المقدمه
ان سير التاريخ البشري سلسله من الحوادث , والحلقات الفكريه المستمره والمرتبطه مع بعضها , التي اثرت في الامم , والتي امتد تاثيرها ليعم العالم كله , ليحدد خصائص مجموعات بشريه لها اساطيرها وقصصها المرتبطه بعادات وتقاليد وشعائر يعبر عنها بلغه خاصه تم تطويرها في بيئه منعزله كالتي عاش فيها الصابئه المندائيون , فكان للمعتقدات دور حاسم في صنع التاريخ الانساني على مر العصور , وعلى هذا نشأت وتطورت امم كثيره , وكذلك بسببها انهارت امم اخرى واندثرت , فالامم تتطور وتتقدم بقدر قوة عقيدتها , وتحريكها لبناء صرح الحضاره الانسانيه .
فمع انتشار الانسان على الارض , وتقدم الحياة , ازدادت العقائد وتعددت , ومع هذا التعدد , تعددت الافكار عن الكائن الاعلى السماوي , الذي هو محور هذه العقائد الدينيه , واساس الجدل , فقد تم توصيفه بصفات مختلفه , نتحدث عنها فيما بعد
بدا المختصون بالاديان القديمه يولون عنايه بالبحث عن تاريخ الصابئه المندائيون , في نهاية القرن السادس , فقد نشرت عنهم بحوث ودراسات تهدف توثيق العقيده المندائيه ولغتها وافكارها , كما تم ترجمة العديد من كتبهم وعلى راسها كتابهم المركزي - كنزا ربا
ان اهتمام الباحثين يعود لكون طائفة الصابئه المندائيون هم الطائفه الغنوصيه الوحيده الباقيه من بين عدة طوائف غنوصيه اخرى اندثرت , ولم يبقى منها سوى نصوص عاجزه عن اغناء البحث في هذا الشان . ولان المندائيه كفكر غنوصي قادر على تجهيزالباحث بمعلومات عن الغنوصيه في البحث عن الطوائف الغنوصيه الاخرى
فمنذ بداية النهضه الاوربيه وضعف الدوله العثمانيه بدات طلائع المستشرقين تجوب البلاد العربيه والاسلاميه , وتخصص كل واحد منهم بجانب من جوانب حياتنا , فنشرت كتابات عديده عن عقائد مواطني هذه البلدان , ومنهم الصايئه المندائيون , بعد ان زالت دواعي السريه عن هذه العقائد ( حيث تمتعوا بالحريه والتفاعل الفكري في عصر توصل فيه الانسان الى معرفة اسرار الكون والبحار والجبال والصحاري .. ومعرفة اسرار الحكمه من كتبها المكنونه , ولم يعد مطروحا بعد الان الغاء دور الاخرين , وان شعار يجب ان تؤمن بما أنا عليه والا انت كافر وملحد قد ولى , وعالم اليوم عالم الحوار لا اللعنه )
ومن بين هؤلاء الكتاب : أوليري - كيف انتقل العلم الاغريقي الى العرب , 2ليدزبارزكي - ترجم كتاب الكنزا , 3سيكلبرج - المصبه , 4 براندت - الدين المندائي , 5 جي ودنكرين - المندائيون 1946 , 6نولدكه قواعد اللغه العربيه , 7ماتسوخ اللغه المندائيه القديمه والحديثه وقاموس في الانكليزيه الى المندائيه , بالاشتراك مع الليدي دراور , 8 رودولف كورت المندائيون , 9 كتاب الليدي دراور المندائيون في العراق وايران في قسمين , الاول يعاج تاريخ الصابئين , تسميتهم , عاداتهم , تقاليدهم , شعائرهم الدينيه , لغتهم , والثاني خاص ببعض الاساطير والقصص الدينيه - عن محمد عمر
الى حلقه اخرى