• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 15 أيلول/سبتمبر 2013

ديبوسي ساحر الألوان

  ثائر صالح

يقرن الكثير من الباحثين اللون بالنغمات، والأمر ليس مجرد مقارنة بحتة، بل هناك الكثير مما يجمع بين اللون والصوت، أهم شيء هو التردد، سواء كان طول موجة اللون أم تردد الصوت. إنها الفيزياء التي عاشت عصر الاكتشافات العجيبة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ايام الموسيقي الفرنسي كلود ديبوسي. فلا نعجب لو تأثرت الفنون جميعها بالتطور العلمي العاصف آنئذ.

ولد ديبوسي في 1862 ودرس الموسيقى في كونسرفاتوار باريس الشهير، حيث تصادم أحياناً مع أساتذته في نزعته الفطرية إلى التآلف الموسيقي غير المألوف، والذي نستطيع اليوم تسميته بالنزعة الانطباعية – تماماً مثل المدرسة الانطباعية في الرسم آنذاك – مثل تعليق الهارموني دون حله وعودته إلى النغمة الأساسية كتجنب استعمال النغمة المؤدية إلى الأساس (وتقع أدنى بنصف تون عنها) واستعمال التنافر الصوتي، واستعمال ما يسمى بسلم النغمات الكاملة (وهو سلم لا يستعمل سوى تون كامل) وغير ذلك من تقنيات التآلف الموسيقي الغريبة في ذلك العصر. كل هذا أثار حفيظة أساتذته لخروجه عن التقاليد الموسيقية التي تراكمت على مر العصور، لكنهم مع ذلك قدروا عبقرية تلميذهم واعترفوا بأصالته. تميز باسلوبه الخاص الذي يستقي من الأدب والفن التشكيلي، ويصنع من متعة اللحظة العابرة أو نفحة العطر أو لون غروب الشمس أو صوت امواج البحر على الشاطئ أعمالاً موسيقية تصويرية جميلة استعمل فيها توليفات صوتية غريبة وإيقاعات تجديدية وألحان رشيقة جذابة. جذبه الشرق، مثلما سحر الشرق فناني أوروبا في تلك الفترة. بين أشهر أعماله نجد قطعتي أرابسك (الزخارف) (1888)، وضوء القمر من متتابعته برغاماسك (1890-1905) التي استلهمها من قصيدة للشاعر بول فرلين، والبحر (1905) مقدمات البيانو (1915).

 

أرابسك 1

http://www.youtube.com/watch?v=28Qi4jLtigc

أرابسك 2

http://www.youtube.com/watch?v=RvAiQ9H56a4

ضوء القمر

http://www.youtube.com/watch?v=LlvUepMa31o

البحر، جرجييف مع فرقة لندن السمفونية

http://www.youtube.com/watch?v=hlR9rDJMEiQ

 

إلى اللقاء الاسبوع المقبل مع المزيد من الجواهر

 

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد