• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 11 شباط/فبراير 2016

مع مسيرة المثقف المبدع

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

الى أيّ حد يستطيع المثقف المندائي أن يعري العديد من الظواهر المرضية داخل واقع مجتمعه ، وأن يسهم في تمزيق العديد من الاقنعة التي تخفي حقائق كثيرة؟ ما الدور الذي يضطلع به المثقّف من خلال عمله الثقافي والفني؟ من أجل من يكتب او يرسم او يمثل اويفكر؟ من هو المتلقي المفترض؟ وإن كان مسرح الأحداث ، هو«الساحة المندائية» التي لها خصوصيّتها ، فان هذه الساحة ، بأناسها وعاداتها وتقاليدها وطقوسها ، لا تشّذ عن كثير من ساحات الأقليات الاثنية والدينية العراقية الأخرى التي تتوزع بعيدا عن ارضها وجغرافيتها الاصيلة ، من حيث تعاطيها مع ثقافات المجتمعات التي تستضيفها ، أو حتى بالنسبة إلى مواجهة ظواهر عديدة استجدت في زمننا الراهن ، كموجة التطرف والتزمت الديني . ثمة تعارض معلن وخفي في مجتمعات الاقليات ، في كل مكان ، من شأنه في أحيان كثيرة ان يغتصب الإرادة والحريّة . وثمة شخصيات في هذه المجتمعات الصغيرة تتمتع بقدركبير من الدراية والمعرفة الحرة ، تسعى في سبيل أهدافها ، ان تخرج لتحقيق قضايا آمنت وناضلت من اجل تحقيقها . وعلى الرغم من ملامسة هذه العناصر قضايا الواقع المأزوم ، وتصوّيرها له من خلال عملية التشخيص الابداعي كما هو في تناقضاته الاجتماعيّة والسياسية، الا ان العديد من الظواهر المرضية التي ورثناها من البيئات الاجتماعية التي عشنا في احضانها زمنا طويلا ، بقيت تشكل عالما سرديا متعارضا مع العالم الخارجي، الذي نطمح اكتساب جديده بانتقائية متميزة. التبعية لكل ما هو بعيد عن الواقع المتجدد التي يمارسها البعض من المثقفين المندائيين ، هي نتاج ثقافة مجتمعية لوسطنا المندائي ، يحتّم تغيير النمطية ، ومصادر انتاجها . واذا اردنا ، بكوننا في اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر ، قيادة طليعية في الوسط المندائي ، التأكيد ومن جديد ، الاحتفاظ للمثقف المندائي بدوره الطليعي ، والحفاظ على صورته خارج الايديولوجيات السياسية ، فاننا سنظل في مسيرتنا في هذا السعي ، بتشخيص العديد من الظواهر المرضية التي تقف على رأسها ، الازدواجية ، والتزمت ، والمزايدة الرخيصة.. الخ ، من اجل الحفاظ على المواقف الداعمة للانسان المندائي وقضاياه الراهنة. لقد جعل الاتحاد ، الفعل الثقافي الحر والمتطور فعلا مركزيا في الثقافة المندائية على كل مستويات الابداع ، وتناول القضايا الفكرية والتراثية والسياسية . كما انه ادرك وبشكل مبكر تاريخية الابداع ، وبلاغة الحضور في الزمن، باعتبارها حالة ثقافية معرفية ، ذات قدرة على الاستمرار والتواصل مع الحياة ، وتخصيب المعرفة الابداعية المتطورة والجديدة بامكانات ومؤهلات تسمح باضاءتها . ان كل ثقافة لاي مكون من مكوناتنا مهما كبر او صغر حجمه ، يعتمد على الابداع والمبدعين في تخليد زمن وجود المندائية، وحفظ رؤيتها من التلف التاريخي. ولهذا السبب فان اتحاد الجمعيات المندائية ومنذ تأسيسه ولحد الان ، يساند بكل قوة ، الابداع بكونه القوة القادرة على مواجهة التقلبات والتحولات ، وقادر على تحصين تجمعنا البشري ضد الابادة والتشويه والاقصاء.

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014