• Default
  • Title
  • Date
  • نعيم عربي ساجت
    المزيد
    استيقظت من النوم على اثر هزة خفيفة لرأسي ، وصوت امي
  • مؤسسة الذاكرة المندائية
    المزيد
    the Foundation for the Preservation and Riviving of Mandaean Memory
  • عبد الحميد الشيخ دخيل
    المزيد
    كان التجمع في شارع ابي نؤاس عصرا وكما اتذكر مساء
  • همام عبد الغني
    المزيد
      تواصلت رحلتنا , متنقلين بين قرى كردستان , التي كانت آمنة
الثلاثاء, 24 أيلول/سبتمبر 2013

مفارقات وذكريات المعتقلات والسجون

  عربي الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

في عام 1966 كنت نزيل معتقل الافضيليه وكان يطلق على وضعي القانوني مصطلح ( امانه )  رغم اني لم اكن محكوما او مدان باية تهمه او ارتكاب  جريمه اما ولا حتى اجراء معي تحقيق مسبق باي شكل من الاشكال ، علما ان مفردة امانه لا وجود لها بالقانون مطلقا .. هذا المعتقل يقع في الشمال الشرقي من مركز مدينة بغداد – للمزيد ارجو مراجعة موضوعي كاظم فرهود الشيوعي المناضل – وكان مجموع النزلاء في ذلك الوقت حوالي مائة وخمسون معتقلا جلهم من الشيوعيين والديموقراطين واصدقاءهم وان هذا العدد غير ثابت فهو يزيد او ينقص يوميا تبعا للحالة الامنية في تلك الايام وبهذه المناسبة اتذكر ان في مساء احد الايام جيأ بعدد كبير من المعتقلين وكان من بينهم اخوة مندائيين كلهم من صاغة شارع النهر حوالي ستة اشخاص مع الاسف لا اتذكر اسماءهم بعد هذه المده الطويله وربما كان احدهم الاخ صائغ الفضه عزيز اخو ابو سعود والثاني كيلاني وانا غير متأكد مع الاسف

كان امر المعتقل ضابط شرطه برتبة مقدم واسمه سلمان داوود من اهالي الكوت له خلفية ديموقراطيه كما سرني بها هو شخصيا حيث كان احد الطلبه الفاعلين في اتحاد الطلبه ايام الدراسه الاعداديه وكلية الشرطه ولهذا توطدت علاقتي به ويمكن وصفها بالجيده تتسم بالاحترام والاحترام المقابل

وفي احدى الايام طلبت من ادارة المعتقل مراجعة المستشفى الملكي لفحص العيون وكان هذا المستشفى  يطلق عليه آنذاك بالمستشفى الملكي وسابقا ( بمستشفى المجيديه ) الكائن بباب المعظم حيث تقع مدينة الطب في الوقت الحاضر وهذا المستشفى هو المعني بهذا الامر ولأنه الاقرب للمعتقل

 وفي صباح اليوم المعين حضر مفوض شرطه ومعه اربعة افراد وسياره شرطه مخصصه لهذا الغرض لأرسالي وكان معي ثلاثة من المعتقلين  مخفورين وتحت الحراسه    المشدده بغية استصحابنا الى المستشفى المذكور واعادتنا الى المعتقل

 فقامت الشرطه بوضع القيود بايدينا ( الكلبجات  ) كل اثنين معا وكان رفيقي شاب مهندس من اهالي بعقوبه اسمه هشام فاركبونا ومعنا اربعة شرطه مسلحين اضافة الى  المفوض والسائق في الامام وتحركت بنا السياره سالكة طريق السده الشرقيه صوب باب المعظم   ( لعلم القارئ الكريم ان  بغداد لم تكن بهذا الوسع الا بعد ثورة 14 تموز فقد كانت تحدها من الشرق سدة ترابيه تسمى سدة ناظم باشا وعليها طريق سالك ولكنه غير مبلط يبدأ من الشمال بضفة نهر دجله اليسرى ومن الجنوب ينتهي بنهر ديالى شمال معسكر الرشيد ) وبمنتصف المسافه وبجانب السده وفي جزء منها هناك ثكنات ( بناكل ) لمعسكر شرطه القوه السياره

 

تحركت بنا السياره بالوقت المحدد وفي منتصف الطريق تقريبا توقفت جراء عطل ميكانيكي هذا ما قاله السائق ورغم محاولته اصلاحها فلم يتمكن وعلى اثر ذلك فكر مفوض الشرطه ان يعالج الموقف الحرج بالنسبة له وطبعا بذلك الوقت لم تكن هناك تلفونات منقوله ( موبايل ) فطلب المفوض منا النزول من السياره ومعنا الشرطه بالسير خلفه نحو مقر معسكر شرطة السياره الذي لم يكن يبعد عن مكاننا سوى مائة متر لغرض تأمين واسطه نقل من امرية الشرطه او الاتصال تلفونيا بآمرية معتقل الافضيليه

 

ذهب بنا الى مقر امرية الشرطه ودخل على الامر وكنا بالانتظار بالخارج وفي اثناء ذلك تفاجئ صاحبي الشاب ان مساعد الامر وبرتبة رئيس ( نقيب ) الذي شاهده من خلال شباك غرفته هو من معارفه او احد اقربائه فطلب مني ان ندخل ليسلم عليه لأننا في كلبجه واحده فلم اوافق على طلبه وقلت له يا هاشم نحن معتقيلن ولسنا ضيوف وهيئتنا لا تتناسب مع الموقف الا انه الح علي بالرجاء وتوسل ان ندخل الدائره وكانت غرفة كبيره يتصدرها مكتب المساعد الرئيس ابراهيم

