• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 09 تموز/يوليو 2017

اوركسترا مالمو تفتتح أماسي الصيف

  ثائر صالح

ابتدأت الأماسي الصيفية في متنزه بيلدام في مدينة مالمو السويدية بحفل بهيج قدمته اوركسترا مالمو السيمفونية على المسرح الصيفي يوم 17 حزيران الماضي تحت عنوان "تحت السماء المكشوفة" في إشارة الى المسرح الصيفي المكشوف الذي قدمت فيه الحفلة. الأماسي هذه تقدم ضمن مهرجان "المسرح الصيفي" الثقافي، وهو مهرجان يمتد لشهرين تقدم فيه مئتان من البرامج الثقافية المتنوعة تنظمه بلدية مدينة مالمو، وتشمل الموسيقى والرقص والمسرح والأماسي الأدبية الشعرية والعروض السينمائية وبرامج الأطفال وغير ذلك. حضور نشاطات المهرجان مجاني، دون مقابل، تقدم الأماسي في 40 مكان كلها في الهواء الطلق، أحدها المسرح الصيفي في هذه الحديقة الخضراء التي تتوسطها بحيرتان.
أوركسترا مالمو السيمفونية من الفرق السويدية المعروفة، إلى جانب شقيقاتها فرق ستوكهولم وغوتنبرغ. تأسست في 1925 وقدمت حفلاتها في قاعة الموسيقى لغاية افتتاح مجمع ثقافي جديد في 2015 باسمMalmö Live الذي يضم صالة للموسيقى ومركز مؤتمرات وفنادق عدد غرفها 444 غرفة.
قدمت الأوركسترا التي قادها أندرياس هانسون برنامجاً متنوعاً احتفالياً، لكنه لم يكن "خفيفاً" في بعض أجزائه. المقطوعات التي قدمت اختيرت لتمثل درر الموسيقى الرومانتيكية وموسيقى القرن العشرين. فقد ابتدأ الحفل بكرنفال أنتونين دفورجاك، تلاه مقطع من متتابعة الفارس الوردي لريشارد شتراوس، ثم المتتابعة الريفية للسويدي لارس-أيريك لارسون (1908 – 1986)، ومقاطع من متتابعة بيلياس ومليزاند لغابرييل فوريه، ثم الحركة الثانية من سيمفونية شوستاكوفيتش العاشرة، تلتها مقاطع من متتابعة كريفالا للفنلدي جان سيبيليوس واختتم الحفل بالحركة الأخيرة من تنويعات أنيغما الشهيرة للانكليزي أدوارد ألغار. ولولا تقديم أجزاء من الأعمال لكان هذا البرنامج من البرامج الجادة في أي حفل موسيقي تقدمه الفرق الموسيقية الكبيرة في العالم في الصالات، بعكس البرامج التي تقدم في المسارح الصيفية التي تعتمد على تقديم الأعمال الشائعة الخفيفة بهدف الترفيه. ويبدو من البرنامج أن اختيار هذه المقطوعات جاء ليعكس البرنامج الذي تزمع الفرقة تقديمه موسم 2017 - 2018 القادم.

ساد السرور والبساطة هذا الحفل، فالامسية عائلية بامتياز إذ جلبت العوائل أطفالها مع الأجداد وحتى كانت هناك جماعات من الأصدقاء، جلبوا معهم الأكل والمشرب فالحفل كان أشبه بسفرة عائلية. مع ذلك كان الجميع يصغون إلى الموسيقى وأغلب الأطفال لم يصدروا ضجيجاً أكثر من المقبول، رغم أن أحداً لم يقيد حريتهم في ما يفعلون. في هذا أجد اساساً مهماً للتربية الموسيقية، وتعويد الأطفال الذين كان جزء منهم بعمر 2-5 سنوات على الاستماع إلى الموسيقى الحية.
وكان قائد الفرقة أندرياس هانسون قد استهل الحفل بالتأكيد على دور الفنون في مقاومة التطرف اليميني ومعاداة الأجانب، والارهاب من جانب آخر في نفس الوقت. وكان يقدم المقطوعات بشرح تفصيلي من ناحية موسيقية ومن ناحية ثقافية عبر ارتباطها بالأحداث كما فعل مع عمل شوستاكوفيتش، مطعماً بروح الدعابة، خاصة في شرحه لغموض متتابعة أنيغما الشهيرة.
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
المتتابعة الريفية للارسون:
https://www.youtube.com/watch?v=7eZih61goIk


الحركة الثانية من عاشرة شوستاكوفيتش:
https://www.youtube.com/watch?v=JC-pqRMasPQ


الحركة الأخيرة من تنويعات أنيغما:
https://www.youtube.com/watch?v=aQWAO9d43LY

 

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد