• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 27 آذار/مارس 2015

الذاكرة والنسيان .. ملاحظات وأفكار ج1

  شامل مهتّم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

القاعدة العامة تقول أن غالبية البشر يصيبهم مرض النسيان ، اذا اعتبرناه مرض ، او سلوك ناتج عن نوعين من الأسباب : ربما يكون الأول بيولوجي ( وراثي ) ، والثاني حياتي ( ضغوط ومشاكل الحياة المستمرة ) .
هكذا يمكن القول أن من حق بعض البشر يزهو ويفتخر بقوة ونشاط ذاكرته وعدم صمود النسيان أمام تلك الذاكرة .
فالكثير الكثير من البشر وهم صغارا ثم يصبحون كبارا ولا يفرقهم النسيان ، وحتى تخونهم الذاكرة ! فالكثيرون يتذكرون أيام المدرسة وما كانت تخلو حقائبهم إما من قلم او مبراة او ممسحة او مسطرة او حتى الدفتر المعين او الكتاب ، لا بل نسيان الواجب وتحضيره ، ولعل تلك المشاكل والإحراجات تترك أثرها خاصة في أيام الاختبارات التحريرية الشهرية او الفصلية او العامة !!
وَمَنْ الكبار لم ينسى محفظته يوما ما .. مفاتيحه .. الهاتف بعض من أكياس الشراء والتسوق .. بعض المواعيد ، والأدهى من ذلك أن بعض الآباء قد ينسى أسماء بعضٌ من أطفاله الكثرة عندما يكون مهموم بشغله الطويل وحياته الشاقّة ! وكم رأينا وسمعنا وقرأنا عن بعض من الأمهات والآباء قد فقدوا أطفالهم أو عرضوهم للضرر والأذى بسبب النسيان وغياب الذاكرة عنهم !؟
فهناك امور تحتمل وتعالج فيما بعد او يستطيع الانسان تعويضها كالمال والحاجيات والمواعيد والزيارات ، لكن يموت طفل رضيع في سيارة أبيه لأنه نسيه وهو في عجلة من أمره داخل السيارة المركونة في القبو لعدة ساعات ولم يذهب به الى دار حضانته ، ثم يعود بعد ان تعود اليه الذاكرة فيجد ذلك الرضيع المسكين وقد فارق الحياة !!!
قصص وحكايات لا يكاد فرد انسان يخلو منها ضمن مسيرة حياته .
ومن المواقف الطريفة ( وهذا ما حصل فعلاً !؟ ) كان ذلك في أحد أيام الصيف عندما أفتح في حينها الباب الخارجي للبيت واهم بالخروج الى الشارع وإذا أجد نفسي بدون قميص مع كامل ما ارتديت من ملابس!
فالنسيان هذا ومهما أطلقنا عليه من صفات مرضية او سلوكية لا إرادية
قد يتمنى لا بل ويطلبه بقوة ، البعض من الناس ويعتبره نعمة من الله ولولاه لمرض أكثر وتعذب لما لحق من حياته ! في ذات الوقت كثيراً ما جلب النسيان الكوارث والمنغصات الى درجة الكفر به !!
ولا بد من القول أن النسيان غالباً ما ينسجم مع الصبر والتحمل خاصة عند الآلام والمصائب والكوارث .
ومن الجدير بالذكر القول ان جميع البشر على اختلافهم من حيث الأعمار او الطبيعة او الجنس او الثقافة والعلو او من النواحي الاجتماعية ، هم عرضة للنسيان ، لكن بالتأكيد هناك تباين واختلاف أيضاً ، في درجة النسيان والذاكرة فيما بينهم .
فلا غرابة اذا انضم مرض النسيان الى قائمة الأمراض العصرية الأخرى ، والمبتلى فيها الإنسان ، كالسكر والضغط والاكتئاب والقلق وحتى الجلطات المختلفة .
لكن ما هو النسيان ؟
يقال عن النسيان : عدم تذكر الشيء ( أياً كان ) سواء في اللحظة أو بعد زمن معين .
أما العلم فيقول : عدم قدرة الإنسان على تذكر أو استرجاع أو استحضار معلومة أو مهارة أو خبرة سابقة ، قد عاشها أو مرَّ بها أو تعامل معها .
حيث لا غرابة البتة من هذا السلوك الشائع بين مختلف أنواع البشر وخاصة ونحن في هذا الزمان العجيب والغريب والمليء بالمتناقضات .
لقد أزاحت الدراسات والأبحاث الحديثة الستار عن الكثير من الخفايا العلمية التي كانت حتى وقت قريب من الامور الغامضة والمبهمة بالأخص حينما تتناول هذه الدراسات موضوع مهم كالذاكرة ومشاكل وأسباب النسيان تتعلق بقدرات الانسان الادراكية وأسباب تنشيط أو ضعف الذاكرة أو حتى فقدانها !
اعتبره البعض أن ( النسيان ) مرض بيولوجي له علاقة كبيرة بقدرة الانسان الدماغية ، كما ان الحالة السيكولوجية والوراثية ذات الصلة بهذا الجانب ، حيث ان مركز نشاط الذاكرة ، قوتها او ضعفها ، هو الجهاز العصبي وتحديداً الخلايا العصبية .
ولطالما ان البشر ليسوا متساوون بأدمغتهم فقد كشفت الدراسات ان هناك تفاوت ملحوظ من شخص لآخر حتى لو كانا بنفس العمر او الجنس او حتى العمل .
يتبع رجاءً
دمتم بخير

لوند / السويد

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014