هاي - كالمعتاد حييت الموظفة الحسناء في إدارة بلدية منطقتي ... تفضل أي خدمة ..جيرانكم
بابهم مغلق ولي حاجة عندهم .. وكيف لي ان اساعدك ... ثم ابتسمت لأرى صفين من اللؤلؤ
وليس اسنان .. على وزن الابو أذية ( ضحك والثغر ملضوم بالليل ) (أي اللؤلؤ) ... بصراحة تاه فكري ونسيت
ما جئت لأجله رحت احدق في العينين الخضراوين والوجه الناصع البياض حتى نبهتني لأفيق من غفوتي ...آه
صحيح حجزت قاعة لنعقد فيها مؤتمراً سنوياً ولا أعرف متى استلم المفتاح وما يلزم ... باشرت الجميلة تبحث في صندوقها السحري
لتجد رقم هاتف واسم المسؤولة في دار الشباب التي سنجتمع في داخلها يوم الأحد القادم .. ناولتني ورقة مدون فيها ما
طلبت ويدي ترتجف خوفاً من أن الامس الأنامل البيضاء الرقيقة ... لمسة منها قد تصيبني بصعقة ، خاصة والعمر في آخر شوط
والدنيا مسودنة واحنا على چفها ضيوف ... آخ وأوف ... تحية لشاعر الجنوب / عريان السيد خلف.. قلت لنفسي لأجرب حظي
في هذه الاثاء تراجعت الى الخلف دون ان اجرء ان ادير ظهري حتى لا تغيب صورة الحسناء عني ... عسى ان اجد المسؤولة
كوكو ... هكذا تدعى بالضبط دون نقص او زيادة ... فعلا وجدت باب الدار مفتوحاً اذ فرحت فرح طفل اعادوه لأبويه
هاي كوكو- حييتها اذ وجدتها تضوي كأنها تريك أبو الآلف واط .. شَعَرت بما في داخلي سامحها الله، وابتسمت بعذوبة
تفضل بماذا أخدمك ؟؟ ارجو المعذرة اذ جئت دون موعد سابق .. لم نتفق في المرة السابقة عن موعد لتسلم الفتاح
وما الى ذلك من مستلزمات الأمان لدخول الدار ولنا حجز مسبق !!! اعتذر عن هذا الخطء - قالت كوكو
وراحت تبحث في حاسوبها عن اسم جمعيتنا وموعدنا ... تناولت ورقة صغيرة وباشرت الكتابة تارة وأخرى تستشيرني
ان كنت استطيع المجيء يوم الجمعة الساعة السابعة مساء ... ممكن أجبت بنشاط ...دونت المسؤولة اليوم والتأريخ
مشفوعاً بالوقت اللازم ... اخذت الورقة من يد كوكو ، شكرتها وتركت البناية وأنا سعيد كأنني ربحت جائزة او نجحت في
تقديم أطروحة ناجحة وفزت بثناء اللجنة المشرفة .. كأنني في منتصف ستينات القرن الماضي
حل يوم الجمعة وعند الساعة السابعة بالضبط مثلت امام كوكو ... ، كأنني في قفص اتهام انتظر الحكم
عجبت المسؤولة وانتقلت خيبتي لها لتسأل ما الأمر .. ما لي أراك حزينا ؟؟ جئت لألغي الموعد
لن يحضر الكثير من سكنة المنطقة سيذهبوا لحضور مجلس عزاء ... يرونه انسب من حضور مؤتمر جمعية
مفهوم ـ قالت كوكو بخيبة امل ... تركتها بعد ان أشرت إزاء الموعد واسم الجمعية لأدخل صالة وسط دار الشباب
لأرى العشرات ممن هم في عمر الورد يلعبون ويمرحون بناتا وصبيان ... اجتمعوا حول منضدة البليارد
او احتضنوا أجهزة الحاسوب ليدققوا ويكتبوا ويستفيدوا ... تذكرت آخر جملة قالتها كوكو ..مفهوم أي انها
لا تريد المزيد وكأنها تؤكد على ما قيل سابقاً ( خطوة للأمام ثلاث خطوات للخلف ) أما أنا بدوري رحت اتمتم
أي طرطرا تطرطري ، وهَللي وكبري.. وطبلي لكل ما يخزي الفتى وزمري ... شهران من الزمن في كتابة الإعلانات والتقارير
والكلمات للترحيب بالمشاركين الذين سيملؤون المكان بالحديث والمناقشة والمنافسة
للفوز بعضوية الهيئة الإدارية القادمة
كل هذا ذهب ادراج الرياح العاتية التي لا تبقي وترحم ...لا تقل قوة عن الموت الذي يستوجب العبادة منذ أيام
سومر خوفاً من غضب الآلهة حين كانوا بلا حرف ولا قواعد للكلمات ... عسى
ان يحفظكم الحي من كل مكروه