• Default
  • Title
  • Date
  • اعداد : عزيز عربي ساجت
    المزيد
    اللغة المندائية والحاجة الملحة للبحث العلمي الدائم هناك جملة تساؤلات
  • فهيم عيسى السليم
    المزيد
    كتب الكثير عن هذا التنظيم الإرهابي الدموي ودخل الإستخدام اللغوي
  • د . قيس مغشغش السعدي
    المزيد
    بتوقف  دراسة اللغة المندائية والتعامل مع معاني مفرداتها وأسس إشتقاق
  • د. قيس السعدي
    المزيد
    قصيدة لميعة عباس عمارة حين تتحدث مع لميعة عباس عمارة،
الثلاثاء, 04 آذار/مارس 2014

لغتنا المندائية ... هويتنا الحقيقية ج5

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

من المعروف انه بعد انهيار مركز ( اليمن السعيد ) التجاري ، ودمار سد مارب الشهير , نزحت قبائل اليمن نحو الشمال ، لتستقر في انحاء متفرقة من بلاد العرب ، وان اكبر هذه القبائل كانت (خزاعة ) ، وان هذه القبائل استقرت في المنطقة التي اصبح التاريخ يعرفها باسم ( مكة ) في الحجاز ، ومن الطبيعي ان تحمل هذه القبائل معها معتقداتها ومعبوداتها وطقوسها الدينية واللغوية ، وعلى رأس الجميع (رب البيت ) او (بيت الرب ) . وقد لاحظت الباحثة اليمنية ( ثريا منقوش ) التشابه بين ما اعتقدت انه اله قمري لسبأ باسم ( المقة ) وبين (مكة ) الحجازية ، وربطت بين الاثنين في ضوء ما جاء عند ابن طيفور المصري ، والقيرواني ، عن بعض اهل اليمن ، ولكونهم يلفظون القاف كافا ، وكان يعرف عن اهل اليمن هم اصل التوحيد في الجزيرة العربية . ومكة - تعني بكة الارض المنخفضة في اللغة الارامية .
ان المعتقدات اليمنية تاثرت واثرت بمعتقدات بلاد الرافدين والتي كان مصدرها الاول الصابئة وبقايا الكلدانيين ، وعن اهل اليمن اخذ عرب الشمال هذه الطقوس ، ونقلوا معهم ( الحجر الاسود ) الى موطىء قدمهم الجديد .
ويعتبر عمر بن لحي الخزاعي اول حاجب للبيت الحجازي وهو من اليمن بعد ان كانوا سدنته هناك ، خصوصا اذا كانت الحجابة الاولى لا تبتعد زمانيا عن تاريخ دمار سد مأرب وتشتت القبائل اليمنية باكثر من نصف قرن ، وان احد ملوك اليمن المدعو (تبع الثاني ) زار مكة وطاف بها وقدم النحر للناس على عادتهم وكساها بالبردة اليمنية وجعل لها مفتاحا ، وذلك المفتاح الذي استلمه الخزاعيين والذي صار فيما بعد محل صراع مرير انتهى بيد قصي بن قلاب الذي وحد القريشيين ضد خزاعة وانتزع مفتاح البيت منهم ، ان كثير من عادات الحج كانت على غرار التقاليد اليمنية القديمة في تأدية العبادة والحج للاله ( المقة ) ، ان المنافسة الدينية بين مكة وبين الكنيسة التي انشاتها الحبشة في صنعاء ، هي التي دعت الى حرب الفيل التي ذكرت في القران حيث كانت المنافسة الدينية والتجارية قائمة بين مكة ونجران .
فقد عقد اللغويون مقارنات كثيرة بين اللهجات العربية القديمة التي بقيت الى ما قبل الاسلام ، فظهر من هذه المقارنات ان التقارب بينها يقاس بالزمان ولا يقاس بالمكان ، فقد يكون الجاران مختلفين غاية الاختلاف ، وقد يكون التشابه قريبا جدا بين طائفتين تسكن احدهما الى اقصى الجنوب وتسكن الاخرى الى اقصى الشمال ، فالحميريون مثلا كانوا يقيمون باقصى الجنوب من الجزيرة العربية ، والاشوريون كانوا يقيمون باقصى الشمال من العراق ، ولكن التشابه بين لهجة حمير ولهجة اشور اقرب جدا مما بين اللهجة الحميرية واللهجة القريشية بمكة ، والمسافة بين اليمن والحجاز اقرب المسافات . فاللغة الحجازية لم تتطور من اللغة اليمانية مباشرة ، وانما جاء التطور من العربية القديمة الى الاشورية الى الارامية الى النبطية الى القريشية ، فتقارب لغة النبط ، ولغة قريش من هذا السبيل ، وكان التقارب بينهما في الزمان ، او في درجات التطور اللغوي ولم يكن تقاربا يقاس بالفراسخ والاميال .
هذه هي البينة الكبرى من مباحث اللغة على قرابة اهل الحجاز من النبطية وكانت قرابة الواقع التي حفظتها اسانيد اللغة والثقافة واستخرجتها من حجارة الاحافير في الزمن الاخير كمثل قول ابن عباس : نحن معاشر قريش من النبط هذا من جهة الاصل واللغة . لقد ورث الانباط التراث الارامي وخاصة في الكتابة واللغة فكان بعضهم يعرفون اللغتين العربية والارامية وكان الانباط يتفاهمون بلغة عربية الا انهم كانوا يكتبون بالارامية وبالتدريج انفصلت الكتابة النبطية عن الارامية ، والتي اثاراهم باقية لحد الان في الاردن . ومما يزيد في اهمية الحرف النبطي ان الابجدية العربية قد انحدرت منها مباشرة ، وخط النبط قريب جدا من خط كتبة الوحي . وينقل عن دسو Dussaud ان الاحافير النبطية التي ترجع الى القرن الثالث قبل الهجرة تدل على تقارب شديد بين الارامية والعربية الفصحى ، وقد لوحظ التقارب بين اللغات او اللهجات العربية ، فيما هو اقدم من ذلك كثيرا بحيث لا يحسب تاريخه باقل من الفي سنة قبل الميلاد ، فان اداة التعريف وضمير المتكلم والغائب وكلمات النفي والنهي وتصريف الافعال مشتركة في اللغة العربية واللغة الاشورية التي تنسب اليها السريانية .
نستطيع ان نقول ان الصلة بين اللغة العربية الفصحى التي كانت تتكلمها العدنانية واللغة التي كانت تتكلمها القحطانية في اليمن ، انما هي كالصلة بين اللغة العربية واي لغة اخرى من اللغات السامية المعروفة .
وكانت اللغة السريانية اللغة الناطقة في اليمن ومشارف العراق والشام وتخوم فلسطين وسيناء ، وكان اليونانيون يطلقون عليهم اسم اشورية او اسورية على الشام الشمالية ، ولحد الان يتكلم اهالي معلولة وصيدنايا السورية اللغة الارامية الشامية القديمة ، فشاعت التسمية العربية باسم السوريانية واختزلت الى السريانية في المكان الذي اقامت به بعض قبائل العرب الوافدة من شبه الجزيرة العربية منذ اقدم العصور ، وقبل عصر ابراهيم بزمن طويل ، واشتملت هذه اللغة اي السريانية في بعض الازمنة على عدة لغات لا تختلف فيما بينها ومن هذه اللغات لغة ارام وكنعان وادوم ومديان وما جاورها في الاقاليم الممتدة بين العراق وسيناء ، واللغة العبرية في نحو القرن العشرين قبل الميلاد كانت كلمة عامة تطلق على طائفة كبيرة من القبائل الرحل في صحراء الشام ، وقد وردت اسم العبري والابري والهبيري في احافير تل العمارنة وفلسطين واسيا الصغرى والعراق ، وقد جاءت بهذا المعنى في الكتابات المسمارية والفرعونية ، ثم انطوت العبرية في الارامية التي غلبت على القبائل جميعا بين فلسطين والعراق مع اختلاف يسير بين الارامية الشرقية والارامية الغربية .
وقد لوحظ ايضا بان حضارة وادي الرافدين الشمالية او الحضارة السامية الغربية كانت تتميز عن الحضارة السامية الشرقية اي الاكدية الجنوبية بلهجتها واسماء العلم لديها ، وهم اقرب الى الكنعانية الذين استوطنوا غرب الشام .
يتبع لطفاً-
المصادر

-سيد محمود القمني – الاسطورة والتراث / ط1 /199- دارسينا للنشر / مصر العربية – القاهرة .

- طه حسين – في الشعر الجاهلي – من تراث عصر النهضة / ط1 /2009 –دار بترا للنشر والتوزيع / سوريا – دمشق .

- سيد محمود القمني – النبي ابراهيم والتاريخ المجهول / ط1 /1996 – الناشر مكتبة مدبولي / مصر – القاهرة .

-عباس محمود العقاد – ابراهيم ابو الانبياء / دار الهلال / 1980 / مصر – القاهرة .

- محمد ابراهيم سرتي – الانثى المقدسة وصراع الحضارات – المراة والتاريخ منذ البدايات / ط1 /2008 – الناشر دار الاوائل / سوريا – دمشق .

- احمد سوسه – حضارة وادي الرافدين – بين الساميين والسومريين / دار الرشيد للنشر /1980 – العراق – بغداد .

- رعد جبار صالح – م / الانباط في صور / عن مجلة هيمنوثا ( الايمان ) / العدد-12/ شباط / 2005 / بغداد .

الدخول للتعليق