• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 16 شباط/فبراير 2014

نافذة الكلمة وضجيج الفقاعة

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

هناك طموح لدور فعال وحقيقي نحو التغيير الايجابي على الساحة المندائية وهذا يقع بالاساس على عاتق ومسؤولية المثقف دون غيره ، كونه صاحب قضية ورسالة  انسانية سامية ، وسلطة نافذة الكلمة ، في ذات الوقت يملك زمام المبادرة في قيادة الناس والمجتمع ،على اعتباره جزء فعال في ايجاد الحلول الناجعة وعدم الترويج للاقوال المبتورة ، برجاحة عقله وحسن تصرفه وبارادته الحرة النبيلة يستطيع التماشي وبدون اي تحفظ او مجاملة او تملق مع هذا المنحى او ذاك وبخط متوازي مع كل حدث اومع كل حالة جديدة . اذا إندرجَ تحت خيمة السياسي وصاحب القرار والنفوذ ، يجعله الحال الجديد يدور في دائرة مغلقة يصعب التخلص منها ، لذا فهو اخطر كائن ،  لانه فارس القلم ونافذة الكلمة الهادفة ، ولان السياسي او المُصلح الاجتماعي لا يستطيع اتمام دوره الريادي إلا في الحصول على المعلومة الناجعة والمفيدة ، ومن خلال تلك القناة الفاعلة . فعندما يُحجم دوره في المجتمع الذي ينتمي اليه ، يصبح واعظ من وعاظ السلاطين ، والذي يطلق عليه بجدارة صاحب كلمة *نعم سيدي* في كل الظروف والاحوال .

 

ان حالة النرجسية المقيته من الماخذ التي تحسب على المثقف عند  الاسراف في التعالي والكبرياء ، بأن يرى نفسه دون ان يراه الاخرين ، وان يرى ذاته مالك الجميع ، وابتعاده عن الواقع والعيش في خياله السرمدي خالي الوفاض. بسبب ذات الرؤيا السوداوية والاشكالية الحاصلة ، واستغلال حالة الفوضى السائدة والاختفاء وراء النقوص ، وحالة التأثر بظلال الواقع ، والنظرة الى المجتمع بأفق ضيق من خلال سطوة العلاقات الاجتماعية ، كل هذه العوامل مجتمعة ، تجعله لا يتمتع بفضاء الحرية المتاحة على اكمل صورة ، وسرعان ما يصبح كضجيج فقاعة يذوب ويختفي فجأة وبلمح البصر .

 

نلاحظ ومع الاسف الشديد البعض يقترب رويداً من وضع اللاثقافة ، التي هي بذاتها تمثل مجموعة العلاقات البشرية بصورها المعروفة ، وهذا يجعلنا نُبحِر في عوالم مظلمة دون الشعور بنتائجها الوخيمة علينا . ان اكتساب الثقافة ليس بالشيء الهين او اليسير وبلورتها في روافد جديدة ودعم واحتضان كافة الممارسات في مجال الادب والفن كما في الشعر او القصة او الاناشيد وفي الندوات والمسابقات المتنوعة وفي الانجازات الهادفة في التكريم لمبدعينا واصحاب القدوة الحسنة وغيرها ، او البحث عن منافذ جديدة للنشر والتوزيع السليم ، كل هذه الفعاليات تندرج ضمن اطار الاعلام الثقافي الرصين ، يمكن اعتبارها المراّة العاكسة لواقع الحال ومتطلباته الضرورية ، والتي تُبين كوننا اصحاب قضية عادلة واصحاب مبادىء سامية ، واصحاب خبرة اعلامية وادبية ناضجة ، وهنا يكمن دور المثقف المنجز في حالته الاجتماعية والوطنية اللبيبة الذي يكتب للوطن وللناس دون خديعة او خوف او مَلل .

 

ان الدعوة الى دعم المُنجز ، هو بداية كل مرحلة جادة  ناهظة ، يتطلب بالمقابل عدم وضع الحواجز بين مثقف واخر وكل من موقعه ، الذي له القدرة على الاستيعاب والمثابرة ، لاننا نمرُ اليوم عبر مفترق طرق ، وان يكون تعامل الكل وفق هذه الصورة من الحدث ، وانهاء حالة الانتقاص والتشكيك بالاخر ، وتشخيص الحالة الحقيقية للواقع المعاش ، وليس العين بروحية طوباوية زائفة .

 

يتطلب منا  تصحيح ما يمكن تصحيحة ، بدل التأكيد على الماضي بكل سلبياته واحزانه وذرف الدموع ، ان من اهم اجندة المثقف ان لايكون في الصفوف الخليفة ، بل ان يتحمل الصدارة لانه صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في المعترك الاعلامي الترعوي .

 

هناك مهنية خالصة للثقافة تتبع في حقيقتها من خلال عواملها التالية ، المنتج للثقافة ، الداعم للثقافة ، والمتلقي لها ، اذا تكاملت تلك العوامل مع بعضها ، عندئذ نستطيع ان نقول هناك حاضنة تُنعش وتطور الثقافة ، لانها تنتج من رحِم المعاناة ، لا من اريحية الكاتب ، اذا هناك فعل واضح للتجديف التي تنتجه حالة النرجسية التي تطرقت اليها ، هناك منهج للتجديف وهناك عمل عكسي لمفهوم الثقافة ، لان المثقف هو مجموعة مشاعر يتأثر بالجو العام ويؤثر فيه ، يجب ان تكون هناك عدالة ، اي هناك اولويات في مجال الاهتمام في خدمة الوضع العام .

 

يتوجب على المثقف ان تكون لديه القدرة والمرونه على المقاتلة بالقلم ، لكونه صاحب قضية عادلة ، وانطلاق قدرته على التأثير ، لانه هو الذي يقود المجتمع الذي ينتفي من عبقه وتطوره نحو الافضل والاحسن .

 

ان الدور الاساس للمثقف ان يؤثر في المجتمع ويتأثر به ، وان تكون له رؤية صافية وواقعية لغرض تعريف وتوعية الناس وايصال افكاره بشكل مباشر وهذا هو واجبه الادبي في تحمل وزر الكتابة ، مع التقدير.

 

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014