• Default
  • Title
  • Date
السبت, 18 أيار 2013

الأوبرا ثورة في الموسيقى

 

كان ظهور الاوبرا في السنوات الأخيرة من القرن السادس ثورة في الموسيقى بمعنى الكلمة. لأن هذا الشكل الموسيقي الغنائي كان يعني ظهور فن جديد بما يحمله الأمر من معاني. فن يجمع الموسيقى والشعر والمسرح في وحدة عضوية متكاملة، تعطي الفنان امكانية جديد للتعبير الفني لم تكن معروفة من قبل. والاوبرا فن ايطالي خالص، عنوانه يدل على المسرح، وكانت تسمى كذلك دراما موسيقية، في إشارة واضحة إلى المسرح.

برغم تأليف جاكوبو بري أول اوبرا سنة ١٥٩٧ بعنوان دافني (فُقدت موسيقاها) وثاني اوبرا بعنوان يوريديتشيه، فإن كلاوديو مونتفردي (١٥٦٧-١٦٤٣) كان أول من ألف اوبرا بالمعني المعروف، لذلك تعتبر اوبراه اورفيو أول اوبرا حقيقية، ألفها سنة ١٦٠٧. ولحق مونتفردي اورفيو باوبرات ثلاث آخرها أعظمها، هي تتويج بوبيا (١٦٤١). في تتويج بوبيا الكثير نجد الكثير من الاشارات إلى الدور المستقبلي للاوبرا، كأداة فعالة في التأثير على الوعي الاجتماعي. فهذه الاوبرا تعبير مبطن عن الصراع السياسي والاقتصادي بين فينسسيا ومنافستها روما، عبر توظيف رواية نيرون وحبيبته بوبيا في هذا الاتجاه. وفيها استعمل مونتفردي قصة تاريخية لأول مرة، بعد أن كانت الأساطير هي المواضيع المستعملة في الاوبرا. وأصبح الثنائي العاطفي الختامي لنيرون وبوبيا من أشهر آريات الأوبرا، وهي واحدة من أجمل ماكتب.

لكن التطور الحقيقي في الاوبرا حصل على يد كريستوف فيليبالد غلوك (١٧١٤-١٧٨٧)، ويا للعجب، فهو موسيقي ألماني، وليس ايطالي. ويتلخص جوهرها، أن غلوك أدخل تغييرات واسعة على شكل الاوبرا ووضع اسس الاوبرا الحديثة. من التغييرات التي ادخلها اعتبار الافتتاحية جزءاً من الأوبرا وليس عملا منفصلاً كما كان في السابق، وخدمة الموسيقى النص وليس العكس، وتحرير شكل الآريا (الأغنية) من قيودها، وادخال شكل الالقاء الملحن بمصاحبة الاوركسترا، وإعطاء الكورس دوراً أكبر (والعودة إلى الدراما الاغريقية في هذا الشأن). وحملت أوبرا غلوك الجديدة اسما قديماً، هو اورفيو ويوريديتشه. لكن خلف هذه الاسطورة الاغريقية القديمة توارت الاوبرا المعاصرة. هذه رقصة الأرواح المباركة، وهي بين أشهر مقاطع هذه الاوبرا

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد