• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 30 حزيران/يونيو 2016

سجلوا..أنا عراقي

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

قال البير كامو: الانتقال من الكلام الى العمل الاخلاقي يعني ان " تتحول الى انسان". ومن جديد يطرح الوضع العصيب الذي يعيشه بلدنا، وما تخوضه قواه المسلحة النظامية والشعبية في حملتها لتطهير ارض الوطن من البرابرة ، سؤال ان كنّا نستحق لقب " انسان "، ومن يستحقه من بين ملايين العراقيين الذين يشاركون بضمائرهم في محنة الوطن وحربه المقدسة ضد ما اكتوى به ابناء العراق بنار الفتنة الطائفية وفساد امراء الطوائف ومصالحهم الملونة بدماء العراقيين؟.
انه زمن اغبر هذا الذي يدور حول الناس في العراق وهم تحت سطوة الارهاب، وهو صدمة ومحاكمة لكل من يدعيه او لايدعيه لنفسه، ولنا، من قيم. فهل يستطيع اي منّا ان " ينشأ " انسانيته على حساب تدمير انسانية الآخر؟ وهل يستطيع ان يبتلع الوطن العراقي دون ان ينفجر، ودون ان ينتحر او يقتل بالارهاب؟ هل انا انسان؟ انه سؤال اخلاقي يطرحه علينا جميعا وضع العراق الحالي، ليرتطم بواقع لايريد العديد من اصحابه ان يعرفوه، وما علينا الا ان نكتبه وننشده ليعلن دهشته للغافلين، ولعلها المرة الاولى منذ عقود الفاشية المريرة التي حكمت ثلاثة عقود ، مرورا باحتلال البلاد، يخترق مثل هذا السؤال حاجز التنميط الذي ترسمه الطوائف العراقية وفساد امرائها ومصالحهم الملونة بدماء العراقيين ،ليقول شهادته، عن الحياة والوطن، في كلمات يصعب على الوعي المعادي لكل عراقي نبيل ان يتجاهله.
نتبنى جميعا هذه الحاجة الى مثل هذه الدعوة، بل ننقلها بالحرف والرسم والاغنية والصورة الفوتوغرافية، لنعرف كيف يحاول المعادي لشعبه ان يعرف ما لايعرف عن هويتنا الوطنية، وعذابنا الانساني، وهوسنا بالحرية، نحن بحاجة الى مثل هذه الدعوة لرسم صورة القاتل وهو يتعرف على نفسه، بحاجة لمعرفة ملامح صورة من يريد اغتيال الوطن، وهي شهادة على وعي جديد مضاد للوعي الطائفي والارهابي السائد الذي ترسمه الطوائف وميلشياتها المتحاربة في حربها ضدنا جميعا، وعي يحتاج انتقاله من مثقفين عراقيين الى وعي مجتمع باكمله.
انا كعراقي افكر الان بوطني كرمز، وحنيني الى بلدي هو نسيج من الرموز المرهقة، واحد هذه الرموز، هي النخلة ، التي تختفي من المكان وتترك فراغا يصب به الالم والغضب، ولاشيء حول ذلك المكان غير الحقد والكراهية، هل لنا ان نحلم جميعا؟ وهل يمكن ان تنشأ علاقة بين اضغاث الاحلام والحالمين مثلي بحيث نخلق لغة جديدة في العراق القادم؟
لانريد ان ننسحب من التاريخ في مطاليبنا، ولانريد ان نغمض اعيننا امام الواقع الصعب، لكننا نطبق اجفاننا بشدة لنحلم بارض العراق، ولن نتساوم او نتنازل عن الامل في تغيير واقع العراق
سجلوا بكل صبر ومكابرة في سجلاتكم النزيهة .. انا عراقي وان غبت عنه طيلة سنوات امتدت الى اربعين عاما. انا عراقي حين اقرأ عن بطل عراقي صابئي مندائي اسمه ناجي جمعة سرحان الخميسي، استشهد قبل عدة ايام من اجل انقاذ عائلة عراقية مسلمة، فبعد ان انقذ افراد العائلة واحدا بعد الاخر، سمع صوت طفل داخل بيت جاره، عاد ودخل من جديد لينقذه، وحين اوصل الطفل باب البيت، سقط متأثرا بالحروق الشديدة التي اصابت جسده، ففارق الحياة ،ليضحي بحياته. انه انتصار آخر على عصابات داعش بفكرها وممارساتها الوحشية ضد الانسان، فالفداء بالنفس من اجل انقاذ الطفولة العراقية البريئة،هو انتصار نبيل للعراق.

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014