازيا مع المدونة الموسيقية لتسهيل متابعة الموسيقى مع النوطة:

https://musescore.com/user/41144/scores/61648

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد