• Default
  • Title
  • Date
  • اعداد : عزيز عربي ساجت
    المزيد
    اللغة المندائية والحاجة الملحة للبحث العلمي الدائم هناك جملة تساؤلات
  • فهيم عيسى السليم
    المزيد
    كتب الكثير عن هذا التنظيم الإرهابي الدموي ودخل الإستخدام اللغوي
  • د . قيس مغشغش السعدي
    المزيد
    بتوقف  دراسة اللغة المندائية والتعامل مع معاني مفرداتها وأسس إشتقاق
  • د. قيس السعدي
    المزيد
    قصيدة لميعة عباس عمارة حين تتحدث مع لميعة عباس عمارة،
الأربعاء, 28 أيار 2014

لغتنا المندائية ... هويتنا الحقيقية ج8

  عزيز ساجت
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

ان اول ظهور للاراميين كان في زمن تغلات بلاسر الاول الملك الاشوري وهم البدو الرحل من الصحراء ، فقد كانت اصولهم من الداخل من منطقة ( جبل بشري ) وهي المنطقة الواقعة مابين الفرات والموقع الذي اصبح فيما بعد مدينة القوافل التجارية ( تدمر) السورية اليوم ، وذلك في الف الثاني ق.م بعد حدوث فترة طويلة من الجفاف وتوقف الامطار الساقطة وحدوث فترة القحط ، مما اضطر الاراميين عبور نهر الفرات العظيم ودخول الاراضي الاشورية الدائمة والاستقرار فيها على طول النهر الكبير، ابتداء من منطقة الحدود البابلية حتى ( كارشميش ) او (كركميش ) ، لقد اخذ الملك الاشوري تغلات بلاسر في مطاردتهم لعدة مرات لابعادهم عن اراضي مملكته و وكان هدف الاراميين هو الوصول الى اعالي الفرات وبمحاذاة نهر دجلة وصولا الى حران المدينة التجارية والدينية وبمحاذاة نهر الخابور ، وتعتبر حران مدينة الاّراميين ، وكانت مركز اّرام النهرين ، وقد اطلق سكانها اّلاراميين اسماء عدة عليها منها : الحرانية ، الكلدان ، الخنوفيون اي ( الاحناف ) وكلهم اّراميين ، ان الاّراميين هم ابناء اّرام بن سام بن نوح ، واصبحت الارامية بعد سقوط الدولة الاشورية سنة 732ق.م لغة عالمية في جميع ارجاء المنطقة وانتشرت ايضا في اسيا الصغرى ( تركيا الحالية ) وسورية وبلاد مابين النهرين ، حيث اصبح الكلدانيون والاشوريون وابناء فلسطين عمليا اّرامي اللغة .

وكان النبي ابراهيم اّرامياً منهم عندما غادر حران باتجاه بلاد الشام ( ارض كنعان ) ، والاّراميون شعب سامي ، ربما كان موطنهم الاصلي من المناطق الشمالية من الجزيرة العربية ، ثم هاجروا تدريجياً قبل القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، واستطاعوا ان يؤسسوا في القرن الحادي عشر قبل الميلاد عدة دول منها اّرام النهرين في حران وبيت عدين في تل سورا ( غرب مدينة الرقة ) واّرام رحوب ( بين حمص والرصافة ) واّرام حماة واّرام صوبا واّرام دمشق ، وفي بلاد تدمر ، وعناة ( عانة ) وفي بلاد سوحي مدينة ( بيقو ) التي قال عنها فيدمان ربما تكون مدينة الرقة السورية الحالية ، وقد دلت الرقم الطينية ان كلمة ( اّرامو ) البابلية تعني سكان المرتفعات .

وكان هناك صراع مرير ودائم بين الاراميين من جهه وبين البابليين والاشوريين من جهه اخرى بسبب الاستحواض على الاراضي الزراعية الخصبة والمياه ، وقد شكل الاراميين اول مملكة لهم وكانت من اقدم الممالك في سورية ، وهي مملكة (صوبا ) او (سوبايت حسب النقوش المسمارية ) والتي كانت تتعرض لهجمات من قبل حكام مملكة اسرائيل الجديدة وهم الملك داوود وسليمان وغيرهم .

لذا فان الاراميين قد اصبحوا بعد حين في ممالك مستقلة في سورية في عام (1000 ) ق.م واستقروا كدولة في منطقة نصبين على نهر الخابور وفي منطقة بيت عابدين ايضا التي كانت تابعة للامبراطورية الاشورية .

وهناك مجموعة اخرى من الارميين من الرعاة والمنتسبين تاريخيا لبعض هذه الافواج التي هاجرت من الصحراء الى منطقة الهلال الخصيب ، قد استطاعت ان تنتشر في العراق وتستقر لتؤلف دولة يذكرها التاريخ باسم دولة الكلدانيين وعاصمتها كلدة او (اكد ) وهناك وسط الطبقات الدنيا وفي قلب هذا الشعب نشأ النبي ابراهيم .

وكان الاله المعروف في الحقبة الابراهيمية هو الاله (ايل ) او (ال) كان الها معروفا لدى جميع الساميين وفي كنعان وبخاصة في العراق القديم ، كما كان اسم (ايل ) يستخدم كعَلم عام دال على اي اله من الهة الرافدين القدامى ، اما في التوراة فنجد الاصطلاح الالهي في سفر التكوين هو (اللوهيم ) وهو الجمع العبري للمفرد (ال ) ويعني مجمع الالهة .

