• Default
  • Title
  • Date
  • اعداد : عزيز عربي ساجت
    المزيد
    اللغة المندائية والحاجة الملحة للبحث العلمي الدائم هناك جملة تساؤلات
  • فهيم عيسى السليم
    المزيد
    كتب الكثير عن هذا التنظيم الإرهابي الدموي ودخل الإستخدام اللغوي
  • د . قيس مغشغش السعدي
    المزيد
    بتوقف  دراسة اللغة المندائية والتعامل مع معاني مفرداتها وأسس إشتقاق
  • د. قيس السعدي
    المزيد
    قصيدة لميعة عباس عمارة حين تتحدث مع لميعة عباس عمارة،
الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2014

لغتنا المندائية ... هويتنا الحقيقية ج9

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)


هناك معلومة قديمة متوارثة تقول ان ( اور ) تقع في اعالي مابين النهرين ، اي في بلاد الحور الارمينية وهذا ما تؤكده اصول العشيرة الابراهيمية هناك ، فان الرابط بين ( اور الكلدانيين ) وما تسمى ب (اور كسديم ) او (اور الكاسيين ) في منطقة (ارا بخيتيس ) الحورية .
لذا فان حران المدينة المعروفة لم تجاور ( اور الكلدانيين ) وان مرور النبي ابراهيم وعشيرته ليس اعتباطيا ولا هفوة من الدليل ، بل كان خطاً ترانزيتيا وخطاً تجاريا مهماً للوصول الى ارض كنعان (فلسطين ) باعتبارها الحلقة الموصلة بين اراضي جنوب ارمينيا الى ارض كنعان . فمغادرة النبي ابراهيم لمنطقة ( اربكسد ) المعروفه حاليا باسم (البك ) جنوب غرب ارمينيا ويتجه الى بلاد الحور او (حاران ) وتصبح بذلك منطقة حران محطة ترانزيت ومنطقة تجارة حرة في الطريق الى بلاد كنعان وهذا ما يؤكد ارامية النبي ابراهيم .
يقول المفكر الالماني تيودور نولكه حول فكرة النبوة : ( ان جوهر فكرة النبي تقوم على تشبع روحه من فكرة دينية ما تسيطر عليه ، فيتراءى له انه مدفوع بقوة الهية ليبلغ من حوله من الناس تلك الفكرة على انها حقيقة اتيه من الله ويمكن ان يقال ان النبوة هي اسمى معانيها فن الهي .. ) . وما يميز جوهر النبي الحق يرد في سفر عاموس 14:7 ( لست انا نبيا ولا انا ابن نبي بل انا راع وجاءني جميز ( جبرائيل الرسول ) ، فاخذني الرب من وراء الضان وقال لي الرب : اذهب تنبأ لشعب اسرائيل ) ، لقد كان العرب قبل الاسلام يعرفون ما يشبه ذلك ، وان الكلمة موجودة في اللغات السامية مشتقة اصلا من الكلمة العبرية ( نابو ، نبو ) وانه اسم لاحد الكواكب المعروفة.
هذا ما يتضح تماماً ان العشيرة الابراهيمية وافدة من منطقة جنوب ارمينيا ، حيث وصفته التوراة بانه النبي الارامي ، واقر التراث الاسلامي انه ليس من ابناء الجنس العربي ، وان لسانه لم يكن لسانا عربيا بل لسانه كان اراميا اي ( لسان شمالي بلاد الشام ) ولكن عندما عبر نهر الاردن الى كنعان حول لسانه الى اللغة العبرية وسبب الهجرة قد يكون بسبب عوامل طبيعية مثل البراكين حيث ان ثورات البراكين قد ابتلعت بعض الحضارات القديمة المعروفة وغيرها ، واحتمال حصول حروب طاحنة هناك اجبرته بالهجرة الى ارض اجداده هو وعشيرته في حران ثم منها الى ارض كنعان ، فالنبي ابراهيم ليس انسانا عاديا بل كان رجل دين كبير وكاهن معروف في بلاد الحوريين ، ومنطقته هي المنطقة الحدودية بين المنطقة الكاسية الهندو اوربية والمنطقة العراقية والكنعانية وهي سامية ، لذا كان سهلا ان يتبادل حرف ( أ ) او مع الهمزة ، ومن هنا كان يمكن ان تنطق حور الواقعة في المنطقة الكاسية او (حور الكاسيين ) والنطق (اور – كاسيين ) والتي يجب نطقها عبريا ب ( اور كسديم ) .
لنرجع الان الى اصول اللغة السامية وفروعها ولهجاتها المتنوعة والمتداولة من قبل شعوب المنطقة ، فنرى
ان السامية الشرقية هي الاكدية بفرعيها البابلي والاشوري ، اما السامية الغربية الشمالية فتشمل اللغتين : الكنعانية والارامية والكنعانية بدورها تقسم الى الكنعانية الشمالية وتمثلها اللغة الاغاريتية اما الكنعانية الجنوبية تتمثل باللغة العبرية والفينيقية والمؤابية ورسائل تل العمارنة .
اما القسم الثاني من اقسام السامية الغربية الشمالية فتسمى بالابجديات الارامية ( الكتابة الارامية ) وتقسم الى مجموعتين اساسيتين هما الارامية الشرقية والارامية الغربية وتضم كل منهما ابجديات فرعية ولهجات محلية ، فالارامية الشرقية تشمل السريانية والمندائية وارامية التلمود البابلي والحضرية والعيلامية والامازية (جورجيا ) والنسيانية اي ( تركمانستان ) والسنسكريتية والتي قامت على انقاضها اللغة الهندية وهي لغة الهندوس وكتابهم المقدس (الفيدا ) ، اما مجموعة اللهجات الارامية الغربية وتشمل اللهجة السامرية ، وارامية العرب الاوائل . اما القسم الغربي الجنوبي من الابجدية الكتابية السامية فتضم العبرية والحبشية والنبطية التي تتفرع منها العربية ، والعربية تنقسم الى قسمين هما العربية الجنوبية والتي تتمثل باللغة الحميرية والتي موطنها اليمن وجنوبي الجزيرة العربية ، وتقسم الى لهجتين وهما السبئية والمعينية . اما بالنسبة لغة وسط الجزيرة العربية وشمالها والتي تسمى باللغة العربية الفصحى .
لو اخذنا بالتحليل الموجز للسامية الشرقية ، التي هي اللغة الاكدية بفرعيها البابلي والاشوري يلاحظ انتشار هذه اللغة بلهجتيها الرئيسيتين البابلية والاشورية في بلاد الرافدين ، وقد دونت الاكدية بلهجاتها المختلفة بواسطة الكتابة المسمارية منذ الف الثالث ق.م وتمثل الاكدية اقدم اللغات السامية المدونة حتى الان ، وظلت مستخدمة في العراق حتى اواخر الالف الاول ق.م حيث نافستها وصارعتها اللغة الارامية بخطها الابجدي البسيط حتى تمكنت منها وحلت محلها .
لقد عرفت الابجدية المندائية من خلال قنوات مختلفة اقدمها ما نقش على نقود مسكوكة في الكرخة (ميسان ) ، او منقوشة على رقى او عوذ او قماهي كما تسمى بالمندائية من الرصاص ، ومخطوطة على اوان فخارية ، واخيرا مخطوطة على الورق في الكتب الدينية المندائية ، كما جاء في اواني الاحراز المندائية للسيدة فريال زهرون نعمان ، وتقول ايضا ان جهود الباحثين في هذا المضماراعطى للغة المندائية اضافات جديدة في ميدان النحو والصرف والمفردات وفكرة عن رسم الحروف ونصوص الاواني محفوظة في المتحف العراقي مبينين سمات اضافية لتلك النصوص في ميدان اللغة المندائية . واعتبرت الباحثة ان اللغة المندائية صيغة صافية من الارامية الشرقية غير المتاثرة بالعبرية . وقد اظهرت الدراسات والبحوث الخاصة بالنصوص المندائية من قبل المفكر الالماني تيودور نولدكة ان هناك علاقة قوية بين لغة التلمود البابلي واللغة المندائية خصوصا في الملامح النحوية الى اللغتين لان لغة التلمود البابلي كانت هي المستعملة في منطقة بابل السفلى ( جنوب العراق ) حيث كان يعيش الصابئة المندائيون الا ان اللغة المندائية اكثر حداثة لان النصوص المندائية انقى لغويا وليست مختلطة بعناصرغريبة . وافضل مثال على ذلك هو كتابنا المقدس الكنزاربا وهو مدون باللغة الارامية المندائية الفصحى .
يتبع لطفا
المصادر
- تيودور نولدكه – تاريخ القران – تعديل فريدريش شفالي – نقلها الى العربية – د.جورج تامر – منشورات الجمل / كولونيا (المانيا ) – بغداد / 2008.
- هاري ساغز – عظمة بابل – ترجمة خالد اسعد عيسى واحمد غسان سبانو / ط1 / 2008 – سوريا – دمشق – جرمانا .
- سيد محمود القمني – النبي ابراهيم والتاريخ المجهول / ط1 /1996 – مكتبة مدبولي الصغير – مصر العربية – القاهرة .
- مجلة الطيف المندائي – العدد الثاني / 2005 – م / اواني الاحراز المندائية – بقلم السيدة فريال زهرون نعمان – بغداد .
- جريدة المندا – المعرفة – العدد (2) الصادرة في 15/7/2004 م - بغداد – م/ الجذور التاريخية للغة المندائية – بقلم الاستاذ الدكتور رفعت لازم مشعل.

 

الدخول للتعليق