• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 18 آذار/مارس 2015

الخيمياء في العصور القديمة

  عادل لازم مشعل
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

الجزء الاول
ماهو علم الخيمياء ؟ الخيمياء هي ممارسة قديمة ترتبط بعلوم الكيمياء و الفيزياء و الفلك ( التنجيم ) و الفن و علم الرموز و علم المعادن و الطب و التحليل الفلسفي و على الرغم أن هذه العلوم لم تكن تمارس بطريقة علمية كما تعرف اليوم إلا أن الخيمياء تعتبر أصل الكيمياء الحديثة قبل إكتشاف الأسلوب العلمي .
تلجأ الخيمياء إلى الرؤية الوجدانية في تعليل الظواهر، و كثيرا ما لجأ الخيميائيون الي تفسير الظواهر الطبيعية الغير معروفة لديهم علي أنها ظواهر خارقة ، وترتبط بالسحر وبما يسمى بعلم الصنعة ،
يُعرِّفْ ابن خلدون بان الخيمياء (علم ينظر في المادة التي يتم بها تكون الذهب والفضة عن طريق الصناعة )، ويشرح العمل والخطوات التي توصِل إلى ذلك .
اصل كلمة خيمياء:
إختلف مؤرخو العلم حول أصل كلمة خيمياء . فمنهم من ردها إلى الكلمة اليونانية "(chumeia(χυμεία" التي تفيد السبك والصهر، ومنهم من أعادها إلى كلمتي "كمت kemt" و "شم chem" المصريتين ومعناهما الارض السوداء، ومنهم من يرى أنها مشتقة من كلمة كمى العربية أي ستر وخفى.
لقد تأثرت الخيمياء العربية بالخيمياء اليونانية والسريانية (( ربما المندائيه ،قيل أن الأفكار الأساسية للخيمياء ظهرت في الإمبراطورية الفارسية القديمة وأنها مورست في بلاد ما بين النهرين، ومصر، وبلاد فارس ( إيران اليوم )، والهند والصين واليابان وكوريا، وفي اليونان وروما الكلاسيكيتين، وفي الحضارة الإسلامية، ثم في أوروبا حتى دخول القرن العشرين. وتمت هذه الممارسة من خلال شبكة معقدة من المدارس والنظم الفلسفية استمرت ما لا يقل عن 2500 عام. )) وخاصة بلنياس الطولوني الذي وضع كتاب ( سر الخليقة ). غير أن علوم اليونان والسريان في هذا المجال لم تكن ذات قيمة كبيرة لأنهم اكتفوا بالفرضيات والتحليلات الفلسفية .
اهداف الخيمياء : سعى الخيميائيون علي مر العصور إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هيَّ
١- تحويل المعادن كالحديد والنحاس والرصاص إلى معادن كالذهب والفضة عن طريق التوصل إلى حجر الفلاسفة .
٢- تحضير أكسير الحياة ، وهو دواء يراد منه علاج كل ما يصيب الإنسان من آفات وأمراض، ويعمل على إطالة الحياة والخلود.
٣- خلق الحياة البشرية.
الجزء الثاني
الخيمياء في العصور القديمة : قال ابن النديم أنه زعم أهل صناعة الكيمياء ، وهي صناعة الذهب والفضة من غير معادنها، أن أول من تكلم عن علم الصنعة هو هرمس الحكيم البابلي المنتقل إلى مصر عند افتراق الناس عن بابل، وإن الصنعة صحّت له، وله في ذلك عدة كتب، وإنه نظر في خواص الأشياء وروحانيتها.
وزعم الرازي أن جماعة من الفلاسفة عملوا في الخيمياء مثل: فيثاغورس و ديموقراط و أرسطاليس و جالينوس و غيرهم، ولايجوز أن يسمى الإنسان فيلسوفاً إلا أن يكون له علم بالخيمياء. وقال آخرون أن علم الكيمياء (قديماً) كان بوحي من الله عز وجل إلى موسى بن عمران (قصة قارون)
الخيمياء في القرون الوسطى:
أشهر شخصية من شخصيات الكيمياء الغربية في القرون الوسطى وخاصة التي تناولت فكرة الحصول على الذهب هو العالم برنارد تريفيزان(Bernard Trevisan) و قد سافر إلى بلاد الإغريق والتتار والقسطنطينية وزار مصر، و خامرتة فكرة الحصول على الذهب من الإنسان لأنه تاج الخليقة، ويشكل الذهب ذروة الكمال المعدني، وأراد أن يحل مشكلته الكبرى في أشعة الشمس للاعتقاد السائد قديماً بأن هذه الأشعة هي التي تكون المعادن، وما الذهب إلا أشعة الشمس المتكاثفة التي استحالت إلى جسم أصفر براق. واعتقد بنمو المعادن
