• Default
  • Title
  • Date
  • نعيم عربي ساجت
    المزيد
    استيقظت من النوم على اثر هزة خفيفة لرأسي ، وصوت امي
  • مؤسسة الذاكرة المندائية
    المزيد
    the Foundation for the Preservation and Riviving of Mandaean Memory
  • عبد الحميد الشيخ دخيل
    المزيد
    كان التجمع في شارع ابي نؤاس عصرا وكما اتذكر مساء
  • همام عبد الغني
    المزيد
      تواصلت رحلتنا , متنقلين بين قرى كردستان , التي كانت آمنة
الجمعة, 10 تشرين1/أكتوير 2014

خواطر عابره

  مأمون عبدالزهره ناصر الدليمي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

بكل فخر واعتزاز ، الاخوات الفاضلات اللواتي يشاركن في تعزيز الواحة وابقائها خضراء ، قد زاد عددهن عن عدد الاخوة الافاضل المشاركين ، وماهي هذه الورود التي بدأت تأخذ مساحتها داخل الواحة هي نتيجة انتاجهن الغزير في مواضيع الشعر ، الادب ، القصص ، الانسانية والمواضيع العلمية ، اضافة الى مشاركتهن في التعليق والتعقيب ، فتحية للاخوات المندائيات المشاركات والقارئات .

اعتذر عندما تكون خاطرتي عن قصص او ذكريات ، تكون لاشخاص من عائلتي ، فهم الذين عاشرتهم وترعرعت معهم ، واترك حكايات الاخرين لهم ولاولادهم واحفادهم .

المحلاف - كان المرحوم العم اسماعيل رابع ، يسكن في محلة السرية ، مدينة العماره ، ويملك دكان صياغة في شارع بغداد المعروف وسط المدينة ، المرحوم ابو نجله وزوجته الفاضلة فرحه عامر خشن ، ام نجله منحها الله الصحة وطولة العمر، بسبعة بنات قبل ان يمنحه الله اثنان من الابناء وهم بسام ويحيي حفظهم الله ، وكالعادة الدارجة في مجتماعتنا الشرقية ، كان المرحوم يكنى لسنوات طويلة بابو نجله وهي بنته البكر، ليأخذ الاسم الجديد ابو بسام مع ولادة اول مولود ذكر له .
في جلسة عائلية مع احباب محلة السرية ، محلة المندائيين ،والمطلة على نهر دجلة و ذات الذكريات الحلوة لكل من ولد وترعرع فيها ومن كلا الجنسين ، اعرب ابو نجله وقبل ولادة ابناءه ، عن امنيته في ان يرزقه الله بمولود ذكر يساعده في عمله ودكانه . وبعد ايام زاره في دكانه ، رجل وزوجته ومعهم طفل في السابعة من العمر ، ولم يكونوا بغرباء بل من " صبة " اهلنا ، وبعد السلام والكلام وشرب الشاي ، فاتحوا ابو نجلة برغبتهم في ان يعمل ابنهم " المحروس " في خدمة ابو نجله وامور المحل البسيطة ، مثل تقديم الماء وتقريب العدة ، او مراقبة الدكان عندما يحتاج ابو نجله لقضاء حاجة ، وحتى انه يستطيع ان يجلب الغداء يوميا من بيت ابو نجله القريب ، وبصوت خافت ، اعربا والدي " المحروس " في توقعاتهم في استلام ابنهم مساعدة مالية اسبوعية لتساعد العائلة في محنتهم ، واعلن ابو نجله موافقته على العرض ، واوعدهم بمراعاة ابنهم ، مثل ابنه وبكل حنان وابوه .
صباح اليوم التالي ، حضر الصبي الصغير ، انيقا في ملبسه ونضيفا في مظهره ، واثبت انه كفوءا في كل ماذكره عنه والديه ، و رغم صغر سنه ، كان عامل فعال مساعد لتخفيف الضغط بعض الشئ عن ابو نجله .
لاحظ الزبائن وجود الصبي الصغير عند دخولهم الدكان ، والذي يقدمه ابو نجله " بالمحروس " حيث اصبح الانطباع بانه ابنه ، وعند سؤال اي زبون او زبونة :
عيني ابو نجله ، تخلص التراچي يوم الخميس ..... يضع ابو نجله يده على رأس الولد الصغير واعدا انشاءالله وبراس هذا " المحروس ".
عيني ابو نجله فدوه ، اريد السوار يكون ذهب ليرة ، ......... وداعتچ مايصير خاطرچ الا طيب .... وبراس هذا " المحروس " يصير انشاء الله ذهب ليره .
وهكذا براس المحروس ا ،مع كل زبون وزبونه ، ومع كل محبس وترچية ، ومع كل حاجة اذا ماخلصت في موعدها .
المحروس سعيد في عمله مع طموح في ان يكون لديه في المستقبل ، دكان صياغة مثل استاده ابو نجله ، واهله قنوعين بالدراهم التي ياتي بها اسبوعيا المحروس ولاول مرة من عرق جبينه ، وفي احد الايام سألوا ابنهم ليتأكدوا من كون ابو نجله قد اوفى بوعده بمعاملته مثل ابنه ، واجاب ابنهم بان ابو نجله يراعيه ويعامله اكثر من ذلك ، ورد عليه والديه وكيف يكون ذلك ، فقال لهم ، ابو نجله يراعيه ويداريه ويحبه وكأنه ابنه الحقيقي لدرجة يضع يده على راسه ويحلف به لكل زبون وزبونة يدخل الدكان .
صباح اليوم التالي ومع موعد فتح الدكان ، وجد ابو نجله المحروس واقفا بانتظاره كعادة كل صباح ولكن هذه المرة ، معه امه وابوه ،وبعد فتح الاقفال وباب الدكان ، رحب بهم ابو نجله ، صباح الخير ، تفضلوا ادخلوا ، وخير انشاء ، هل قصرت معكم او مع ابنكم لاسامح الله ، فقالوا له ، صبحك الله بالخير يا ابو نجله ، وحاشاك من التقصير ، لقد كان اتفاقنا بان يقوم ابننا المحروس بكل ما يستطيع عمله وهو يقوم بذلك على خير ما يرام ، وانت لم تقصر في اعطائه ما تجود به يدك الكريمة اسبوعيا ، ولا اعترض عليه ، ولكنك لم تخبرنا ولم تدفع لنا عن وظيفة جديدة يقوم بها المحروس وليست في الاتفاق الاصلي ، وتحتاج الى اتفاق جديد يشمل مهامه الجديدة ك " مِحلاف ".

أم كلثوم عراقية - كان المرحوم العم عبدالصاحب رابع ،ابو عدنان ، يسكن في محلة الطويسه ويعمل في سلك التعليم ، المرحوم ابو عدنان ، وزوجته الفاضلة ديناره خلف حافظ ، ام عدنان ، منحها الله الصحة وطولة العم ، رزقهما الله بتسعة اولاد ، ثمانية ابناء وبنت واحده ، وكان رحمه الله ، مثل بقية موظفي الدخل المتوسط ، ورواتبهم التي بالكاد تغطي المصاريف حتى آخر يوم من الشهر ، وفي ظروف غير محسوبة ، مثل مناسبات الاعياد والسفر و المرض ، يضطر البعض منهم الى الاقتراض من الاقارب والاصدقاء او من ما يسمى عن طريق الفايز ، وكان المرحوم ابو عدنان في حالة حاجته لسد مثل هذا النقص بعض الاحيان ، فطريق الفايز موجود ومفتوح ويعتمد على سمعة المقترض وسرية القارض ، الا ان فرجها الله يوما عندما فاجأه احد نسبائه وخال الاولاد ، وكان ذو حال يسيرة ويملك محل صياغة في سوق البصره .
ابو عدنان ، احنا اخوة ونسباء واني واحد من خوال الولد ، شلون من تحتاج ، تروح تاخذ فلوس بالفايز واني موجود ، اني والمحل بخدمتك ، ومن الواحد للالف بس قول ... كان هذا كلام خال الولد .
وفعلا مشت الامور في كل مرة يحتاج فيها المرحوم ابو عدنان ، يتمشى الى سوق الصياغ ، ليجد استقبال أخوي ، ومع شرب استكان الشاي تكون العشرة دنانير في جيبه ، لتعاد الى خال الولد بعد ايام ومع استلام راتب راس الشهر .
وفي واحدة من تلك الايام ، ذهب المرحوم ابو عدنان لزيارة خال الولد ، متوقعا شرب استكان الشاي وعودته الى البيت ومعه الدنانير العشرة ، حصل ما ليس في الحسبان ، فبعد استقبال حار واحر من سابقاته ومع انتظار استكان الشاي ، قام خال الولد بفتح جهاز الراديو واذا باحدى اغاني ام كلثوم الحلوة ، وكانت المغنية المشهورة قد ودعت الدنيا حديثا ، ودار الحديث التالي :
خال الولد ........ بلا مو حرام امرأة عظيمة وبهذا الصوت الحلو مثل ام كلثوم تموت .
ابو عدنان ....... اي والله حرام وهذا امر ربك .
خال الولد ...... والله وفاتها خسارة للعراق .
ابو عدنان ..... اي والله وفاتها خسارة للعراق وللامة العربية وخاصة مصر اللي ام كلثوم منها .
خال الولد ..... شنو هاي ابو عدنان ، اگلك ام كلثوم عراقية ، تگلي مصرية .
ابو عدنان .... وداعتك خال الولد ، ام كلثوم مصرية من يوم ولدت الى ان توفيت .
وهنا انتفض خال الولد وقام بلملمة المصوغات من الجامخانه ووضعها في القاصة ، وبدأ باطفاء الاضوية ، تاركا المرحوم ابو عدنان مغادرا المحل عائدا الى بيته بخفى حنين ومن غير ما جاء من أجله ومدردما مع نفسه :
يا ابو عدنان ....انت جاي في مهمة وحاجة ضرورية ، اخذ فلوسك وامشي ، شنو شغلك وشعليك مين ام كلثوم ، وخلي تصير ام كلثوم ، اللي تصيره ، يريدها تصير عراقية ، خلي تصير عراقيه .

الدخول للتعليق