 

وخضوعا لتوسلات صاحبي ورغبته وافقت على دخول الغرفه فدخنا ويا ليت لم ندخل

 

وقفنا امام مكتب الضابط ومعنا شرطي الحراسه وكان الاخير اي الضابط  منهمكا في قراءة شيئ ما او تظاهر بالقراءة متعمدا دون ان يرفع راسه وقد تجاهلنا تماما حتى لم يرد على التحية العسكريه التي قام بتاديتها الشرطي المرافق لنا

 

وبدأ الحوار التالي .......

 

هشام – السلام عليكم رئيس ابراهيم ... شلونكم ؟

 

الضابط لم يرفع رأسه

 

هشام مرة ثانيه – شلونكم ابن عمي رئيس ابراهيم ؟

 

الضابط – بعد ان رفع راسه .. ها هشام ولك اشجابك ؟ هاي التريدها ؟

 

حيل وياك .. ولك انت قشمر .. قشمروك الشيوعيين العملاء ؟

 

هشام – يا معود ابراهيم هاي شنهو منك  ...

 

الضابط – شنهو مني ؟... ما تكلي هذا عريبي الضابط الشيوعي شلون قشمرك ؟ عريبي قشمرك مثل ما قشمر هوايه مثلك ... انا اعرف هذا الشيوعي العميل يلعب بيكم شاطي باطي وانتم قشامر ومخابيل .. انت مهندس وبالك بالك  شلون ما تعرف الزين من الموزين ؟ تكول انا ذكي وفاهم شلون خليت عريبي يوسوس بذانك وسواك شيوعي

 

هشام صار مرتبك واتلخبطت عليه الامور وبقى صامت ما يعرف شيكول والضابط مستمر باهانته والاستهزاء والسخرية منه

 

وعند هذا الحد تدخلت انا وسالته يا استاذ  منين  تعرف الضابط عريبي ؟

 

اجاب – اكو واحد ما يعرفه  ؟ ترى انت هم قشمر

 

فقلت له وين شفته اخي ؟ وهل التقيت معه ؟

 

الجواب – شفته بالمعتقل وكبلها شفته يقود المظاهرات ويعتدي على الناس

 

--- يا استاذ هذا غير صحيح والرجل عربي وليس عريبي لم يرتكب اية جريمة او ممارسة العنف ارجوك يا معود على كيفك شويه ؟ احنا خطارك يا اخي ،  وثم هل انت متأكد من كلامك  يا رئيس ؟

 

الضابط -- انت تكذبني لو تحقق ويَايا انت منو ؟

 

وفي هذه اللحظه ضاق صبري وقلت له

 

شوف يا ابراهيم انت كذاب وما تستحي ولا عندك اخلاق يا تافه

 

تفاجأ الضابط بردي الشديد والصارم وبانت على وجهه علامات الارتباك خاصة وان افراد الشرطه كانوا متواجدين بالغرفه وهم ايضا تفاجؤا وبدى على وجوههم الارتياح من آمرهم هذا وموقفه منا ..

 

وبعد ان استرجع  الضابط انفاسه رد قائلا وبعصبيه ولك من انت حتى  تغلط علي ؟؟

 

فقلت له شوف يا تافه اشكد انت كذاب ولك انا الضابط عربي الذي تتحدث عنه وين شفتني يا ساقط ؟ فتفاجأ بهذا الرد غير المتوقع مما زاده ارتباكا وسكت ولم ينطق ببنت شفه وهو يلتفت يمنة ويسره وانا اكيل له الشتائم والرزاله ولم اعطه فرصة لألتقاط انافسه مرة ثانية لولا تدخل الحرس ومع ذلك لم اتوقف من توجيه الكلام الاذع وسيل من الشتائم والاهانات وقد اعطيته درسا بالاخلاق لن ولم ينساها مدى الحياة

 

وهكذا انتهت المشاده الكلاميه بيننا بحضور مفوض شرطة المعتقل وتهيئة سيارة لأكمال مشوارنا نحو المستشفى والعوده منه الى حيث قدمنا منه

 

وبعد ايام حان موعد المواجهة للمعتقلين مع عوائلهم وقد احاطت قوة من الشرطه معتقل الافضيلية كما هي العاده حتى انتهائها فناداني امر المعتقل المقدم سلمان داوود وقال لي  شبيه وياك الرئيس ابراهيم مساعد امر شرطة السياره ؟

 

فسالته كيف عرفت ذلك ؟ فاجابني عرفت من ابراهيم نفسه ومن افراد الشرطه

 

وتابع بقوله ان ابراهيم هذا هو اخي ولكنه انسان انتهازي وجبان

 

تدري يا فلان ابراهيم ذاك واقف على السده يخاف يجي هنا – وقد اشار اليه  بيده

 

ومع ذلك اعتذرت من امر المعتقل المقدم سلمان داوود وقدمت له اسفي على كل ما حدث

 

وختاما اترك للقراء الافاضل التعليق حول الحدث وشهادات الزور التي تبنى على الباطل خالية من المصداقيه والانسانيه بحق الاخرين

 

الدخول للتعليق