• Default
  • Title
  • Date
  • اعداد : عزيز عربي ساجت
    المزيد
    اللغة المندائية والحاجة الملحة للبحث العلمي الدائم هناك جملة تساؤلات
  • فهيم عيسى السليم
    المزيد
    كتب الكثير عن هذا التنظيم الإرهابي الدموي ودخل الإستخدام اللغوي
  • د . قيس مغشغش السعدي
    المزيد
    بتوقف  دراسة اللغة المندائية والتعامل مع معاني مفرداتها وأسس إشتقاق
  • د. قيس السعدي
    المزيد
    قصيدة لميعة عباس عمارة حين تتحدث مع لميعة عباس عمارة،
الجمعة, 08 تشرين2/نوفمبر 2013

لغتنا المندائية ... هويتنا الحقيقية ج3

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

 

لقد اصطلح الباحثون على تسمية الاصل المشترك هذا باللغة الأم . وسميت اللغات المتفرعة عنه بالفروع ، وحيث ان اللغة الأم لأي من العائلات اللغوية المعروفة كانت قد استخدمت في افتراض لم تكن فيه الكتابة معروفة ، لتحفظ لنا نصوصا منها ، لذا حاول العلماء المحدثون من خلال الدراسات اللغوية المقارنة لأفراد العائلة اللغوية الواحدة وضع صورة عامة تقريبية لبعض خصائص تلك اللغة التي ظلت أثارها شاخصة في بعض اللغات التي تفرعت عنها ، ومن المفروض ان هذه اللغة الأم كانت متداولة في فترة سحيقة القدم في الشرق الاوسط في كل من ( سوريا والعراق ) ثم تفرق المتكلمون بهذه اللغة وانتشروا بهجرات اوجماعات في انحاء الشرق الادنى القديم ، والتي سنتطرق اليها لاحقا ، تعرضت كل هجرة او مجموعة بشرية الى تاثيرات داخلية وخارجية مختلفة باقوام وحضارات مختلفة ايضا وعاشت في بيئات متباينة في فترات زمنية متباعدة احيانا ، فحملت كل منها طابعا خاصا مميزا يختلف عن بقية الفروع في نواح كثيرة ويجتمع واياها في اوجه شبه اساسية تشير الى القرابة الموجودة بين هذه الفروع ، وقد حمل كل فرع تسمية خاصة به .

وقد تم تحديد هذه الهجرات ومسارها الصحيح عبر الدراسات المواقعية : ( اي الدراسة اللغوية والتاريخية لاصل اسماء المواقع الجغرافية ) . وتشير الارقام على سبيل المثال الى المناطق التي تسمي ادم او ادان ومشتقاتها : عدن ، هند ، افد ، دانا – ادم وهي ( عباره عن قرية واقعة في تشاد الافريقية ) ، وادم قرية في افار ، ( صل ادم وادوم ) وهذه مدينة واقعة في فلسطين ، ( بلاحة ادوم ومون ادوم وعدن )  : تقع جنوب شبه الجزيرة العربية ، والتي تسمى ايضا ب ( المنطقة الجزرية )  وادم كذلك مدينة صغيرة في بلاد الرافدين ، وادم قرية في الالزاس ، ( ايد وان شعب) في الغال ( المانيا ) وادن في الهند ، وادوم منطقة تحادي الصخور بين الهند وسيلان (سيرلانكا ) ، ( صل ادم )  في جاوة وهي جزيرة تابعة الى اندنوسيا ، ودنا في اقصى الشمال القطبي عند الايتوي ، وتانا ايضا في الصين وتانا في اليابان ، وهناك مدينة كويثا او كوتا التاريخية في باكستان واخرى كويثا في العراق التي هي الكوت او ربما تكون الكويت الحالية . اما اهم الاماكن المرورية الاجبارية لهذه الرحلات فكانت من خلال مضيق بيهرنغ الواقع بين روسيا والاسكا الامريكية ، وسلسلة جبال الانديز في تشيلي بامريكا الجنوبية ، وارض النار ومراكش والشمال الاسترالي . وقد غادر الانسان الاول من كينيا الافريقية واجتاز شبه الجزيرة العربية ثم الهند وسيلان فوصل الى جاوة الاندنوسية مبحرا عبر السواحل ومستقرا على ضفاف الانهار . بخلاف الانسان الاوربي الذي لم يتخذ الساحل طريقا للهجرة ولم يتخذوا ضفاف الانهار مركزا للتجمع بل اتخذوا الاراضي الداخلية فقط , فجلبوا تراثهم اللغوي الى المواقع التي سكنوا فيها حديثا فدمجت او طغت على اللغة الساثدة هناك لظروف او لاعتبارات معينة قد تكون دينية او اجتماعية او اقتصادية حسب المفهوم الحالي ولمتطلبات العيش انذاك . لذا نرى ان المجموعة اللفظية والجذر الصوتي قد تغير في الواقع من مكان الى اخر فنجد مثلا اسم الالهة المعبودة قبل 6000 سنة من عصرنا في اوغاريت (سوريا الحالية ) وهو ايل ، وبالسومرية هيل ثم بالحيثية ايول ، وباليونانية هيليوس وايليوس ومينوس ، وبالبريتون ( بريطانيا ) هيول وبالغال ( المانيا ) هول ، وباللغة العبيرية هيولي ، وبالعربية تطور اللفظ اللغوي الى كلمة ( الله ) من كلمة ايل . لذا فان هجرات الانسان كان لها الدور الواضح والكبير في اللغة ، لقد استطاع العلماء الكشف عن التكوين الرمزي للمعاني الصوتية الاساسية لاصوات كلامهم النموذجية الاصلية وعن المعنى الاجتماعي لاولى قواعد اللغة ، هذه الرموز ما تزال حاضرة وحية في معانيها النموذجية الاصلية في تركيب الكلمات التي نستعملها او نبتكرها حاليا ، وكما لا تعيش الكلمة الا اذا كان معناها الحالي له صدى انسجامي مع المعنى النموذجي الاصلي لاصوات الكلام التي تكونه .

يقول علماء الرياضيات الذين يستعملون نظرية الكوارث لرينيه توم :- ان المعنى النموذجي الاصلي هو جاذب غير مكاني ولا زماني : ان معناه الاولي هو مماثل لمركز ثقل يجذب اليه في كل زمان وكل مكان في العالم كل المعاني الحالية المتنوعة للكلمات التي هو حاضر فيها . في سبيل المثال كلمة يحب aimer يكون صوت الكلام النموذجي الاصلي ام am ومعناه انسجام ، وهو حاضر بقوة بما انه موجود في اول الكلمة في اللغة الفرنسية يمكننا ان نحب انسانا ، وغذاء ، ومنظرا طبيعيا او قصيدة شعرية ، او لوحة جميلة ، او سمفونية ، وتكتب am كذلك في اول الكلمة الدالة والتي ترتبط بوقت التاريخ اوالايام في اللغة الالمانية ، وفي جميع الاحوال نشعر بانسجام عندما تدركها حواسنا ، فكلمة يحب amier ما تزال تعيش ، اي معناها النموذجي الاصلي هو بصدى انسجامي مع كل المعاني التي يمكن ان تاخذ كلمة ( يحب ) في جميع ظروف الحياة فنقول هذه الكلمة متعددة المعاني ،  وبتعبير اخر لها معان متعددة .

اي ان اكتشاف اللغة وماهيتها ، وحصرها وتحديد دورها عبر العصور يعتبر الشيء الاساسي والمهم في هذا المجال ، وبالتالي التحكم بها والسيطرة عليها ،  فهي قوة قوية حية ، عامة يشترك بها الانسان والطبيعة معا .

المصادر

-البعد السابع / ت . جود ابو صوان / ط1/ 2001

-الانسان ولغته / ت. مارسيل لوكان / الاصدار الاول / 2007

-هيكلية الرمز في الوجود / ت. فيصل مفلح / ج1/ 2008

 

اعداد / عزيز عربي ساجت /

الدخول للتعليق