الخيمياء عند العرب والمسلمين :
بدأت الخيمياء في الإسلام بالصنعة، ذلك لأن العرب اعتمدوا الكتب المنقولة عن اليونانية، وكتب الإسكندرانيين التي نقلت إلى العربية. ويعتبر خالد بن يزيد بن معاوية أول من اشتغل في علم الصنعة عند العرب، حيث استقدم بعض الرهبان الأقباط المتفحصين بالعربية، كمريانوس و شمعون و غيرهم وطلب إليهم نقل علوم الصنعة إلى اللغة العربية عله يتمكن من تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب.
وهكذا وصلت الصنعة إلى العرب بواسطة الإسكندرانيين ممتزجة بالأوهام وقد انتقل هذا المفهوم إلى العلماء العرب فاعتقدوا كاليونان والسريان أن طبائع العناصر قابلة للتحويل، وأن جميع المعادن مؤلفة من عناصر واحدة هي الماء، الهواء، التراب، النار( السكين دولا عند المندائيين )، وسبب اختلافها فيما بينها يعود إلى اختلاف نسب هذه العناصر في تركيبها، فلذلك لو توصلنا إلى حلّ أي معدن إلى عناصره الأساسية، وأعدنا تركيبه من جديد بنسب ملائمة لنسب أي معدن آخر كالذهب والفضة مثلاً، لاستطعنا الحصول على هذا المعدن.
من أجل ذلك قام العلماء العرب بتجارب عديدة، أحاطوها بالسرية التامة، واستعملوا الرموز في الإشارة إلى المعادن فأشاروا إلى الذهب بالشمس، والى الفضة بالقمر، فاكتشفوا مواد جديدة، واختبروا أموراً مختلفة، وتوصلوا إلى قوانين عديدة، واستطاعوا أن ينقلوا الخيمياء إلى الكيمياء التجريبية الحديثة على يد علماء مثل جابر بن حيان ومن ثم الرازي.
حجر الفلاسفه (حجر الحكماء) :
الجزء الثالث
آمن بوجوده كثير من علماء الفلك وبحثوا عنه وحجر الفلاسفة هو مادة اسطورية يُعتقد أنها تستطيع تحويل الفلزات الرخيصة (كالرصاص) إلى ذهب ويمكن استخدامه في صنع إكسير الحياة. ان اصل هذا المصطلح هو في علم الخيمياء الذي بدأ في مصر القديمة ولكن فكرة تحويل المعادن إلى معادن أغلى (كالذهب او الفضة) تعود إلى كتابات الخيميائي العربي جابر بن حيان. قام ابن حيان بتحليل خواص العناصر الاربعة بحسب أرسطو قائلا بوجود اربعة خواص اساسية الحر والبرودة والجفاف والرطوبة. وقد اعتبر النار حارة وجافة أما التراب فبارد وجاف بينما الماء بارد ورطب والهواء حار و رطب. فذهب إلى القول ان المعادن هي خليط من هذه العناصر الاربعة اثنان منهما داخليا واثنان خارجيا. ومن فرضيته تلك تم الاستنتاج ان تحويل معدن إلى اخر ممكن من خلال اعادة ترتيب هذه الخواص الاساسية. ان هذا التحول، بحسب اعتقاد الخيميائيين، سيكون بواسطة مادة سموها الاكسير. وقد قال البعض ان الاكسير هو مسحوق احمر لحجر اسطوري - حجر الفلاسفة.
يعتقد البعض ان ابن حيان قد استمد مفهومه لحجر الفلاسفة من معرفته بامكانية اخفاء المعادن كالذهب والفضة في أشابات ( جمع أشابة ، وهي المادة الناتجة من خلط معدنين او اكثر او معدن بغير معدن ) واستخراجها منها لاحقا بمعالجة كيماوية. كما كان ابن حيان مخترع الماء الملكي ( مزيج من حمض النيتريك وحامض الهيدروكلوريك) أحد المواد القليلة التي تستطيع إذابة الذهب ( ولا يزال قيد الاستعمال من قبل المندائيين لتنظيف الذهب).
اعتقد الاقدمون ان الذهب فلز لا يصدأ ولا يفقد بريقه او يفسد. وبما ان حجر الفلاسفة تحول معدن قابل للفساد إلى معدن غير قابل للفساد استنتجوا انه يستطيع منح الانسان المخلوق الفاني الخلود. وقد ساد هذا الاعتقاد في القرون الوسطى بالذات.
بقي الايمان بحجر الفلاسفة سائدا إلى ان قام أنطوان لافوازييه ودي متري مندلييف باعادة تعريف مصطلح العنصر ( وهو ماده نقية لا يمكن ان يتحول العنصر الى آخر بواسطة تفاعلات كيميائية ولكن يمكن تحول عنصر الى اخر بتفاعلات نووية وهي تفاعلات فيزيائية وليست كيميائية ).
إعداد

ديترويت
أمريكا

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014