• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 08 كانون1/ديسمبر 2013

إحياء أحد مخترعات دا فنتشي الموسيقية

  ثائر صالح

أنجز العازف وصانع الأدوات الموسيقية البولوني سوافومير زوبشيتسكي بناء أداة موسيقية صممها المخترع العبقري متعدد المواهب ليوناردو دا فنتشي (1452-1519) قبل نحو خمسة قرون لم يصنعها أحد حتى الآن. وأطلق دا فنتشي على هذا الاختراع اسم فيولا اورغاتيستا، كناية عن دمجها الأدوات الموسيقية الوترية مثل الفيولا مع أدوات المفاتيح كالأورغن والهاربسيكورد. والمبدأ الذى بنى عليه دا فنتشي هذه الأداة الغريبة استمده من تقنية العزف على أداة معروفة في عصر النهضة تعود إلى القرون الوسطى (انتشرت في القرن العاشر الميلادي) لها أسماء عديدة منها القيثارة الدوارة أو العود الدوار (بالانكليزية Hurdy Gurdy) الخ، وهي أداة وترية فيها قرص مشمع بالراتنج يمس الأوتار يرتبط بمحور يصل بمقبض يديره العازف باليد اليمنى، بينما يضغط باليسرى على مفاتيح كمفاتيح البيانو لكي يغير من طول الأوتار. أما دا فنتشي فقد صمم أداة تشبه البيانو المعاصر وفيها لوحة مفاتيح بالاضافة إلى أربعة أقراص يديرها العازف بقدميه بتقنية تشبه تدوير ماكنات الخياطة القديمة. وتحوي الفيولا اورغانيستا 61 وتراً معدنياً يرتبط كل واحد منها بمفتاح من المفاتيح.


أنجز زوبشيتسكي بناء هذه التحفة خلال ثلاث سنوات وقدمها مؤخراً في المهرجان الدولي الخامس للبيانو في كراكوف بنجاح باهر. وعند سماع التسجيلات المتوفرة لصوت الفيولا اورغانيستا نستدل أنها تشبه صوت أدوات عائلة الفيول القديمة أو التشيلو أو الاورغن. وقدم زوبشيتسكي على هذا الاختراع عدداً من معزوفات عصر الباروك مثل أعمال الفرنسيين ماران ماريه ومسيو دو سينت- كولومب وأنتوان فوركري وهم من أشهر عازفي الفيولا دا غامبا (فيولا الساق، مثل التشيلو الحالي) والألماني كارل فريدريش آبل وقدم كذلك رقصة المنويت الشهيرة التي كتبها الايطالي لويجي بوكريني من الفترة الكلاسيكية.

العرض الأول للفيولا اورغانيستا في قبل بضعة أسابيع:
http://www.youtube.com/watch?v=sv3py3Ap8_Y

خبر من وكالة الأنباء الفرنسية عن الموضوع
http://www.youtube.com/watch?v=MZvtUFjoJ7Q

مقطوعات للفيولا دا غامبا المنفردة، آبل
http://www.youtube.com/watch?v=JG7qvkGZkug

إلى اللقاء السبت القادم

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد