• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2013

وطنية آخر زمان

  همام عبد الغني
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 التصرف الأهوج الذي قام به منتظر الزيدي , والمحسوب على الصحافة العراقية , لايعدو ان يكون ممارسة صبيانية صدرت من شخص يريد الظهور , حتى لو كان هذا الظهور مشيناً . انني لا أتحدث عن وطنية الرجل فربما كان وطنياً صادقاً , الا ان عملهالشائن هذا أساء لكل عراقي شريف , وأساء للصحافة العراقية النظيفة ذات التاريخ المجيد , صحافة الجواهري وعدنان البراك وأبو سعيد وشمران الياسري وعزيز السيد جاسم ومعاذ عبد الرحيم وشهاب التميمي وكامل شياع وغيرهم من اعلام الكلمة الصادقة والأقلام النظيفة. وربما كان مدفوعاًمن احدى دول الجوار ذات الأجندات الخاصة , والتي لا يروق لها ان يخطو العراق خطوة واحدة الى الأمام , لأن ذلك سيعرقل خططها بتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة الأمريكية , وبنهجها للسيطرة على مقاليد الأمور في العراق من خلال أدواتها الخاصة في الداخل

 ان التصرف المشين الذي مارسه هذا الرجل هو زوبعة في فنجان وفقاعة صابون لا تعدو ان تنفجر لتجد جوقة اللطامين والنواحين في الفضائيات المشبوهة والصحافة المأجورة , ان قبضتها فارغة وان شبكتها لم تصطد سوى فردتي حذاء بائستين ملقاة في مستنقع

آسن.

ان ضجيج (القومجية) وتجار الكلام , وأيتام النظام الدموي المقبور لم يثر استغراب أحد , فهم يلطمون على (الهريسة وليس على الأمام).فبعد ان فقدوا (كوبونات) النفط وملايين صدام التي كانت تقتطع من قوت الشعب العراقي لتصب في جيوب القيادات القومية

والقطرية ووسائل الأعلام التي كانت تنعق ليل نهار تمجيداً لذاك النظام الدموي , أقول بعد أن فقدوا كل ذلك , فليس لهم إلا البكاء

على الأطلال والأحلام المريضة والأمنيات البائسة بعودة ذلك النظام المتوحش . فهم ايتام يلطمون ولي نعمتهم الذي رحل الى

مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه ان ما يدعو الى الخجل والرثاء معاً هو الموقف البائس لإتحاد الصحفيين العرب الذي شمر عن ساعديه الهزيلتين للدفاع عن العمل الأخرق ومن يقف وراءه ,دون اي احترام للمهنة الشريفة التي يمثلها . كما هو الموقف في التطبيل والتزميرللعصابات الأجرامية التي يسمونها (المقاومة) وهي التي اختطفت النساء وانتهكت الأعراض وقتلت الأطفال والشيوخ وابناء الشعب البسطاء ,وهم يكدحون للحصول على قوت يومهم . او في الدفاع عن مجرمي الحكم الفاشي المقبور . إن اي مواطن عراقي يتساءل : أين كان هؤلاء يوم كان نظام القتلة يزرع ارض العراق شمالاً وجنوباً , شرقاً وغرباً بالمقابر الجماعية وينشر الجوع والذل والمهانة في كل شبرمنه بل تعداه الى دول الوار , بل كانوا يطبلون ويزمرون لحامي البوابة الشرقية !! واين هم من هذه المطحنة التي تطحن شعبنا العراقي بكل اطيافه واقلياته الدينية والأثنية , منذ سقوط الدكتاتورية وحتى اليوم والتي ينفذها المجرمون من قوى الظلام والتخلف والعصابات الصدامية المهزومة . اين هم من هذه الهجمة الشرسة ضد الأقليات الدينية والأثنية , التي تستهدف تفريغ العراق من سكانه الأصليين وبناة حضاراته المتعاقبة ؟ واين هم ومواقفهم من تدخل دول الجوار بشؤون العراق الداخلية , وفتح حدودها لقوى الأرهاب والجريمة لتعيث في ارض العراق فساداً وتحرق الأخضر واليابس ان سياسة بوش الهوجاء وسلوكياته الطائشة ,الحقت الأذى بكل شعوب الأرض وفي مقدمتها شعبنا العراقي المدّمى والشعب الامريكي الذي يعيش أسوأ ايام حياته منذ الأزمة الرأسمالية في ثلاثينات القرن الماضي .وفي الوقت الذي يناضل شعبنا في العراق بكل قواه المخلصة لأسترجاع سيادته الوطنية , ومحاربة الفساد

المستشري في كل مفاصل الدولة ومن أجل بناء دولة القانون والمؤسسات, فان الشعب الأمريكي عاقب بوش وحزبه وتوجهاته 

اليمينية المتطرفة , بإلحاق هزيمة ساحقة بالحزب الجمهوري على مستوى رئاسة الدولة أو الكونكرس ومع كل هذه الأخطاء التي ارتكبتها ادارة بوش على جميع الأصعدةإلا أن بوش سيغادر حاملاً معه شعور الرضا ,بأنه اسقط أشرس نظامين دمويين في العالم , نظام طالبان والقاعدة السلفي في افغانستان , ونظام البعث الصدامي الفاشي في العراق

 وأخيراً , فأن القانون سيقول كلمته بحق (أبو قندرة). وان الموضوع بكامله لا يستحق هذه الضجة التي يطبل لها أعداء 

مسيرة العراق الديمقراطية

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014