• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 21 كانون1/ديسمبر 2015

حصان طروادة والحرية المستوردة

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

من منا لم يقرأ التأريخ ولم يسمع بحروب طروادة؟ هذه الملحمة التأريخية التي صاغ كلماتها شعرا ، الشاعر الإغريقي هوميروس الذي سطَّرها في ملحمته الشهيرة ( الإلياذة ) ، قلعة طروادة التي عصيت على أعداء الطرواديين قرابة 10 سنوات ، هذه المدينة التأريخية التي ما كان لأحد أن يقتحمها لولا الحيلة ، ولولا ذلك الحصان الخشبي العملاق ، وفي داخله خيرة فرسان الإغريق ، حيث وضع أمام مدخل هذه المدينة الأسطورية بعد انسحاب القوات المعادية إلى البحر لتمويه رجوعهم إلى بلدانهم ، شاهد عصرعلى وجودها ، وعظمتها وسر هلاكها بيد أعدائها الذين تربصوا لها من أجل تركيع شعبها الآمن المطمئن، وجعلها تئن تحت حكمهم وجبروتهم وأطماعهم التوسعية وتقسيمها بينهم كصيدٍ سمين ، عملوا بكل ما أوتوا من قوة في القضاء على هذه المدينة الوديعة الهادئة، وتدميرها عن بكرة أبيها ، ومحو معالمها من خارطة الوجود؛ لقد تحقق لهم ذلك ، وأهلها الذين لم يركنوا للأعداء والطامعين ، بل قدموا درساً بليغاً في التضحية والفداء من أجل المبادىء والقيم النبيلة التي آمنوا بها، وقدموا من أجلها كل ما لديهم ، حتى الطفل الرضيع؛ قرباناً في سبيل الذود عن كرامتهم ووطنهم المُستباخ للغرباء والطامعين.
التأريخ يعيد نفسه من جديد ، في عراقنا الجريح والمنطقة العربية ككل، بغطاء الحرية المغلف بالكره والحقد والزيف، والضحك على الذقون ، وطمس تأريخ وتراث وحضارة هذه البلدان والقضاء على كل ماهو جميل فيها ، وهم يعلمون علمَ اليقين أن الديمقراطية ليست جرعات تزرق للشعوب كي تستوعبها ؛ بل هي ثمرة تربية وجهد لسنين طوال لتحقيقها على أرض الواقع ، هي ترويض وتثقيف وتعليم في الوصول إلى الغايات ، كما فعل الغرب من قبل ، لقد وضعوا الأسس الصحيحة في سبيل تطبيقها على أرض الواقع ، لا كما فعلها حكام العرب السابقين واللاحقين باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان .
نرى المنطقة العربية كسابق عهدها تتقاسمها خيول الغرب من كل صوب ، بعد أن وهنت وضعفت وذهب ريحها وأصبحت لقمة سائغة بفعل الإعلام المخادع الهدام وبدعوة حرية الكلمة ، الكلمة الكاذبة المزورة ، علي العرب أن يعوا هذه الحقيقة جيداً ولو متأخرين قبل فوات الأوان ، كما فعلها الهيلانيون ضد شعب مسالم في ملحمة هوميروس الخالدة بحيلة الحصان الخشبي على أرض طروادة .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014