• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 29 أيلول/سبتمبر 2015

الكوليرا .... قتلت مود ... وحاربها سعدون خليفه

  د.فراح غالي الفريجي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

لم يكن اهل العراق على معرفة بالاسم العلمي للمرض المعروف ب (الكوليرا او الهيضة) فقد اطلقوا على المرض الذي يصيب احدا منهم حين كان يصاب بالاسهال ثم يتقيء فيموت انه مات بمرض(ابو زوعه ).
وابو زوعه كان من الامراض الفتاكة مثل السل والطاعون والجدري والملاريا و التيفوئيد قد حصدت هذا الامراض اعدادا كبيرة من اهل العراق عبر التاريخ بسبب عدم توفر العلاجات وظروف المعيشة الصعبة وغيرها.
وكان هذا فصل الصيف من اكثر الفصول التي ينتشر فيها هذا المرض.... وبعد مدة قصيرة من دخول الانكليز بغداد في الحادي عشر من اذار عام 1917 كانت الكوليرا هي السبب المباشر لوفاة قائد الجيش الانكليزي الجنرال (مود) حينما شرب القهوة بالحليب غير المغلي الذي قدم له في الحفل الذي اقيم من قبل الطائفة اليهودية في مدرسة الاليناس في بغداد في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني فتوفي في الثامن عشر من الشهر نفسه من السنة ذاتها .
وظل هذا المرض يحصد سنويا اعدادا من العراقيين ولكنه كان يضعف امام الوعي الصحي وتوفير العلاجات وانتشار المراكز الصحية والمستشفيات .
ومن الدوائر الصحية التي كانت تلعب دورا كبيرا في مجال التوعية الصحية دائرة الرقابة الصحية حيث كانت تستثمر كل وسائل التثقيف والتوعية الصحية من صحف واذاعة وتلفزيون من اجل تعريف النااس باخطار الامراض الوبائية وكيفية تفاديها وارشادهم الى السبل الكفيلة لاتقاء هذا المرض.
وفي منتصف الستينات برزت شخصية نجحت في مهامها التوعوية والارشادية وتمثلت بالطلة الاسبوعية لبرنامج صحي قدمه لسنوات طويلة الدكتورسعدون خليفة التكريتي الذي كان صاحب وجه بشوش وتقديم جميل يصل الى المشاهد بسرعة.مثلما كان قد نجح وتميز الاستاذ مؤيد البدري في برنامجه (الرياضة في اسبوع) في نشر الثقافة الرياضية الحضاريه ونجح الاستاذ المرحوم كامل الدباغ في برنامجه الراقي (العلم للجميع )في اشاعة الثقافة والمعلومات العلمية.
والدكتور سعدون من مواليد عام 1930 عمل لمدة مدرسا في كلية الطب بجامعة بغداد استاذا لمادة الصحة العامة ودرس ايضا في كلية الصيدلة وعمل في المجال الاداري في وزارة الصحة ونجح بشكل باهر في المديرية العامة المعنية بالوقاية الصحية.
كان الدكتور سعدون يستعد لفصل الصيف قبل مدة حيث يسخر برنامجه للتوعية والتثقيف الصحي من مرض الكوليرا ويرشد الناس لكيفية اتقاء المرض وكيفية التعامل مع المصابين وكيفية التعاون مع فرق التلقيحات الخاصة التي كانت تتولاها فرق جواله والمراكز الصحية.
ولا ابالغ حين اقول ان لهذه الشخصية وبرنامجه الناجح كان لهما دورا كبيرا في ابعاد الناس من الاصابة بهذا المرض الخطير ومن ثم انحساره الى درجة تقترب من القضاء عليه بالكامل.
الا ان هذا المرض عاد للظهور في عام 2007 ثم ظهر في هذه الاشهر ليشكل عودة لمرض خطير، ولظهوره اسباب لسنا بصددها ....

مع اجمل الامنيات بالصحة والسلامة لجميع ابناء الطائفة والعراقيين عموما

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014