• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2013

الفكر الدخيل

  فهيم السليم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

يتفق الجميع أن خطراً ماحقاً يتهدد وجود الطائفة المندائية العريقة للأسباب المعروفة ويتنادى الخيرون من أبناء الطائفة للوصول الى خير السبل لاٍنقاذ طائفتنا المهددة بالانقراض وهاهم أبناؤها الخيرون اٍبتداءً من رئيس الطائفة ومجالس الطائفة في بغداد وشيوخنا الأفاضل ومثقفينا وممثلياتنا في دول الوسط وجمعياتنا واٍنتهاءً باٍتحادنا العتيد وتنظيماته المنضوية تحت لواءه يبذلون كل من موقعه الجهود الخيرة ويوحدون الصفوف والكلمة من أجل مد طائفتنا بأسباب الحياة وجعلها أكثر صلابة وأقدر على مقاومة الهجمة الشرسة التي تنهش جسد المندائية على كل المستويات.

 

اٍن الملاحظ المراقب المتمعن الدقيق والقارئ لما يطرح على الساحة المندائية يجد أن هناك خطابين مندائيين متميزين :

 

1.خطاب قوى الخير والنور

 

2.خطاب الفكر الدخيل

 

اٍن الخطاب الأول معروف وهو الخطاب العام الذي يجاهد الجمع الخير المشار اليه أعلاه من أجل جعله خطاب المجموع عن طريق

 

أ.تحديد الأهداف المستقبلية

 

ب.توحيد التجمعات المندائية وتنسيق فعالياتها

 

ج.المؤتمرات وتوحيد الجهود لاٍنجاحها والعمل الجدي اللاحق على متابعة قراراتها واٍدخالها الى حيز التنفيذ.

 

د.توحيد وتنسيق فعاليات القيادة الدينية والمدنية وتنسيق التمثيل المندائي

 

ه.اٍحترام الرأي المقابل والأفكار الايجابية التي تصب في صالح الطائفة

 

و.التحلي بالصفات المندائية المعروفة وأهمها روح السلام والتسامح وحب الخير ونبذ التآمر والوشاية والتلصص ومحبة بعضنا البعض بغض النظر عن الموقع الاجتماعي أو الوظيفي أو الانتماء السياسي

 

ز. الحيادية اٍزاء الدولة العراقية وحكومتها ومؤسساتها والعمل معها يداً بيد ما أمكن ذلك من أجل تحقيق أهداف الطائفة وفي نفس الوقت الضغط المستمر سلمياً لنفس الغرض.ان قوى الخير والنور ترى أن الدولة العراقية الحالية محاطة بالأعداء من كل جانب من بقايا النظام البائد وفلول البعثيين وقوى الرجعية العربية وقوى الاسلام السياسي بشقيه الوهابي ومناصري ولاية الفقيه الذين لايريدون للتجربة الديموقراطية في العراق أن تنجح وخصوصاً وهي قائمة على تحالف يضم ولو اٍسمياً غالبية الشعب العراقي (ألشيعة والأكراد) والتي يمكن أن تتطور في المستقبل الى تجربة رائدة في المنطقة تنهي والى الأبد السيطرة المقيتة لأقلية متسلطة لا يمكن أن تحكم الا عن طريق الدكتاتورية.

 

ولهذا فاٍن الطائفة المندائية لا يمكن أن تحترب مع المؤسسة الحكومية الحالية ودستورها وذلك لصالح الجماهير المندائية التي هي بطبيعة الحال جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي.

 

ح. اٍحترام الدور الخاص المهم والأساس لرجال الدين سواء ضمن المجال الديني أو الدنيوي دون الانجرار أو الاندفاع لجعل قيادة الحركة المندائية قيادة دينية بحتة لما في ذلك من مخاطر معروفة للجميع بما في ذلك رجال الدين الأفاضل أنفسهم.

 

أما بالنسبة للخطاب الثاني والذي أسميته الخطاب الدخيل فيتميز بالآتي :

 

أ. يحمل فكراً اٍعتدائياً غريباً عن صفات المندائي المعروفة واٍستعداداً لسلوك جميع السبل غير الشريفة لشق الوحدة المندائية بما في ذلك اٍستخدام الأسماء المستعارة واٍرسال الرسائل البذيئة ورسائل التهديد والأساليب الرخيصة في التلصص على البريد الشخصي وهي لاشك أساليب المخابرات والأمن والتنظيمات الحزبية للنظام المقبور.

 ب.يبشر بفكر مفاده أن الوضع الراهن في العراق أسوء من الوضع السابق

 وعلى طريقة التباكي على الطائفة في حين أن المغزى هو التلميح بأن بقاء صدام والدكتاتورية كان أجدى وأفضل للطائفة وللعراق.

 ج.كون فرسانه بشكل عام خارج التنظيمات المندائية ولهذا مغزاه الكبير فهو رفض للانخراط في العمل الطوعي المندائي ويشبه تماماً رفض فلول البعث الاشتراك في العملية السياسية في العراق.

 د.يدفع الفكر الدخيل باٍتجاه التدين الطقسي على غرار التدين الأسلاموي البعيد عن روحية الدين المندائي وغنوصيته ومعرفيته الراقية ويحث الفكر الدخيل على الاٍحتفالات الدينية المبهرجة والنفخ الكاذب في رجال الدين لوضعهم في الواجهة أملاً في تشكيل فكر ديني متعصب يتناغم في عداءه لعراق اليوم مع باقي المتضررين من التغيير الذي حصل في العراق .

 ه.يدفع الفكر الدخيل باٍتجاه جر الحركة المندائية لمعاداة الدولة العراقية واٍستغلال الوضع المأساوي الذي تعيشه طائفتنا المسالمة في العراق حيث تتحرك مؤسساتنا المندائية على كافة الأصعدة لرفع صوتها عالياً للاٍحتجاج المنظم والمبرمج لدى الدولة العراقية وفي المحافل الدولية لوضع حد للاٍغتيالات التي تطال أبناء الطائفة اٍلا أن أصحاب الفكر الد خيل يحاولون جاهدين تحويل التحرك ككل لصالحهم عن طريق اٍفتعال أزمة مع الدولة العراقية ومؤسساتها الضعيفة .

 و.يضع أصحاب الفكر الدخيل على المندائية غطاءً ثقيلاً على مآسي الشعب العراقي خلال الفترة 1963-2003 ويحاولون جاهدين قطع الصلة بين الحاضر والماضي القريب في حين أن كل العقلاء يعرفون أن ما يحدث اليوم في العراق هو نتيجة منطقية وطبيعية لأربعين عاماً من كل أنواع العذابات التي ذاق أهوالها الشعب العراقي ونتيجة منطقية للتدمير المنظم المدروس للبنى التحتية للعراق وللتدمير الجذري المتشعب لنسيج الأمة العراقية على جميع المستويات.

 لقد أصاب الطائفة المندائية الشيئ الكثير من هذا التدمير والذي ساهم بشكل لا يقبل الشك في نمو فئة مندائية شابة جديدة فتحت عيونها على الرئيس القائد الضرورة وخطاباته العنترية وأفكاره الانقلابية الانتحارية ومورست على هذه الفئة أبشع أنواع غسيل الدماغ اليومي في المدرسة والشارع ومقر العمل وخلال الخدمة العسكرية الاجبارية ومع مرورعقود من الزمن تقبلت هذه الفئة واقعها المؤلم المريض وغازلت هذه الفئة السلطة الفاشية ومدت شباك العلاقات معها واٍنتمت لها أحياناً وصارت جزءً منها أحياناً أخرى على مستوى الحزب والأجهزة الأمنية أو تعاونت معها كاٍلتقاء للمصالح أو تقاسماً للمغانم وهي كثيرة آنذاك لذوي النفوس الضعيفة وبهذا غُرس نسيج جديد داخل الجسم المندائي سوف تمر سنين طوال قبل أن نبرأ من هذا الفكر المريض.

 اٍن مهمة اٍستئصال هذا الجسم الغريب عن تراث المندائيةالأبيض المسالم تحتاج الى صبر وهدوء وزمن وعدم مواجهة وصمت أحياناً أخرى فبالنتيجة هم أولادنا واْخواننا وهم مبتلون بما لا يدركون .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014