• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 24 أيار 2013

الموسيقى الاسبانية وجذورها

 

كانت اسبانيا عرضة لتأثيرات موسيقية متعددة، ساهمت في تشكيل هويتها الموسيقية. فالحديث عن التأثيرات الأندلسية (والعربية عموما)، والسفاردية (اليهودية الشرقية) يطول. نضف إلى هذه التأثيرات ما جاء عبر المحيط من أمريكا الجنوبية التي استعمر الاسبان الكثير من أراضيها. كل هذه التأثيرات انصهرت مع التقاليد الموسيقية الأوروبية وأعطت الموسيقى الاسبانية طابعها المميز. وهذا لا ينطبق على الموسيقى الشعبية لوحدها، بل كذلك على الموسيقى المكتوبة (أي التي يؤلفها المؤلف الموسيقي).
لو نأخذ مثلاُ مقطوعة فاندانغو المعروفة التی تنسب للموسيقي الاسباني انتونيو سولير (1729-1783)، سنحس فيها بروحية الموسيقى الاسبانية التي لا تزال موسيقى الفلامنغو تحتفظ بها:

http://www.youtube.com/watch?v=FYv32iVSajk

ويعد سولير من الموسيقيين البارعين في تأليف سوناتات ادوات المفاتيح (الهارپسيكورد أو الچمبالو أو الكلافسان)، وأرى أنه تأثر كثيراً بسوناتات الايطالي دومينيكو سكارلاتّي (1685-1757) الذي عاش في اشبيلية لأربع سنين حيث تعرف على موسيقى الفلامنكو، ثم أمضى باقي حياته في مدريد حيث توفي.

ولازالة الفوارق بين موسيقى العصور المتأخرة والموسيقى الشعبية، عمدت فرقة لاربيجياتا إلى استعمال أدوات مثل العود والسنطور والهارپ اللاتيني وبعض الأدوات القديمة لتقديم مختلف الأعمال من عصر النهضة حتى القرن العشرين. هذه الفرقة أسستها قبل أكثر من عقد من السنين عازفة التيوربا النمساوية كريستينا پلوهار (والتيوربا أداة وترية تطورت عن العود)، وتنشط في فرنسا. ولو نستمع مثلاً إلى اسلوب تقديمها اغنية "لا پاساكاليا دلاّ فيتا" من مؤلفات ستيفانو لاندي الذي عاش بين 1587-1639، أي في مطلع عصر الباروك، سنتذكر على الفور موسيقى امريكا اللاتينية التي نسمعها اليوم:

http://www.youtube.com/watch?v=YjzAi9f9PM0

وللمزيد اليكم حفلة قدمتها الفرقة في باريس قبل عام من الآن لأجمل ما في التراث الموسيقي لقارة أمريكا الجنوبية، بمشاركة عدد من المغنين المعروفين. أتمنى لكم وقتا بهيجاً مع هذا المزيج من الموسيقى الاسبانية – البرتغالية – اللاتينية بتقديم فرقة مقتدرة ومغنين بارعين:
http://www.youtube.com/watch?v=zra1BvTAciU

إلى اللقاء السبت القادم

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد