• Default
  • Title
  • Date
  • اعداد : عزيز عربي ساجت
    المزيد
    اللغة المندائية والحاجة الملحة للبحث العلمي الدائم هناك جملة تساؤلات
  • فهيم عيسى السليم
    المزيد
    كتب الكثير عن هذا التنظيم الإرهابي الدموي ودخل الإستخدام اللغوي
  • د . قيس مغشغش السعدي
    المزيد
    بتوقف  دراسة اللغة المندائية والتعامل مع معاني مفرداتها وأسس إشتقاق
  • د. قيس السعدي
    المزيد
    قصيدة لميعة عباس عمارة حين تتحدث مع لميعة عباس عمارة،
الأحد, 15 أيلول/سبتمبر 2013

مفردات آراميّة مندائيّـة عربيّة مشتركـة

  فاروق عبدالجبّــــار عبدالإمـــــام
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

 

ذات يوم كنت في الصف قبل  النهائي للغة العربية في الجامعة المستنصرية  عام 1978،ومن ضمن المقررات هو دراسة  

فقــه اللغة ، ولذا اشتريت كتاب فقه اللغة للدكتور على عبدالواحــــــد وافـي ووجدت فيه فصـــلاً عن اللغة الآراميّـة واحدى بناتها اللغة المندائية؛ فلخصّـت الموضوع ووضعته ضمن الكتاب وذات يوم وبالصدفة وأنا أقلّب ما لدي من كتب وجدت الورقة ذات العلاقـة وبعدها بدأت رحلة تجميع هذا الكتاب الذي بين أيديكم هديــة لغرض المنفعـــة العامــة ولكم مني اجمل تحية

 

فاروق عبدالجبّــــار عبدالإمـــــام

 

الاخوة الأحبة  ، الأخوات الحبيبات :  اُهدي إليكم مادونتـه قبل 14 عامـــاً وكان جهداً إمتد منذ عام 1978 ليرى النور عام 1999

 ملاحظة : هاتان صفحتان من ثلاث وعشرين ستصلكم تباعــــاً

مفردات آراميّـة مندائيـة عربيّـة مشتركـة

  إعــــــداد 

 عبدالجبار عبدالامامفاروق  

نحن المندائيين ، نعتزُّ بلغتِنا لأنها جزءٌ مهمٌ من وجودنا  ،على الرغم من الوهـن الذي اصابها [ لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا ] لكن ذلك لم يمنعنا من أن نعتزَّ بها ، أعتزازَنا بوجودِنا ؛ لأنها الوعاءُ الذي حفِظ لنا معتقداتنا ووجودنا ، كشعب وكدين قديم قدم الزمان والمكان و الانسان منذ أن حلّ آدم على أديم هذه المعمورة .

غير خافٍ إن اللغتين العربية والآرامية خرجتا من رحِمٍ واحدٍ أصيلٍ هو اللغة السامية  الأم ؛ إلا إنهما  ورغم طول المسافة الزمنية التي مرت بهمـا ظلتا محتفظتين بروابطَ ووشائج  متينة لم تستطع عاديات الزمن أن تفكك تلك الرابطة  والتي ظلت محتفظة بها طوال عهود غبرت حتى يومنا هـذا .

 أما اللغة المندائية فهي الوليد البكر للغة الآرامية وهي التوأم للغة الآرامية الشرقية.

في هذا البحث سنجد كلماتٍ مشتركةً بين العربية والآرامية والمندائية في مختلف مناحي الحياة  ، ليس هذا حسب بل سنتعرّف على  كلماتٍ أو مفرداتٍ نعتبرها عامية من اللهجة العراقية المحكية ؛ إلا إنها ، وبكل بساطة مفرداتٌ مشتركةٌ بين اللغات الثلاث  ! لكن ، البعضُ منها انحرفت إلى العربية لكنها أحتفظت بصوتها وجرسها المندائي الآرامي ،ومن هذه الروابط مفردات ذات ألفاظٍ مشتركةٍ في المعنى والمبنى ، وعلى الرغم من هذا الاشتراك إلا أن الخصوصية لكل لغة جعلها تختلف من آن لآخر عن باقي أخواتها   .

يقول دي سوسور (( اللغة فكرة منظمـة مقرونة بصوت )) *1 علم اللغة دي سوسور ص121

لاشك  في أن حاجة الانسان هي التي دفعته لأن يتجه ويطلب المعرفة ، ولأن يتعلم ويبرع ليحفظَ لنا تجاربه وآلامه وأفراحهَ ومعتقداتِه  ؛ وليسجل ما له وما عليه من أموال أو مقتنيات على شكل رموز وعلامات ، إبتدعها ولم تكن قبلاً معروفة ، ومن هنا بدأت أول خطوات الكتابة والتي عُـرفت فيما بعد بالكتابة الصورية ،

ومرت عهودٌ طويلةٌ عرف خلالها الإنسان كيفية الزراعة ، بعد أن كان راعٍ جوّالاً يبحث عن الكلأ أينماوجد؛ و من نتائج وجود الزراعة ، وما تتطلبه من بدأ إستقرار في بقعـة محددة لغرض مزاولة هذه الحرفـة  ؛ وكنتيجةٍ حتميةٍ لهذا الإستقرار ، بدأت عجلة الحضارة بالدوران ، وأضحت اللغة الوعاء الذي تصب فيه الحضـارة ممـا تُفرزه من رحمها من ثقافات ومشاحنات تاركة اللغة ** نقوشـاً وصوراً ** شاهدة لوجودها ولزوالها . وهنا ظهرت الكتابةُ المسمارية التي بها سطّـر ونقش العراقيون الأوائل أولَ أبجدية في التاريخ قبل آلاف السنين والتي تعلّم منها باقي البشر ما يُعرف اليوم بالكتابة .

وما زالت مسلّـة  { حمو رابي } تُعتبر  الشهادة التي وقّع بها العراقيّون الأوائل تميّـزهم و أصالتهم التي يشهد عليها حاضرُنا الآن ؛ فبها وجدت أولُ النصوص القانونية والإجتماعية والتي وعلى ضوئها وُضعت القوانين والدساتيرُ المعمولُ بها في مختلفِ بُلدان العالم المتحضّـر .

نـظـرة تـأريخيّــــــــــة على مراحل اللغة

 إذا ما أرددنا أن نتعرّف على المراحل التطورية لأي لغـة سنجد إنها قد قطعت أشواطـاً  طويلة ومضنية للوصول إلى ما هي عليه آنذاك  ، ومنها اللغة الآراميّـة .  لم تكن اللغة الآرامية وسيطاً مهماً لتدوين الأدب المندائي عبِر مسيرته الطويلة حسب بل كانت وما زالت وستبقى الوسيط الأهم لتدوين ونقل التراث الديني المندائي  ؛ فبها دُوّنت كلُّ الدواوين والكتب وكذلك سفرنا الخالد *** كَـِنـــزاربــــــــا **** ؛  ولهذا صار لزاماً علينا أن نتعرّف على الأدوار التاريخية الأولى لظهورِ اللغة الآرامية ، وما كان للآراميين من دورٍ في نشرها في مختلف الاصقاع أنذاك ؛ فليس بالجديد القولُ :أن العمق التاريخي لأي لغة سيجعلـُها محطَّ أنظار الباحثين والمنقبين و الذين أظهروا في بحوثهم هذه ماكان خافياً ؛ فأناورا ظلمة الجهلِ الذي كان سيطبق على العقول لو ظلت الأمور على ما كانت عليه ، لو لم يتم التعرّف على الحضارة الآراميّـــة .

 من المعلوم  ،إن إتساع الرقعة الجرافية للناطقين بالآرامية سيجعلها ذات أثـرٍ ملحوظ ؛ حيث أمتد نطاق المتكلمين بها  من بلاد وادي الرافدين حتى شمال الأناضول شمالاً  ، وغربـــاً وصل تخوم  شمال أفريقيـا ، بعد أن عبرت بلادَ الشام ، ولتعددِ طوائف الناطقين بها ؛ جعلها تنشعبُ إلى عـدة لهجات لايوحدها سوى بعض الألفاظ أو الصيغ الكلامية الذي سنتعرّف عليها لاحقا  .

 لكن دعونــا قبل الخوضِ في مُعترك اللغةِ واللهجات  نتعرّف وبشكل موجز على تاريخ اُولئك القوم الذين أثّـروا في مجرى التاريخ ،وطبعـوا تلك الحقبة بميسمهم ، حيث يقول الدكتور عبدالواحد وافي: {الآرامييون} قبائل [كانت ] تتنقلّ منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد في الصحراء المتاخمة لمنطقة * ميزوبوتاميا *

[ دجلة والفرات ] وإنها كانت مصدرَ قلقٍ وإزعاج لسكان المنطقة وما إليها من بابليين وآشوريين ؛ فكانت لا تفتئ تشن عليهم الغارات وتقطع الطرق وتنشر الرعب على حدود البلاد }} *2. فقه اللغةص52

 بيد أنَّ هذا الوصف - ولا شك - سينطبقُ على معظم الهجرات التي نزحت من الجزيرة العربية  متجة شمالاً حيث الكلأ وحيث الماء ؛ فهم كبشر يحتاجون إلى ما يؤمن لهم سُبل الإستقرار والحياة الآمنة ؛ونتيجة لهذا الإستقرار إختلط الآراميون بغيرهم من القبائل التي كانت تسكن تلك الاصقاع  . ويُضيف الدكتور وافي : ( نزحت بعضُ قبائلِهم [ الآراميين ] إلى بلاد سوريا وفلسطين وما إليها ، وكان يسكن المنطقة التي إستقر فيها الآرامييون شعوبٌ غيُر ساميّـة كانت في درجة راقية من الحضارة) *3فقة اللغةص52       أذن  من هذا القول سنعرف أمراً غاية في الأهميّـة ، وهو إن  إحتكاك الآراميين أول الأمر بشعوب أو قبائل  كانت قد سكنت تلكم البقاع قبل أن يتجه إليها الآراميون وهؤلاءِ كان لهم وجود حضاري إستغله الآراميون الأوائل وإستفادوا منه خير استفادة .

 مما لاشك فيه أنَّ الهجرات  هذه ما كانت ستحدث ؛ لو توفرت أسبابُ البقاء من أمان وماء ؛لأن الإستقرار هو المطلب الرئيسي للبشر وبالإستقرار تُخلق الحضارة وتدوّل الدول ، غيـر أن هذه الهجرة

__._,_.___

 

الدخول للتعليق