ونجد هناك شعب اخر هم الحوثيون او الحيثيون وهو شعب قديم عاش في اواسط بلاد الترك القديمة وقد تمكنوا من اقامة دولة كبيرة شمالي بلاد الشام بعد ان تمكنوا من القضاء على دولة كانت قائمة في المنطقة كانت تعرف باسم دولة ( الحوريين ) وحمل شعبا باسم الشعب الحوري ,
، اما الارض التي قامت عليها الدولة الحيثية الطالعة ، فكانت تعرف باسم بلاد الحور .

اذن فالدويلات الارامية قد تناثرت بطول الحزام الشمالي الذي عرف ببلاد الحور، وهذا يفسر لنا الاصل الحوري للقبيلة الابراهيمية .

يلاحظ من مجريات التاربخ ان فدان ارام واقعة في بلاد حاران او حران او تسمى بلاد الحور وان بلاد ارام النهرين هي مدينة ناحور وناحور هو جد ابراهيم هي نفسها ناحار او هارون او هاران والمعروفة في اللسان السامي بقلب الاسم ( ناحار ) الى (حاران ) حيث تقع في اقصى الشمال من بلاد النهرين .

ويمكن ملاحظة ان هناك ( اور ) بمعناها المدينة ك (اور شليم ) معناها مدينة السلام - المدينة المقدسة عاصمة دولة يهوذا قديما و( اور كومينوس ) في اليونان ، و (اوروك ) المدينة العراقية المعروفة ، و (اور - ارتو ) على جبال ارمينيا قرب بحيرة ( فان ) والمعروفة باسم (ارارات ) وغيرها كثير .

تقول التوراة : ان كارثة الطوفان قد ادت الى انتقال قوم من موضع الكارثة بسفينة كبيرة ، الى جبال (ارارات ) حيث القيت السفينة مراسيها ، مما يؤكد ان ( ارارات ) المذكورة في التوراة تقع في ارمينيا وهذا ما اكده المؤرخ (هروشيوش) او (اورسيوس ) المولود في 375 م حيث اكد ان السفينة النوحية ( سفينة نوح ) قد القت مراسيها على الجبل الذي في ارمينيا الحالية والقريب من الحدود التركية اليوم ، وهناك مدينة تقع في منطقة الدويلات الارامية ( بلاد الحور ) قرب اور التي القت السفينة مراسيها قربها وهي ( اور - ارتو ) ذاتها وليس اور السومرية اي المدينة السومرية الواقعة جنوب العراق . وقد ورد ذكر سفينة نوح وقصة الطوفان في كتابنا المقدس الكنزا ربا - ( ونودي على نوح ان ابني فلكا فسياتي الطوفان .. وليكن فيه من كل جنس حي زوجان ، ذكران وانثيان ، ونقل الارز من لبنان ، والابنوس من حران .. واقيم الفلك على احسن بنيان ) .

لنقف قليلا عند التغيرات اللغوية في الاسماء بالنظر للمرحلة التي يمر بها ذلك المجتمع فمثلا نلاحظ اسم ارفكشد بن سام بن نوح الذي هو جد النبي ابراهيم ، فاذا كانت الفاء تختلط بالباء وتتبادل معها في اللسان القديم ( وحتى اليوم ) ، واذا كان حرف ( ش ) يتبادل مع حرف ( س ) في اللغات السامية وكثير من اللغات الاخرى ، فان الاسم ارفكشد ايضا - نطقا صحيحا تماما ( اربكسد ) ، وان المنطقة الواقعة جغرافيا بين جبال ارارات الارمينية ، وبين بلاد الحور كانت تعرف باسم (ارابخيتيس ) ، وتعرف حاليا باسم (البك ) ، والمعروف ان لسان هذه المنطقة هو هندو اوربي ، فانه بحذف التصريف الاسمي ( الباء والسين الاخيرة ) في اللسانين السامي والهندو اوربي ، فانه يسوغ لنا القول دون تردد ان ( اربخسد ) هي ذات التسمية ( اربكسد ) عينها ، ومما يؤيد هذا الجذر اللغوي هو التسمية التي اطلقها اهل الرافدين القديم على سكان المناطق الشمالية باسم ( الكاسيين ) او (كاسي ) ولو جمعنا المفردة ( كاسي ) باللسان العبري فانها تصبح ( كسديم ) .

يتبع لطفا

المصادر

-الكتاب المقدس الكنزا ربا – اليمين - الكتاب التاسع عشر – الطوفان .

-سيد محمود القمني – النبي ابراهيم والتاريخ المجهول / ط1 /1999- الناشر مكتبة مدبولي – مصر العربية – القاهرة .

-هاري ساغز – عظمة اشور – ترجمة خالد اسعد عيسى و احمد غسان سبانو / ط1 / 2008 – دار ومؤسسة رسلان – سورية – دمشق – جرمانا .
- محمد عبد الحميد الحمد / التأثير الاّرامي في الفكر العربي /ط1/ 1999م / دار الطليعة الجديدة / سوريا / دمشق
__._,_.___

الدخول للتعليق