• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 29 أيلول/سبتمبر 2015

ادريس محمد جماع,شاعرٌ قتلهُ الحب

  ماجد عزيز الحبيب
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

ادريس محمد جماع,شاعرٌ قتلهُ الحب.

ادريس محمد جماع علامه مميزه من علامات الشعر العربي ,في شعره احساس وعذوبه ورقي,لم يأتي هذا من فراغ فحياة شاعرنا كانت مليئة بالمتناقضات ومن هذه المتناقضات الحب والهجر وعدم الفوز بالحبيبه بعد ان رسم صورة مشرقة وحياة زاهية ورائعه واتفاق مع من يحب وبين لحزة واخرى انقلب كل شئ,وصدم شاعرنا صدمة كبرى اودت بحياته.ورغم ان شاعرنا مميز ومبدع ومكافح في كل مجالات حياته الثقافيه والاجتماعيه ورغم امتيازه بذكاء حاد الا انه كان يؤمن ايماناً كبيرى بشئ اسمه الحظ,وكان يعزي الفشل والنجاح الى هذا الشئ الذي اسماه الحظ.
ولد شاعرنا ادريس محمد جماع بحلفايه الملوك في السودان عام 1922 وكان والده شيخ للقبيله ويرجع اصل الشاعر الى ملوك الدوله في ذلك الزمان تربى وترعرع على الكرم والشجاعه والنخوه والشهامه والرجوله والقوه والحكم بالعدل وهذا كله قد اخذه من عائلته وابوه الذي كان شيخاً عادلاً,والدته هي ايضاً من بيت كريم في النسب وهي من السودان وتوفيت والدته وهو صغير السن والذي كان الابن الاكبر وله شقيقتان ,وبعد وفاة امه تزوج والده من امرأه اخرى انجبت بقية اخوته,منذ صغر سنه ظهر ولعه ونبوغه ومحبته للأدب والشعر العربي بصورة خاصه,انهى تعليمه الاساسي في مدرسه الحلفايه وكان من المتميزيين فيها ,تم اختياره من بين المتميزيين ومن قبل السلطه الانكليزيه الحاكمه لتكمله دراسته في معهد التربيه لكي يكون نواة مع الاخرين في بناء التعليم في السودان ,وفي اثناء دراسته اخذ ينظم الشعروالقاء القصائد في مناسبات عديده وبعد تخرجه عمل بالتدريس ,كان طيب القلب يحبه الجميع وكان طلابه يحبونه الى درجه لا توصف حتى انهم كل يوم يشاكسونه اثناء وجبة الفطور فيبادرونه بالسلام عليك استاذ فيرد عليه المسكي واضعاً يديه على صدره وعليكم السلام فيتسخ قميصه وهكذا يتكرر المشهد كل يوم.
احب شاعرنا وخاض تجربة حب وحيدة وفريدهمع احدى الجميلات الفاتنات وهي جارته من السودان فتبادلا الحب واتفقا على الزواج بعد اكمال دراسته الجامعيه في مصر وبالفعل انهى دراسته وحصل على اليسانس في الاداب وعاد الى السودان ليرى حبيبته وقد تزوجت من احد اقربائها,فصدم شاعرنا صدمة كبرى وكانت صدمة قاسيه وعنيفه عليه لم يستطع التخلص منها واصبح يمشي هائماً فنراه مرة يكلم نفسه واخرى يكلم العصافير واخرى تراه جالسا بقرب سكة القطار ويمشي دون ان يعير لأحد,حتى وصفوه البعض يالجنون.وهب شاعرنا كل حياته لحبيبته التي تخلت عنه وقد تكون قد اجبرت على ذلك لانها تعيش في بيئة قبلية وعشائرية تحرم شئ اسمه الحب ,اصيب شاعرنا بعلة وبمرض نفسي صعب علاجه ادى فيما بعد الى وفاته,ادريس محمد جماع شاعر قتله الحب كما قتل من قبله الكثير من الشعراء.واليكم ما قاله الشاعر عن الحظ وحظه العاثر واليائس.
إنَّ حظي كدقيقٍ ... فوقَ شـوكٍ نثروه
ثم قالوا لحفاةٍ ... يومَ ريحٍ إجمعوه
صَعُبَ الأمرُ عليهم ... قلتُ يا قوم اتركوه
إنّ مَنْ أشقاه ربي ... كيف أنتم تسعدوه

السويد

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014