• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 26 شباط/فبراير 2018

مهرجان الأغنية الايطالية الثامن والستين

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

في صالة مسرح آريستون التاريخي العريق، الذي يقع في قلب مدينة سان ريمو الايطالية الشمالية التي تطل على البحر الابيض المتوسط، ولمدة خمسة ايام متواصلة( 6 ــ 10 فيرايو/ شباط) ، يقام اكبر واشهر مهرجان اوربي للاغنية الايطالية العاطفية المعاصرة، حيث يتسّمر اكثر من 80 مليون ايطالي واوربي امام شاشات التلفزة الحكومية والاهلية الايطالية ،وفي عموم دول الاتحاد الاوربي مساء كل يوم من ايام هذا المهرجان، لمتابعة هذه المسابقة الممتعة في دورتها الحالية الثامنة والستين.

اكثر من خمسة وستين ألف سائح من جميع أنحاء إيطاليا واوربا، دخلوا مدينة سان ريمو الإيطالية التي تقع في مقاطعة ليكوريا الشمالية ليتابعوا اكبر مهرجان لاغاني الحب والوجد والهيام في عموم اوربا، واكثر من مائة ألف مصباح كهربائي أوقدتها بلدية المدينة داخل مركزها التاريخي خلالخمسة أيام المهرجان الذي يتنافس فيه عشرات المطربين والمطربات على الفوز بالمراكز الأول والثاني والثالث، وعدد من الجوائز التقديرية التي تقدمها مؤسسات فنية وبنوك وشركات عالمية.

يقود المهرجان الكرنفالي لهذا العام المطرب ومؤلف الاغاني الايطالي الشهير (كلاوديو

باليوني 1951) الذي اشتهر بالبومه الموسيقى" الحياة الان" وبيع منه 55 مليون

اسطوانة في كل انحاء العالم عام 1985، كما اشتهر بمواقفه المناهضة للحرب وغنى

ضد عصابات المافيا وظاهرة الجوع والارهاب ، واصدر عدة كتب تحمل قصائدة وكلمات

اغانيه، كما اصدرعام 2008 رواية تحمل اسم "كابكا" ، وترجمت الى عدة لغات .

يشاركه عملية التقديم الفنانة ومقدمة البرامج ميشيل هونسيكير والفنان الممثل السينمائي

الشهير بييرفرانشيسكو فافينو ، جنبا الى جنب عدد من المطربات والفنانات المحترفات،

و عدد من الوجوه الفنية المعروفة في عالمي السينما والتلفزيون والمسرح .

وسيفتتح المهرجان بتظاهرة فنية تتمثل بعرض شريط فيديو على شاشة كبيرة داخل قاعة الاحتفالات في القاعة الكبرى ،يحوي كلمة تحية يوجهها رئيس الجمهورية الايطالية " سيرجو ماتيريللا"وتحية اخرى يوجهها احد الوجوه الفنية المعروفة في الوسط الموسيقي . وتتوقع مؤسسات الإحصاء والاستقصاء الإيطالية بان يصل عدد من يتابع هذه امسيات المهرجان هذا العام، اكثر من 100 مليون إيطالي وأوربي مشاهدة وقائع المهرجان الذي تنقله على الهواء مباشرة عدد من المحطات التلفزيونية التابعة للدولة، وعدد من الفضائيات الإيطالية والأوربية والاميركية.

