• Default
  • Title
  • Date
  • اعداد : عزيز عربي ساجت
    المزيد
    اللغة المندائية والحاجة الملحة للبحث العلمي الدائم هناك جملة تساؤلات
  • فهيم عيسى السليم
    المزيد
    كتب الكثير عن هذا التنظيم الإرهابي الدموي ودخل الإستخدام اللغوي
  • د . قيس مغشغش السعدي
    المزيد
    بتوقف  دراسة اللغة المندائية والتعامل مع معاني مفرداتها وأسس إشتقاق
  • د. قيس السعدي
    المزيد
    قصيدة لميعة عباس عمارة حين تتحدث مع لميعة عباس عمارة،
الخميس, 05 أيلول/سبتمبر 2013

لغتنا المندائية ... هويتنا الحقيقية ج1

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

( لغتنا المندائية ... هويتنا الحقيقية ) دراسة موسعة تتكون من احدى عشرة جزءاً بخصوص اللغة وجذورها ، وبضمنها لغتنا المندائية الجميلة ، سبق ان نُشرت وبالعنوان ذاته مع بعض الاضافات الجديدة ساقوم بنشرها تباعا مع التقدير .

المقدمة

يقول الاديب اللبناني جبران خليل جبران : - ( إنما اللغة مظهر من مظاهر الابتكار في مجموعة الامة ، او ذاتها العامة ، فاذا هجعت قوة الابتكار ، توقفت اللغة عن مسيرها ، وفي الوقوف التقهقر وفي التقهقر الموت والاندثار ) .
إن مستقبل اللغة ، يتوقف على مستقيل الفكر المبدع الكائن او غير الكائن ، فإن كان ذلك الفكر موجوداً كان مستقبل اللغة عظيماَ كماضيها ، وان كان غير موجود فمستقبلها كحاضرها ، فنحن اذا ذكرنا معناها الدقيق المُجدد الذي نجده في المعاجم ، حبث نبحث فيها عن لفظة اللغة ما معناه ، نريد بها الألفاظ من حيث هي الألفاظ تدل على معانيها ، تستعمل حقيقة مرة ومجازاًً مرة اخرى ، وتتطور تطوراًً ملائماً لمقتضيات الحياة التي يحياها اصحاب هذه اللغة .
وقد اعتبرت لغة الايماء والاشارات سابقة للغة الكلام كما جاء في اقوال اصحاب نظرية اللغة ومنهم العالم اللغوي تشارلز باربر في كتابه ( قصة اللغة ) .

ماهية اللغة 

يمكن ان يقال عنها باختصار هي عبارة عن فكرة منظمة مقرونة بصوت .
تطور اللغة :- ان الكتابة او عملية التدوين يصح ان نعرفها بانها ذاكرة الانسان الحافظة لتراثه العلمي والثقافي وانها وسيلته المثلى لتسجيل معرفته وعلمه وماض فكرهه وثقافته وتعتبر احد المسائل الاساسية في تاريخ الانسان وهي سيمات تطور اللغة ، والاكيد في الموضوع ان كل العالم متفق ليجعل من اللغة هي احد الامتيازات الاستثنائية المقتصرة على الانسان ، لكن القلائل منهم انكبوا على دراسة ظهورها وتطورها على علم اللغة الاحاثي اي (اللغة الباليوليتية) .
ان هذه اللغة اعتمدت اساسا على علم التشريح اي تشريح الحنجرة البشرية واكدت على انخفاضها الى مستوى الفقرة الرقبية الثالثة ، ولوحظ المحور التطوري للانسان تشريحيا وفيزيولوجيا على اتساع حفرته الفموية مما سمح بحركة اكبر للسان وهذا ما ادى الى التطور الكبير للغة الملفوظة والمتنوعة في عدة لغات وذلك منذ عدة ملايين من السنين ، حيث اصبح النطق ممكنا ، لقد سمح غنى الاتصالات بين البشر بالتعبير عن الاحداث ، وعن المشاعر , وبعدها عن الافكار ، هذه الافكار انصقلت وترقت تدريجيا ، لتصل الى اداة رائعة ، وهي الدماغ البشري القادر على ادق الافكار التجريدية ، اي درب اجتازه باقل من مليوني سنة اي الانتقال من مرتبة (Homo faber) الى مرتبة (Homo loquens) اي ان هناك تنوعا شديدا في وحدة اللغة المنطوقة البشرية اي لاتوجد لغة بدائية كما يعتقد البعض ، ما هي الا اصوات الكلام الاحفورية ( الاحاثية ) .
ومن رئيسات طلائع البشر هو المولود الاخير في سلم التطور الانساني ، وتعود اثاره الاحفورية من طبعات خطواته وادواته التي صنعها الى ما قبل (000 300)
عام ، واول بقاياه الاحفورية من الهيكل العظمي تعود الى ما قبل (000 160)عام ، واختراعه للكتابة الى ما قبل حوالي (000 10)عام .
ولاحظ علماء الانثربولوجيا ان الوضعية العمودية للانسان تزيد من المساحة الجلدية المتلقية الاصوات والاهتزازات الاتية من المحيط وتحرض العضلات بالفعل الجاذبي ( المتعلق بالجاذبية الارضية ) وكذلك الاربطة والصفاق(الاغشية العضلية) مفاصل الاذن خصوصا تبعد الاذنين عن الارض التي تخفف الصوت وتضعفه ، وبتخفيض الحنجرة الى الاسفل ، تحرر سطح اللسان المعدل داخل الحفرة الفموية ، فيحرض الانسان الواقف على قدميه ان يشم ويتذوق ويلمس ويسمع ويرى ويتكلم ويركض ، انتباه السمع حتى يحدث فعلا نطقيا دون اي اشكال ، يبسط ويمد طبقات الصوت .
ان الاصوات التي يصدرها الطفل بعد ولادته وخلال السنة الاولى من حياته تمر بجميع المراحل البدائية للغة الانسان منذ حوالي مليوني سنة لذا تعتبر اللغة من الانسان ذاته ، او هي جزء متمم لشخصيته ، انها امتداد لا مادي لجسده المادي .
ان حاجة الانسان هي التي دفعته لان يتعلم ويبرع ليحفظ لنا تجاربه والاّمه وافراحه ومعتقداته ، وليسجل ماله وما عليه ، فبدا اولا برسم صورة الحيوانات والنبات وبعض الظواهر الطبيعية التي كانت ضمن نطاق معيشته وتواجده وهنا بدات الكتابة باول صورها المعروفة .
لذا فان الحضارة الانسانية لم نكن وليدة صدفه ، بل كانت نتاج استقرار كان الوصول اليها يحتاج الى سنوات بل مئات السنين او اكثر ، حيث اصبحت اللغة الرابط المؤلف لتلك الحضارة . لقد نشبت حروب ومشاحنات بين الاقوام السابقة ، فزالت دول ودالت دول اخرى ، ذوت مع مرور الايام وعاديات الزمن ، تاركة اللغة نقوشا وصورا شاهدا لوجودها ورمزا لزوالها .
فنلاحظ ان الرمز الذي استخدمه الانسان في بداية تكوينه الحضاري عبارة عن تعبيرعن حالة وجدانية ، تركزت في العقل البشري نتيجة هاجس متعلق باللحظات ، اللحظات التي كانت تحمل الفراغ المعرفي ، نتيجة لغياب المفهوم التركيبي ، الذي تواجد فيما بعد ، بفعل الممارسة مع وجود المفهوم التحليلي الذي يحاكي الظاهرة ، بنظره يعمل من خلالها ، وفق منطق التطابق في الطبيعة حيث يدعوها هذا الى رسم الرمز – الرقم كبديل للمصادر أولي ووحيد ، لا غنى عنه نتيجة الفراغ المعرفي الكبير ، وهذا يؤكد الدور الاساسي في نشوء المعرفة الانسانية بوجود الرمز الذي يعد وسيلة التعبير الاولى عند الانسان . تجسدت مع الانسان البدائي على جدران الكهوف ، بواسطة الرسوم المتواجدة المعبرة عن رموز في الطبيعة .
يتبع – لطفا .

المصادر


-مفردات عربية ارامية مندائية مشتركة / السيد فاروق عبد الجبار عبد الامام .
-مجلة هيمنوثا (الايمان) العدد/11 (في اللغة)- بقلم السيدة برونايا فهمي شنان .
-الانسان ولغته من الاصوات الى اللغة (الكلام) / مارسيل لوكان .
-في علم اللغة / د.غازي مختار ظليمات /ط3/2007
-هيكلية الرمز في الوجود / فيصل مفلح /ط3/2008
- جبران خليل جبران - المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران العربية / ط1 / 2008 – دار كتابنا للنشر – لبنان / المنصورية .

الدخول للتعليق