• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 26 آب/أغسطس 2014

الأقـلـيـات بـين الحقـوق والـدمـوع

  سلام ناصر الخدادي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

منذ اجتياح العراق من قبل القوات الأمريكية والمتحالفين معها ، وسقوط نظامه في 9/4/2003 والى الآن ..
عاش الشعب العراقي بأزمةٍ حقيقية ، وترادفت عليه الويلات والمصائب والمحن ، والقتل والتشريد ، بما يذكرنا بتلك العصور من الغزوات والاحتلال وما يرافقها من تنكيل وتخريب وهدم وتشريد .
فقد عم الخراب جميع مفاصل الحياة ، الاجتماعية والسياسية ، وانتشر الفساد بأعلى مساحاته ، وساد الجهل والتخلف والمرض ، وانتشرت الفوضى ، وتعددت مراكز القوى .. في ظل غياب شبه تام لسيطرة الدولة على زمام الأمور .. وانفلات الوضع الأمني ، الذي يشكل الخطر الأعم والأشمل على كلّ مفاصل الحياة الأخرى .
ومع انتشار الفوضى الذي سرت كالنار في الهشيم ، والغياب التام لقوى أمن الدولة ، وصمتها المطبق امام ظاهرة انتشار وتسيّد الميليشيات المسلحة ، وبمختلف مسمياتها وانتماءاتها المذهبية والطائفية ، اضحى الأنسان العراقي قاب قوسين أو أدنى من خطر الاستهداف المنظم أو العشوائي ، محدقا به الموت طيلة ساعات يومه !!..
وبالتأكيد هنا ، ستكون حصة الأقليات (المندائيين ، المسيحيين ، الأيزيديين ) أكبر وأعظم وأخطر من غيرهم ، للأسباب التالية :
أولا .. قلة عددهم ، حيث لا يشكلون بمجموعهم سوى 3-4% من سكان العراق .
ثانيا .. لم ينشئوا لهم ميليشيات مسلحة طيلة فترات حياتهم ليدافعوا عن انفسهم ، بل كانت الدولة هي الضمان لأمنهم وسلامتهم.
ثالثا .. طبيعتهم المسالمة وأخلاقهم المتسامحة ، فرضت عليهم لزاما بعدم الثأر والقتل والاعتداء على الآخرين ، فقد جبلوا على المحبة والسلام .
وبالرغم من الحقيقة التاريخية الثابتة ، ان هذه الاقليات ، يشكلون الامتداد التاريخي لسكان وادي الرافدين ..
وهم اصل البلاد وجذورها وعمقها التاريخي ..
وهم الأرث المتبقي لحضارة وادي الرافدين ومجده ..
الا انهم لم ينالوا ، الا الاضطهاد والقتل والتشريد وآخرها التهجير والسبي !..
وعوملوا على انهم من الدرجات الثانية والثالثة .. وعانوا من التهميش والاقصاء بأبشع صوره ..
وحتى بعد التغيير .. وما تشدق به البعض من مساحةٍ للحريات والمساواة .. الا ان الواقع المرير مختلف تماماً ..
فلا مشاركة بصنع قرار ولا مساهمة ببناء أو تطوير .. ولا وزارة ولا مناصب عليا ..
اللهم الا من مشاركة يتيمة خجولة ، وهي التمثيل بالبرلمان أمام حيتان وكواسر آكلة ، نهمة ، شرسة ...
وما أن يظهر أحد ممثلي أو متحدثي هذه الأقليات ويطالب بحماية ما ، أو حقوق ما ، أو يعرّف المجتمع بما يمر عليهم من احداث دامية تدمي القلوب معها ألماً و وجعاً ..
حتى انبرى لك البعض بالاستهجان أو المقارنة مع باقي الطوائف والمذاهب وما تعرضوا له ..
نعم .. لقد تعرض الجميع للأذى .. ونال الارهاب مناله منهم .. ودون استثناء ، لكن ، للآخرين سطوة ، ويد طولى ، سواء كانت حكومية أو حزبية أو ميليشياوية ..
وتصل للعشائرية في كثير من الاحيان ..
أما هؤلاء .. ماذا تجد لديهم ؟؟
أ غير الدموع سلاحا ؟؟
أ غير البكاء تعبيراً عن ضيمهم ودمهم المهدور ؟؟
لنجد ، اناساً ... يستكثرون حتى الدمع عليهم !!!

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014