• Default
  • Title
  • Date
  • نعيم عربي ساجت
    المزيد
    استيقظت من النوم على اثر هزة خفيفة لرأسي ، وصوت امي
  • مؤسسة الذاكرة المندائية
    المزيد
    the Foundation for the Preservation and Riviving of Mandaean Memory
  • عبد الحميد الشيخ دخيل
    المزيد
    كان التجمع في شارع ابي نؤاس عصرا وكما اتذكر مساء
  • همام عبد الغني
    المزيد
      تواصلت رحلتنا , متنقلين بين قرى كردستان , التي كانت آمنة
الأربعاء, 17 نيسان/أبريل 2013

الرابع عشر من نيسان 1957 ، يوم في ذاكرتي

  فاضل فرج خالد
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

بعد ان انقضت العطلة الإجبارية التي تعطلت فيها الدراسة لمدة تجاوزت الشهرين في كليات بغداد ومعاهدها ومدارسها الثانوية على اثر الانتفاضة الجماهيرية التي عمت مدن العراق كافة نتيجة قيام العدوان الثلاثي على (مصر)، والذي أبتدأ يوم 29/10/1956 وبمساندة الحكومة العراقية من طرف خفي لهذا الاعتداء الغاشم مما سبب ذلك حصول نهوض ثوري لعموم فئات الشعب العراقي وفي مقدمة تلك الشرائح والفئات كان طلبة الكليات والمدارس الثانوية عموما ولا نستثني أنفسنا نحن طلبة دار المعلمين العالية سابقا ( كلية التربية) لاحقا، حيث قدمنا شهيدا من طلبتنا في المظاهرة التي انطلقت صباح اليوم الثاني لحصول ذلك العدوان والتي ضمت طلبتنا و طلبة الكليات والمعاهد المجاورة لنا واعني بها ( كلية التجارة والهندسة وثانوية الصناعة) وعند وصولنا إلى محطة قطار شرقي بغداد جوبهنا بالرصاص من قبل الشرطة المدججة بالأسلحة والمتأهبة لقمع أية تظاهرة، وعندها سقط برصاص تلك القوات البوليسية احد طلبة كليتنا شهيدا، وهو الطالب الشهيد ( ناجي نعمة السماوي) وكان طالبا في السنة الثالثة / قسم الفيزياء. وعند الظهر صدر قرار بتعطيل الدراسة في الكليات والمعاهد ثانويات بغداد لأجل غير معلوم، وعند التئام شمل الدراسة مجددا في أواسط شهر كانون الثاني 1957م، نشط (اتحاد الطلبة العراقي العام) والمتمثل باللجنة التي تدير نشاطه سريا في كليتنا، فقامت بطباعة صور الشهيد السماوي وتم توزيعها من قبل نشطاء الاتحاد على بقية الطلبة فولد ذلك حماسا ثوريا في نفوسهم مما ساعد على انضمام اعداد غفيرة منهم الى تنظيمات الاتحاد وكان هذا واضحا في العديد من النشاطات الطلابية التي نظمت وقتها بعيدا عن عين الادارة متمثلة بالسفرات والحفلات الطلابية 

وعندما اقتربت الذكرى التاسعة لمؤتمر ساحة السباع والذي انعقد في تلك الساحة لاعلان تأسيس اتحاد الطلبة العراقي العام وذلك يوم 14 نيسان 1948 

عندها قررت اللجنة الاتحادية الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة يوم 14 نيسان 1957 والذي كان حينها يوم دوام اعتيادي ، لذلك ارتأت اللجنة الاتحادية القيام بكتابة شعارات تمجد المناسبة وتأريخها وكذلك تمجد نضال الشعب العراقي البطل , لذلك تم احضار عددا من الورق المقوى( كارتون) بحجم كبير مع أقلام الخط والحبر الصيني الأسود وبدأ العمل قبل اسبوع من يوم المناسبة وانتدبت انا لمهمة القيام بخط اللافتات المذكورة حيث بدأت أزاول مهمتي في إحدى الغرف العائدة لسكن بعض طلبتنا الاتحاديين في احد الأقسام الداخلية لطلبة السنة الأولى الواقع في منطقة الوزيرية قريبا من البنايات الرئيسة لأقسام الكلية واستغرق العمل مني لانجازه بضعة ليالي وفي صبيحة الرابع عشر من نيسان 1957 و الذي صادف الذكرى التاسعة لمؤتمر السباع الخالد وأثناء توجه الطلبة لتناول طعام الفطور الصباحي في مطعم القسم الداخلي والذي هو ضمن بنايات مجمع الأقسام الدراسية شاهد الجميع شعارات خطت على أوراق كارتونية كبيرة قد رفعت على واجهات جميع بنايات أقسام الكلية ومن ضمنها واجهتي المطعم والمكتبة جميعها تحمل تمجيداً لتلك الذكرى الخالدة مما احدث ذلك العمل اعتزازا وتقديرا في نفوس طلبة الكلية لاتحادهم المناضل واستمرت تلك اللافتات مرفوعة طيلة الدوام الرسمي وفي نهايته أوعزت العمادة الى عمال الخدمة برفعها دون التوصل إلى معرفة من هم الأشخاص الذين كانوا وراء هذا العمل البطولي.

 

الدخول للتعليق