• Default
  • Title
  • Date
السبت, 01 نيسان/أبريل 2017

صورة كونستانتسا

  ثائر صالح

تطوف عالم الانترنت الآن صورة يدّعي واضعوها أنها صورة فوتوغرافية لكونستانتسا فيبر موتسارت (1762 -1842)، أرملة موتسارت، تعود إلى العام 1840، أي أنها كانت في عامها الثامن والسبعين وقت تصويرها. وتظهر في الصورة الى يمين موسيقي سويسري هو ماكسيميليان كَلّر (1770 – 1855)، ومعهم أفراد من عائلة كَلّر في بيته بمقاطعة بافاريا في جنوب ألمانيا.
في الحقيقة هذه الصورة ليست اكتشافاً جديداً، فقد ظهرت للمرة الاولى سنة 1958، ومنذ ذلك الحين لم يقدم أحد أدلة قاطعة على هذا الادعاء، في حين رفض الكثير من المتخصصين بسيرة حياة موتسارت هذا الادعاء واعتبروه إشاعة لا غير. فالصورة التي التقطت بتقنية داغروتيبيا (نسبة إلى مخترع أول تقنية للتصوير الفوتوغرافي، لوي-جاك داغر 1787 – 1851) تصورها وهي تنظر إلى قدميها، لكن عمر السيدة هذه قد يبدو أقل من 78 بكثير، بعكس السيدة الاخرى التي تظهر في يمين الصورة فهي في هذا العمر تقريباً. وتذكر آغنس سلبي الباحثة المتخصصة بسيرة موتسارت أن كونستانتسا كانت تعاني من التهاب المفاصل الحاد في تلك الفترة، وكانت تسكن في زالتسبورغ وقتها ولم تلتق بماكسيميليان كلر منذ 1826. كما يرى البعض أن تقنية داغروتيبيا لم تكن مناسبة للتصوير الخارجي في تلك الفترة، وأن اولى الصور الخارجية بدأت تظهر في خمسينيات القرن (مع أن أقدم صورة فوتوغرافية لداغر التقطت في 1838 كانت من داخل الغرفة وصورت منظراً عاما في باريس عبر الشباك، وهي الصورة الشهيرة باسم بولفار دي تمبل).
ولدت كونستانتسا في عائلة موسيقية، أبوها عازف كونترباص وهو أخ غير شقيق لفرانس آنتون فون فيبر، أبو الموسيقار الألماني الرومانتيكي الشهير كارل ماريا فون فيبر. كونستانتسا وأخواتها يوزفا وآلويزيا وصوفي كن مغنيات متدربات على نحو جيد، وقدمت يوزفا وآلويزيا الكثير من أوبرات موتسارت عند العرض الأول لها. تزوجت موتسارت صيف 1782 وأنجبت له ستة أطفال لم يصل سن البلوغ منهم سوى ولدان. كتب موتسارت لحبيبته أعمالاً لتغنيها، منها القداس الكبير في دو الصغير (قدم في زالتسبورغ سنة 1783).
تعرفت أرملة موتسارت بعد وفاته في 1791 على سفير دنماركي هو جورج فون نيسن، عاشا سوية منذ 1798 قبل أن يتزوجا في 1809. اهتم الاثنان بتركة موتسارت وكتبا عن سيرة حياته (نشرت كونستانتس سيرة موتسارت في 1828، بعد عامين من وفاة فون نيسن).
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
القداس الكبير في دو الصغير
https://www.youtube.com/watch?v=3mivwFMhggI

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد