• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 24 حزيران/يونيو 2014

اسرار الصابئة

  الدكتور جورج سيغال/اعداد منتهى عامر
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

نُشر بحث الى الدكتور جورج سيغال بعنوان (مذهب عبادة الكواكب في حران) ترجمة يوسف ابراهيم جبرا حيث جاء فيه :
الصابئة شعب محيّر ، وفي تاريخهم فجوات عديدة مربكة ، ومع ذلك فإنّ الترتيب الزمني للأحداث التي مرّوا بها ممكن . ترتّب القائمة هنا ظهورهم المتلاشي بسرعة في التاريخ وفي الكتابات المعاصرة......
ولمزيد من المعلومات يرجى الاطلاع على ما كتبه الدكتور جورج سيكال ، ولكن الشئ المهم هو هذه اللوحة الفسيفسائية (المؤرّخة سنة 235 - 236 ميلادي) وُجدت مع صورة فسيفسائية أخرى في السنوات الماضية .

خريطة سوريا وما بين النهرين، وتظهر الطرق التجارية التي تمرّ في حرّان

تقع مدينة حرّان القديمة في شمال غربي ما بين النهرين على تقاطع طريقين تجاريين . هنا ، طريق القوافل من الهند والصين إلى ما بين النهرين يقطع الطريق العامّ من الأناضول إلى مدن سوريا وفلسطين . وهنا عاش أيضاً إبراهيم وسارة قبل أن " يرحلا إلى أرض الكنعانيين " . وكان يعقوب قد لجأ إلى حرّان بعد أن هرب من عيسو ، ورعى قطعان لابان الآرامي . ولكنّ حرّان ، كمركز مذهبي ، كانت قد اشتهرت ، بصورة خاصّة ، بكونها مركزاً لعبادة سين الإله القمر " أعظم الآلهة " . فهذا المذهب ، مع عبادة الشمس والكواكب ، بقي موجوداً على نحوٍ متمكّن بعد نهوض المسيحية حتّى العصر الإسلامي ، وكان أتباعه يُعرَفون بالصابئة
ولكن.. مَن هم الصابئة ، ومن أين أتوا ، وإلى أين ذهبوا في النهاية..؟ وهل كانوا مؤهّلين حقّاً لاسم الصابئة ؟ إنّه أمر غامض

إنّ موضوع هذه الصورة الفسيفسائية هو العنقاء أو " الفونيق " وهو الولادة الثانية ، وهي مأخوذة عن أرضيّة قبر كهفي في الرها . والفونيق ( اسمه مكتوب بالسريانية في أعلى الصورة ) يقف على عمود مزيّن بإكليل وهو رمز الروح . وأمامه البلاطة القبرية التقليدية . وبهذا يكون الموضوع واضحاً : رموز الموت والروح والولادة الثانية . إنّ هذه الصورة الفسيفسائية (المؤرّخة سنة 235 - 236 ميلادي) وُجدت مع صورة فسيفسائية أخرى في السنوات الماضية

إنّ موضوع هذه اللوحة الفسيفسائية هو أورفيوس مع قيثارته . ولقد أُخذت عن أرض كهف قبري صابئي آخر في الرها ، ( وهي مؤرّخة سنة 227 – 228 م ) . هنا أورفيوس جالس على تلّة ويعزف على قيثارته لمجموعة وادعة من الطيور والحيوانات . من الغريب أن نرى هذه الأسطورة مصوّرة هنا وهي بعيدة كلّ البعد عن اليونان . ولكنّ الموضوع كان شائعاً ومحبوباً في أقاليم روما الشرقية . وفي تاريخهم القديم كلّه أحبّ الرهاويون الرقص والغناء والشعر . ويُقال إنّ الإمبراطور الروماني ألكسندر سيفيروس ( السوري الأصل ) كان يعبد أورفيوس وقد مرّ بقرب الرها في سنة 231 م

لا تزال حرّان اليوم تحتفظ ببقيّة ضئيلة من ماضيها المتألق . وهي الأنّ قرية فيها حوالي مائة كوخ على شكل خليّة النحل وتحتلّ الجنوب الشرقي من المدينة القديمة ، وتطلّ عليها أطلال المسجد الكبير والقلعة ، حيث انتصب آخر هيكل صابئي في حرّان . ففي السنوات الألف الأولى من عصرنا قاوم الصابئة العروض المسيحية والإسلامية ، وتمسّكوا بقوّة ميولهم وطقوسهم الأساسية في دينهم الكوكبي الغريب في وجه الاضطهاد . دمّر المغول مركز عبادتهم الباقي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر ، فاختفى الصابئة من حرّان
______________________________________
ونحن نقول
نعم بالضبط توجد فجوات في تاريخنا وستبقى يلفها الغموض كونها لم تكتب بأيادي من أبناء ديانتنا لكن الشذرات الموجودة هنا وهناك يمكن جمعها واستنباط الحكم من خلالها ، إضافة الى ان أقلام الاخرين المسيحية والإسلامية تكن العداء لابناء ديانتنا وللحرانيين لم تكن منصفة اتجاه ديانتنا في حران او في غير حران ، او انها دمرت واتلفت كما اتلفت عشرات المؤلفات العربية بسبب الحروب وحرق المكتبات والمغول وغيرها ، بالنسبة الى كتاب مذهب عبادة الكواكب في حران ، هذا ممكن لكن لا يعني بان جميع أبناء حران يعبدون الكواكب فهناك خلط بين الاقوام والأديان ويستحيل ان تكون ديانة المدينة واحدة ، العراق اليوم يعتبر بلد إسلامي ونحن والمسيحيين والايزيديين موجودين ومع ذلك يقال عن العراق بلد إسلامي ، حران على الأرجح كانت كذلك فهي مدينة عظيمة وتتمتع بمكان استراتيجي مهم يربط الشرق بالغرب ، فانها بدون ادنى شك تكون كبوتقة تجمع الثقافات والأديان الشرقية والغربية وربما وهذا ممكن ان يكون أبناء ديانتنا في حران قد تأثروا بالثقافة الاغريقية او غيرها ، فالمجتمعات تؤثر وهذا شيء طبيعي ، نحن في العراق ايضاً تأثرنا باشياء كثيرة بالمجتمع الإسلامي وبنفس الوقت لنا تأثير في الفكر العراقي ، سيبقى الباحث في التاريخ المتعلق بديانتنا يستند الى الظن في أشياء كثيرة ، اليوم سبل البحث اسهل من قبل وتتيح إمكانية التأكد من الأشياء ، نحن علينا البحث في تاريخنا ولو البعض منه.

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014