الأعزاء جميعا

تقديري واحترامي لجهودكم المثابرة من أجل حياة حرة كريمة آمنة

وبعد

ليست هذه أول جريمة (في إطار الإبادة الجماعية) تطال الصابئة المندائيين وهي قطعا في ظل المعطيات الراهنة ليست الأخيرة..
وما بالتمني يمكن أن توقف مثل هذه الجريمة النكراء؛ فبالأمس كان تعريف جريمة الإبادة الجماعية ينتهي عند حدود واقعة بحجم نوعي معين محدد مقطوع ويكون قد انتهى، ويبدو لي أننا اليوم أمام مشهد نوعي جديد من جرائم الإبادة الجماعية
كما ترون فالجريمة مستمرة متصلة غير منقطعة ولم تنتهِ بعد
القانون والمدافعون عن حقوق الإنسان والجماعات القومية والدينية يقفون في تحدِ ِ؛ لا مع حال إدانة مؤملة كيما لا تتكرر الجريمة بل مع استمرار عملية إجرامية مهولة بحق الإنسانية وبحق الإنسان
وليس من جهة مسؤولة عن التصدي للجريمة وعن تحمّل مسؤولية حماية الناس البسطاء من أن يطالهم ما طاول أخوتهم في القومية والدين، وليس مَن يحدد آليات التصدي للجريمة وسبل وقفها
كل ما يجري بألم، توصيفُ استمراريتها واتصالها وتكررها، ومناشدات بلا أمل؛ لأنها مناشدة موجهة لغير ذي مسؤولية ولا قدرة ولا لإرادة القرار لوقف الجريمة

أيها الجمع الكريم من أخوتي في الإنسانية والوطن

لقد دعوتُ إلى فعاليات ومهام يجب العمل من أجل تحقيقها تطمينا لوقف الجريمة والتحول نوعيا إلى أجواء جديدة للحياة الحرة الكريمة المنعتقة من كل أشكال الضغوط والتعرض الإجرامية وغيرها

* فينبغي لنا أن نتعاضد في تبني الحملة العالمية للدفاع عن حقوق المجموعات القومية والدينية العرقية الأثنية في الشرق الأوسط والعراق تحديدا
وهذه الحملة تجري على وفق تبني مطالب هذه المجموعات بدءا من الحقوق الإنسانية الثابتة وليس انتهاء بآخر ما لدى البشرية من حقوق المساواة والعدل ومطالب الحياة بتفاصيلها كاملة
* تبني دعم مراكز البحث العلمي والدراسات التخصصية الميدانية لأبناء هذه المجموعات عراقيا وليس انتهاء بانتشارهم شرق أوسطيا بل عالميا بكل ما يعترض سبل حيواتهم ومسيرة عيشهم
* استحداث وزارة المجموعات القومية والدينية في العراق ومنظمة متخصصة شرق أوسطيا بكل الصلاحيات والمهام والمسؤوليات المنتظرة من هذه الجهات المستحدثة
* استحداث غرفة برلمانية (هيكل برلماني اتحادي) في العراق يمثل نسبة رئيسة مهمة (بين الثلث والنصف) من مجموع مجلس الأمة العراقي الذي يتركب من البرلمان الوطني والبرلمان الاتحادي
* انعقاد مؤتمر وطني عراقي خاص بالمجموعات القومية والدينية بكل أطيافها ومكوناتها ويكون الانعقاد سنويا دوريا لمتابعة تشريع القرارات ورسم الخطط المناسبة وآليات تنفيذها
* تشكيل قوات أمنية مؤقتة ومخصوصة بحماية المعابد والكنائس وأبنائها وبناتها من المجموعات القومية والدينية كافة وتكون بتركيبة مدنية مخصوصة ولكن بصلاحيات حماية وافية كافية وبدعم من قوات خبيرة (أجنبية) على أن تبقى هذه الأجهزة في إطار الأجهزة الوطنية وإدارتها
* تشكيل لجان قضائية مختصة ومضاعفة عقوبات المشاركة في أية جريمة تتعرض لأبناء (وبنات) هذه المجموعات القومية الأصيلة في تركيب بنية المجتمع العراقي
* الكشف عن نتائج التحقيقات علنا أمام البرلمان الاتحادي وإعلان النتائج للشعب على وفق قرارات متخذة من البرلمان الاتحادي

أيها الأحبة

برجاء لا تكتفوا بالإدانة ببيان عابر حتى وسائل الإعلام لا تتبناه ولا تبثه بل توجهوا إلى مراجعة المشروعات المقترحة للتصدي للجريمة وإلا فإننا من بين أدوات تمريرها بضعفنا وفتورنا وسلبيتنا أو بصمتنا بعد أن نترحم على ضحايانا
قولوا كفى بإرادة صلبة وبتبني أي خطوات عملية للتصدي

مودتي لكم جميعا
ولتكن دماء الضحايا متدفقة فينا رفضا واحتجاجا أمينا لا يسمح بوقوع ضحايا جدد مرة أخرى
وبورك في صاحب كلمة حرة هي الفعل والمعول لهدم ركام الجريمة وأوكارها وإزالتها نهائيا
والبقاء للكلمة الحرة ممثلة في الإنسان الحر وحياته الكريمة

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
رئيس جامعة ابن رشد في هولندا
رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
رئيس رابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا