• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 25 تشرين2/نوفمبر 2013

خدعة الدوزان المعدل

  ثائر صالح

خدعة الدوزان المعدل

 

يعتمد النظام الموسيقي الأوروبي ما يسمى الدوزان المعدل الذي بدأ استعماله في أواخر عصر الباروك، ولم يقبل على صعيد واسع إلا في القرن التاسع عشر، ليحل محل طرق الدوزان القديمة التي كانت تأخذ في الاعتبار الأبعاد الموسيقية الطبيعية بين النغمات. ففي السابق كان السلم الموسيقي الذي يتألف من ١٢ نغمة يعاني من مشكلة هي أن قيمة النغمات في حالة الصعود تختلف قليلاً عن قيمتها عند النزول في السلم الموسيقي. لذلك اضطر صانعو الأدوات الموسيقية إلى إضافة مفاتيح جديدة عدا المفاتيح الاثني عشر لاستعمالها في حالة النزول بالنغم بدلاً من المفتاح المخصص لهذه النغمة في حالة الصعود. وهذا بالطبع يسبب صعوبات تقنية كبيرة للعازف. 

وللتغلب على هذه الصعوبة ابتكر المنظرون طريقة لتسهيل الأمر، فقسموا الاوكتاف (وهو البعد بين النغمة وجوابها) إلى ١٢ جزء متساو، أي أنهم "غشّوا" قليلاً ودوزنوا بعض النغمات بتردد يختلف قليلاً عن ترددها الطبيعي المضبوط. أي بعبارة اخرى، أن الدوزان المعدل هو دوزنة النغمات على ترددات "ناشزة" قليلاً بهدف السهولة النظرية والعملية. بهذا أصبح الصعود بالسلم الموسيقي والنزول به يقع على نفس النغمات، فانتفت الحاجة إلى المفاتيح الزائدة في الهاربيسكورد والبيانو، وأصبح الأوكتاف يحتوي على خمسة مفاتيح سود وسبعة مفاتيح بيض (في البيانو، أما في الهاربسيكورد فكانت المفاتيح تلون بالعكس).

أشهر من كتب في السلم المعدل كان يوهان سيباستيان باخ، الذي كتب مجموعتين من المقطوعات لكل نغمة من نغمات السلم المعدل في حالة السلم الكبير والسلم الصغير (١٢ مقطوعة في السلم الكبير و١٢ اخرى في السلم الصغير، بذلك يكون مجموع المقطوعات ٢٤ مقطوعة لكل مجموعة).

 ×××××××××××××

 هذا أندراش شِف يتحدث عن تسجيله مقدمات وفوغات باخ الـ ٤٨، في حوار عن هذا العمل.

 http://www.youtube.com/watch?v=TdzLWKuo0YA (Preview) 

 إلى مزيد من الجواهر الموسيقية في الاسابيع القادمة

 

ثائر صالح

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد