• Default
  • Title
  • Date
السبت, 13 كانون1/ديسمبر 2014

الـــمــــــعــــــلـــــــم والمجتمع

  صادق الود
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

يعرف المعلم بأنه صاحب الرساله المقدسه والشريفه في نقل الأفكار بشتى فروعها الى النشأ
ومنذ القدم والنظره للمعلم نظرة تقدير وتبجيل ولكنها تختلف عبر العصور من حيث الأدوار التي يؤديها
قديما كان ينظر له أنه ملقن أفكار وناقل معرفه فقط وما على طلابه إلا حفظ المعلومات التي يوصلها أليهم
أما حديثا فتطور المفهوم ليس نقل المعرفه فقط بل تعداه الى الرعايه الشامله لقدرات التلميذ
يعتبر المعلم حديثا دعامة الحضاره فالأمه التي تقاس برجالها فلا بد أن يكون وراءهم معلمين أفذاذ
أرسطو المعلم الأول والفارابي المعلم الثاني
وكم من العظماء قدروا المعلم ودوره
نابليون كان ينحني لأساتذته
والأسكندر يفضله على أبيه
وسقراط أستحق بكاء تلاميذه عندما شرب السم
وهتلر في أواخر أيامه سأل ـ هل وصلت الرشوه للمعلم؟
فأجيب ـ لا
فقال نحن لانزال بخير
والأقوال كثيره بحق هذا الأنسان لاتسعها بطون الكتب ولا صفحات الأنترنيت
ولكل شعب من شعوب الأرض له رأيه وأقاويله في المعلم
ونحن العرب لنا حصه من هذا التقييم
أنظر الى قصيدة الشاعر أحمد شوقي بحق المعلم والتي ذهب صدرها مثلا لكل أجيالهم
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
والقصيده معروفه لامكان لذكرها هنا لطولها
ومن سخريات القدر أن يقال بحق المعلم ما هو ليس من قدره من قبل آخرين
أنظر للشاعر أبراهيم طوقان وقصيدته التي نورد مستقطعا منها :

ابراهيم طوقان شاعر عربي من فلسطين , شاء حظه العاثر ( كما يقول هو ) أن يعمل معلما للصبيان في مدرسة النجاح بنابلس , وكان كلما ضاق ذرعا بتصرفات الصبيان ومشاكستهم في الصف , نظر الى لوحة معلقة على الحائط فيها بيت شعر لامير الشعراء احمد شوقي عن المعلم , وهو بيت شهير سار مثلا

قم للمعلم وفه التبجيلا .................. كاد المعلم أن يكون رسولا

يحاول اثناء تأمله في هذه اللوحة أن يهديء قليلا من روعه , ولكن ولدنة الصبيان وضوضاءهم وصخبهم , اخرجته يوما عن طوره , فانفجر بقصيدة عارض فيها مثالية شوقي وهدوءه , وعيشته في البلاط الملكي كشاعر مترف . لم يعش في يوما مع صبيان ( عجايا كما يقول الموصليون ) فانفجر ينشد :

شوقي يقول وما درى بمصيبتي قُمْ للمعلم وفِّهِ التبجيلا
اقعدْ فديتك كيف يكون مبجلا من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يفلقني ( الامير ) بقوله كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرب التعليم شوقي ساعة لقضى الحياة كآبة وخمولا
يكفي المعلم غمة وكآبة مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى ابن كلب بعد ذلك كله رفع المضاف اليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة ووقعت ما بين الدروج قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته ' ان المعلم لا يعيش طويلا

