• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 31 أيار 2020

كـورونـا والأُمـَمُ الـلاَ مـُـتـَّـحـدة

  نـعــيـم عـربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

إِنَّ كل التعاليم والمبادئ والتشريعات السماوية والوضـعيـة التي عـرفتهـا البشرية عـبر مـراحل تاريخاها الماضي والحاضر، هـي تنطلق من مصلحة الإِنسانية عـامةً وليس لجزء أَو بضعة أَجـزاءٍ منها ، أَي من أَجل المساواة بين كل البشر وتوفير كل أَسباب الحياة الحرة الـكريمة والرفاهية لهم ، وألأُهم وقـبل كل شيئ توفير سبل ووسائل حـمايتهم والحفاظ عليهم من كل شيئ يهدد حياتهم ووجـودهم على هـذه الأَرض .. والمفروض أَن يتحقق هذا بظل حكومات الأُمم التي تُـمثِّل البشر والتي يجب أَن تـحرص تماماً عليهم وتخاف على مصيرهم من كل خطر، وذلك بوجوب سعي هذه الحكومات بكل جـدية وشعور بالمسؤولية ، لتحقيق الوحـدة الأُمـمية والسلام العالمي وتوحيد وتظافر جهود كل الأُمم في مجالات العلم والتكنولوجيا والطب ، وجعل كل الثروات والخيرات الطبيعية والمالية لمصلحة كل البشرية لتعيش بنعيم الحياة على هـذه الأَرض في عالم يسوده السلام والـطمـأنينة و الحضارة وخالياً تماماً من الأَمـراض والكوارث ـ 

من سنين ، مـنـذُ أَن كنا في مقتبل شبابنا ونحنُ نسمع عـبرَ الراديو والتلفـزيون باسم ( الأٌمم المتحدة ) ـ
هـذا المسمى العظيم ظلَّ حبراً على الورق ، فلم تكن الأَممُ يـوماً مـتحـدة بل أُخوة أَعـداء ، فلكلِّ أٌمـة من هذه الأُمم جيشاً وأَسلحـةً دمـار تـصـرف عـليها من قـوت حياة شعبها الملايين أَو المليارات من الدولارات ، فكيف تكون هـذه أَمـماً مـتحـدةً وهي تخاف بعضها ومستعدة لتحريك جيشها واستخـدام أَسلحة الدمار الشامل ضد بعضها لأَي خلاف على المصالح المادية يحدث بينها ، فـلننظر إِلى واقع حال هـذه الأُمم
المتحدة خلال الخمسين سنة الماضية هل كانت كلها تعيش في استقرار وسلام وشعوبها تنعم بالحرية ، والرفاهية والتقدم الحضاري في كل مجلات الحياة ؟ بالتأكـيد الجواب كلا ، فـهـذه الأُمـم التي تسمى زيفاً
( بالأُمم المتحدة ) تقسم إِلى درجات ، دولٍ كبرى رأسمالية صناعية تملك الموارد الهائلة والقوة العسكرية الجبارة والتكنولوجية والتقدم الحضاري ، ودولٍ أَخرى متخلفةٍ ضعيفةٍ بكل المقاييس تعيش تحت وصاية وتوجيهات والسير بما يلائم سياسة مصالح الدول الكبرى ، سـيـدٌ ومسود ، وكلنا نعرف
من الذي وراء تخلف وزعـزعة أَوضاع ودمارعلى مدى عـشرات السنين للعراق وسوريا ولبنان ومصرودول المغرب العربي ودول الخليج واليمن وإِيـران وافغانستان ودول أَفـريقيا ودول أُخرى . بظل
هـذه الأمم المتحـدة صارت البشرية تعيش تحت تهديد الأَسلحة النووية والتجارب الذرية للدول الكبري
التي تلوث البيئة بالإِشعاعات القاتلة إِضافة إِلى ما تنفثه ملايين مصانع شركاتها الصناعية الجبارة من
الملوثات التي ساهمت وتساهم كل يوم بتلويث كل شيئ في الطبيعة كل هذا جعل العالم يضيع رويداً
رويـداً في سحابة الموت البطيئ ، إِذا لم تتحـد الأُمُم صغرى وكبرى اتحاداً حقيقياً وليس صورياً ، ويعمل
الجميع بالواقع يـداً بـيـد وليس بالكلمات لإِنقاذ الحياة على الأَرض التي بات التهـديد يحيط بها في كل مكان ، تـهـديد الكوارث الطبيعية ، الزلازل والبراكين والأَعـاصيىر المدمرة ، ثـم كـوارث الفيروسات والسرطان
ومختلف الأَمـراض التي أَخـيرها وليس آخـرهـا فيروس كـورونــا الذي اجتاح كل العالم كوحشٍ كاسرٍ
وراح يـصيبُ ملايين البشر ويقتل منهم مئات الآلاف خلال بضعة أَشهر، وكل حكومات هذه الأَمم المتحدة
تقف عاجزةً هـَلِـعـةً أَمامـه ، والسبب هـو الدول الكبرى التي تتحكم بمصير العالم وجعلت من الأَمم المتحدة لا متحـدة لإِن الإِتحاد قـوة فـأَين قوتها أَمام هـذه الكوارث التي باتت تهدد البشرية بالفناء إِذن
فليتحـد العالم اتحاداً حقيقياً من أَجل البقـاء والحفاظ ليس على حياة البشرية فقط بل وحياة كل ما موجود
في الطبيعة من أَحياء بعد أَن تتحول كل السيوف إِلى محاريث وكل الأَسلحة إِلى مصانع لحاجات الغذاء والكساء والدواء ووسائل مكافحة كوارث الطبيعة بـعـد أَن يتم ضخ الحياة في جسد منظمة الأَمم المتحدة
الميت ، وجعل كل منظومتها ( مجلس الأَمن ، ومحكمة العدل الدولية ، والبوليس الدولى ، ومنظمة حقوق الإِنسان وغيرها ) تعمل ليل نهار من أَجل حياة ومستقبل كل شعوب ( أُمم ) العالم بعدالة ومساواة تامـةٍ وإِزالـة كل أَسباب التوتر والنزاعات بين حكومات الدول نهائياً ، والقضاء التام على كل بؤر الإِرهـاب في العالم ، وإِعـطاء الحق لمنظمة الأَمم المتحـدة التدخل بالقوة لإِسقاط وازاحة أَيةِ حكومة ظالمة فاسدة
لا يـريدها الشعب ... وتحقيق سيادة القانون والديمقراطية لكل شعوب الأُمم المتحدة ، وتنشيط فـرق العمل المعنية بالكوارث الطبيعية والأَزمات الصـحية العالمية ، ليتحقق على أَرض الـواقع العمل بما مكتوب في بطاقة منظمة الأُمم المتحـدة هي : ( السلـم والأَمن والتنمية المستدامـة وحقوق الإِنسان و
المساعدة الانسانية ) والمساواة بين بشرٍيعيشون بسلام ومحبةٍ وتـعاونٍ في كل مجالات الحياة على كـوكب ينعم بالصحـة والعافية والسلامة ، وبـهـذا تـكـون منظمة الأُمم حـقـاً مــتَّــحـــدةً .


الـسـويـــد
2 / 5 / 2020

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014