وينظر الإيطاليون الى هذا المهرجان منذ بداية تأسيسه عام 1951 على انه رصد سنوي لبانوراما الغناء الإيطالي الذي بدأ يغزو العالم خلال السنوات العشر الأخيرة، أسوة بثورة الموضة الإيطالية، وسباق السيارات( الفورمولا وان) وكرة القدم. من جانب آخر، فان هذا المهرجان يخلق فرص جديدة، تتيح للقطع الغنائية الموسيقية الجديدة الوصول الى التوزيع الكبير عن طريق تسجيل الاسطوانات المدمجة والفيدوهات، وسيمنح المهرجان ايضا فرص للذين خابت آمالهم في نتاجاتهم الفنية بشكل متطور تكنولوجيا من قبل مؤسسات وشركات عالمية مرموقة، تساهم في در الارباح. وتسمح للمتلكات الثقافية المحلية بان تعبر نحو الاسواق العالمية، لما تحمله من الوان واساليب محلية متميزة، وهو ما حققه عدد من الفنانين من نجاحات تجارية خلال الاعوام الماضية ، قياسا لما هو الحال في دول اوربية اخرى، ويعود ذلك الى قدرة هذا المهرجان على تمثيل تنوع غني من الالوان الموسيقية. ويرى العديد من الطليان بان هذا المهرجان، نتاج ثقافي مميز لشبه الجزيرة الايطالية، وهو إذن ثمرة الصهر بين اصناف موسيقية عالمية يشهدها عالمنا المولع بالاختلاف، كما لو جعل المشرفون على هذه التظاهرة ، يركضون متسارعين للكشف عن الحاجة الى استكشاف المختلف في المتعة الجمالية.

يدرك الجميع بان أيام المهرجان الخمسة أحياء تقاليد الفرح بهذا الحدث الذي يمر عليه 68عاما، لتغزو الأغنية بسفرها القصير والغير ممّل في قلوب عشاقها من مختلف الأعمار والثقافات والطبقات، فقد أصبحت الأغنية الإيطالية محصلة روحية تتحدث عن مشاكل حساسة وحقيقية يعيشها الفرد في الصميم، فهي تدعو للفرح الإنساني، وتجيد التقاط مواقعه. فبعد ان كان الحزن مزاجا سائدا في الأغاني الإيطالية والفرح شذوذا انقلبت المعادلة فالفرح ليس موسميا.

عدد كبير من المطربين والمطربات الأكثر شهرة في العالم يقدمون مساهماتهم على هامش مهرجان سان ريمو، كما جرت العادة ، كما يوجه للمهرجان رسائل تحية واعجاب تعرض على شاشات الفيديو لرؤساء دول عالمية ووزراء وشخصيات فنية من عالم الموسيقى والمسرح والسينما من كل انحاء العالم .

ويتزامن هذا المهرجان مع اقامة معارض احتفالية، كمعارض للفن التشكيلي وعروض افلام وثائقية ، واخرى من الافلام التي يقوم بدور البطولة فيها عدد من المغنين المشهورين، محليا وعالميا ، تستجيب مع رغبات عدد كبير من جماهير اعوام السبعينات والثمانينات . تنتشر في المسارح والنوادي ،حفلات غنائية من رواد الاغنية الايطالية لتلك السنوات ، والتي حققت الكثير من نصوصهم الشعرية التي تعتبر قصصا حقيقية عن المهمشين والمتمردين، والتي هجوا من خلال اغنانيهم بسخرية، ظاهرة الاستخدام السياسي للدين او المؤسسة الكنسية. ستقام معارض فوتوغرافية متعددة، لعدد من الفنانين الاحياء منهم والراحلين ، كما يتم عروض للازياء باخر صرعاتها الشبابية ، وتفتح اسواق الكتب التي تزدحم على ارصفة الشوارع ، ليجد العديد من جامعي الكتب والصور النادرة ضالتهم .اما ظاهرة العروض الموسيقية الغنائية، فتقام في ساحات وقاعات ونوادي ودور العرض السينمائية والمسرحية ، تحيها فرق موسيقية وغنائية محلية من جميع اقاليم البلاد ، جنبا الى جنب العديد من الفرق الاوربية، فهي تفتتح المهرجان قبل ايام من يوم الافتتاح وتستمر الى ما بعد انتهاء المهرجان بايام عديدة.

ومن اشهر ضيوف مهرجان هذا العام المطرب الانكلزي ستينك ، والمطرب الامريكي

جيميس تايلر، والمطربة الايطالية لاورا باوزيني، والفنان ليمكالونكر، وعدد من

الشعراء والمطربين من دول اوربا، وآسيا وامريكا اللاتينية والولايات المتحدة الاميركية،

 

روما 

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014