وعلى ما يعرف عن الجاحظ بالموسوعيه وتقدير العلم جاء بنوادره عن معلم الصبيان حسب تعبيره
نوادر الجــــــاحــــــــــــــــــظ
النادرة الاولى :
: رأيت معلما وقد جاء بصغيرين متماسكين ,
فقال احدهما : هذا عض اذني.
فقال الاخر لا والله ياسيدنا هو عض اذن نفسه.
فقال المعلم : يابن الحمقاء هل كان جملاً يعض اذن نفسه
النادرة الثانية :
قال الجاحظ: مررت على خربة فاذا بها معلم , وهو ينبح نبيح الكلاب, فوقفت انظر اليه واذا بصبي قد خرج من داره فقبض عليه المعلم, وجعل يلطمه ويسبه. فقلت عرفني خبره فقال: هذا صبي لئيم يكره التعليم, ويهرب ويدخل الدار ولا يخرج, وله *** يلعب به, فاذا سمع النبيح ظن انه صوت ال*** فيخرج فامسكه.
النادرة الثالثة:
قال‏:‏ مررت بمعلم وقد كتب لغلام( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً) فقلت له‏:‏ ويحك فقد أدخلت سورة في سورة قال‏:‏ نعم إذا كان أبوه يدخل شهراً في شهر فأنا أيضاً أدخل سورة في سورة فلا آخذ شيئاً ولا ابنه يتعلم شيئاً‏.‏
النادرة الرابعة:
حُكي عن الجاحظ انه قال : ألفت كتاباً في نوادر المعلمين وماهم عليه من التغفل ثم رجعت عن ذلك وعزمت تقطيع الكتاب ، ودخلت يوماً مدينة فوجدت فيها معلماً في هيئة حسنة فسلمت عليه فرد علي أحسن رد ورحب بي ، فجلست عنده وباحثته في القرآن الكريم فإذا هو ماهر فيه ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب فإذا هو كامل الآداب فقلت : هذا والله مما يقوي عزمي على تقطيع الكتاب . قال : فكنت أختلف إليه وأزوره فجئت يوماً لزيارته فإذا بالكُتاب مغلق ولم أجده فسألت عنه فقيل : مات له ميت ، فحزن عليه ، وجلس في بيته للعزاء ؛ فذهبت إلي بيته وطرقت الباب ، فخرجت إلى جارية وقالت : ما تريد ؟
فقلت : سيدك .
فدخلت وخرجت وقالت : باسم الله .
فدخلت إليه وإذا به جالس ، فقلت : عظم الله أجرك . لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ، وكل نفس ذائقة الموت ، فعليك بالصبر . ثم قلت له : هذا الذي توفى ولدك ؟
قال : لا
قلت : فوالدك ؟
قال : لا
قلت : فأخوك ؟
قال : لا
قلت : فزوجتك
قال : لا
فقلت : وما هو منك ؟
قال : حبيبتي
فقلت في نفسي : هذا أول المناحس
فقلت : سبحان الله ، النساء كثير ، وستجد غيرها
فقال : أتظن إني رايتها ؟
فقلت : وهذه منحسة ثانية
ثم قلت : وكيف عشقت من لم تر ؟
فقال : اعلم إني كنت جالساً في هذا المكان وأنا انظر من الطاق ( الشباك ) إذ رأيت رجلاً عليه برد وهو يقول :
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ردي علي فؤادي أينما كانا
لا تأخذين فؤادي تلعبين به فكيف يلعب بالإنسان إنسانا
فقلت في نفسي : لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها . فلما كان منذ يومين مرذلك الرجل بعينه وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت إنها ماتت ، فحزنت وأغلقت الكٌتاب وجلست في الدار .
فقلت : يا هذا إني كنت ألفت كتاباً في نوادركم معشر المعلمين وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه ، والآن قويت عزمي على إبقائه وأول ما أبدأ بك إن شاء الله تعالى .
النادرة الخامسة :
قال الجاحظ سألني أحدهم أن أتوسط له لحاجة لدى شخص أعرفه فكتبت له الكتاب التالي:
«أكتب إليك مع من لا أعرفه ولا أوجب حقه، فإذا قضيت حاجته لم أحمدك، وإن رددته لم أذمك».. ثم وضعت ذلك في ظرف وناولته إياه.. وبعد أن ذهب الرجل عاد إليّ سريعاً.. فقلت له: كأنك فتحت الظرف وقرأت ما فيه؟.. قال نعم!.. فقلت له لا تنزعج لما في الرسالة، فإنها علامة لي إذا أردت العناية بشخص.
قال الرجل: قطع الله يديك ورجليك ولعنك.
فقلت له: ما هذا الذي تقول؟.. فرد عليّ: هذه علامة إذا أردت أن أشكر لأحد!!

ولطالب في الوقت الحديث يبغض معلمه وجدت له قصيده على صفحات النت يقول فيها:

قم للمعلم يا بني عجولا واضربه حتى يرتمي مقتولا
هاجمه بالكرسي واكسر رأسه فالرأس كان مخرقا وجهولا
وأذا افتقدت من الكراسي عدة أشهر عليه الساعد المفتولا
والطمه فوق الوجه لطماً موجعاً حتى ترى للدمع فيه مسيلا
وأذا رأيت بوجهه نظارة عاجل ببوكس يرفض التأجيلا
واجثم عليه كليث غاب جائع واستدع صحبك إن شكوت خمولا
قوموا عليه وحاصروه وحاذروا أن ترحموه إن استغاث طويلا
إن الثقافة يابني تحررفعلام ترضى أن تكون ذليلا؟
والتربويون الكرام تأملوا في الأمر حتى أبدعوا التحليلا
قالوا دعوا الأولاد نخشى أنهم يتعقدون فيذبلون ذبولا
وفرويد علم النفس أعلن إنه من عقد الأولاد هدّنا جيلا
الضرب يؤلمهم ويؤذي روحهم الضرب ميراث القرون الأولى
والتربويون الكرام مهامهم أن يمتعوكم بكرة وأصيلا
من شاء مزحا فالمعلم نكتة أو شاء لعبا أحضر الفوتبولا
أو ملّ درسا فاليفارق درسه من ذا يريد لك البقاء ملولا؟
أو رام شتما يبل غليله لا ضير في شتم يبل غليلا
إن غاب شهرا فالغياب فضيلة وغدا السؤال عن الغياب فضولا
لا بأس إن دخل المدارس طالب بسيجارة أو جاءها مسطولا
فالتربويون الكرام شعارهم لا ترهقوهم أنفساً وعقولا
والتربويون الكرام قرارهم من مس طفلا يغتدي مفصولا

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014