• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2013

كمندائيين نعيش اليوم تحديات كبرى

  عبد الإله سباهي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

لاشك إننا كمندائيين نعيش اليوم تحديات كبرى .ولغرض مواجه تلك التحديات علينا فرزها ودراستها ومعرفة أسبابها وطريق الخلاص منها.

لا يتم كل ذلك بحديث أو مقالة وإنما بعمل جاد يعكس حرصكم جميعا بلا استثناء. فكل مندائي مخلص لمندائيتة وأهله بطريقة التي يعرفها ويجيدها . ليس بالضرورة أن نكون جميعنا متفقين على طريقة واحدة والمهم النية واحدة.

والحديث عن الهموم المندائية لم يبدأ اليوم وإنما تمتد جذورها إلى ماض بعيد .

الجديد في الأمر أنكم تدركون ما يحيط بكم وتناخيتم للذود عن المندائية .

التحديات التي تواجهنا اليوم منها ما هو خارج عنا ويتمثل بالحملة الشرسة في القضاء علينا جسديا . وقد تكالبت قوى ظلامية جاهلة لتنفيذ تلك الجريمة .

العشرات من الجمعيات لا بل المئات منها ومن والناس الشرفاء وعلى رأسهم جمعياتنا المندائية

في كل مكان تبذل ما تستطيع للدفاع عن المندائيين . لندعمهم ونشد على أيديهم على أي جهدا يبذل في هذه الوقفة المصيرية. سنذكرهم بالخير دائما وسيذكرهم أبناؤنا وبكل فخر وتقدير.

 

ليست هذه مقالة مدح أو تقييم ولكنني أود أن الفت نظركم بأن التحديات التي تواجه المندائية ليست جميعها من الخارج ولكن التحديات الداخلية قد تكون أخطر .

 

علينا دراسة ما استجد في ديننا . فلم تعد الظروف كما كانت ولم تعد العقول كما كانت تقبل كل شيء. لا وحتى الطبيعة ذاتها قد تغيرت.

 

الدين المندائي ككل الأديان تكون من رحم المجتمع وتأثر بعاداته وظروفه ونمى وتطور بتأثير تطور المجتمع الذي نعيش فيه . فنحن نتفاعل كدين حي مع مستجدات الحياة .

 

من يستذكر المندائية قبل خمسين عام لا أكثر ويقارنها بمندائية اليوم ماذا سيجد ؟

 

لقد تبدلت العديد من الطقوس والعادات والممارسات اليومية للمندائيين ولكن بشكل عفوي وعشوائي . أي كردود فعل تجاه تطور الحياة الجديدة.

 

أضرب لكم بعض الأمثال :

 

لم يكن هناك مندائي حليق الذقن والرأس. وكان قص الشعر من المحرمات التي لا يمكن التساهل معها ومن أساسيات الدين وقد عرف المندائيين بتلك اللحى ! أين هي اليوم ؟

 

كانت عيد الكرصة من أخطر الأيام وأكثرها تزمتا في المحرمات أين هي اليوم ؟

 

كانت الصباغة وحتى صباغة الأواني لا تنقطع يوما أين هي اليوم ؟

 

كانت المهور تتم تحت إشراف أكثر من مومن وبينهم كنزفرا . أين هي اليوم ؟

 

لحم ( أبو ذويل ) ما رأيكم في حلاله وحرامه ؟

 

هل أستمر في التعداد والغرض منه ليس عملية التعداد بل فقط لأعطيكم مثلا بأن الدين في تغير غير مدروس.

ترى لو كان لأهلنا استعداد وقدرة ثقافية لمناقشة ما سيجري لمندائيتهم الم يضعوا أسسا صحيحة لتطور الدين مع مقتضيات ما يتطلبه تطور الحياة ؟

الآن وأغلبكم مثقفين ومطلعين دينيا إن لم تكونوا كلكم. ماذا ينقصكم لتناقشوا أمور دينكم بشكل علمي بعيد عن المزايدات وعن المغالاة بالسلفية ودفن الرؤوس في الرمال .

 

سوف لن أعدد كل التحديات التي تواجه المندائية اليوم ولكن سأذكر بعضها . وأحثكم لتتفكروا بكل ما يواجه المندائية اليوم أو في غد وأبدأ أولا:

 

1- مسألة الصباغة في المياه الجارية :

 

بالحقيقة ما دفعني للبدء بهذه المسألة بالذات قبل غيرها . حادثة جرت أمامي الأسبوع الفائت وإليكم ما جرى :

 

كنت في مدينة مالمو بضيافة عائلة مندائية . وعند العشاء جلس الأب والأم وبنتهم ذات العشر سنين وابنهم ذو الأربعة عشر ربيعا والضيف الذي هو أنا طبعا حول المائدة .

 

قبل بدء تناول الطعام رأيت الصغار وأمهم ينطقون ب ( اشمت هيي واشمت مندا اد هيي ) وبعدها تناولوا الطعام الذي كان شهيا.

 

سألت الأم عن تلك الممارسة النادرة اليوم بين المندائيين ؟ أجابت ببساطة إنها تحاول غرس المندائية في قلوب صغارها . بارك الله فيها.

 

في اليوم التالي ذهبت معهم للقاء مع رئيس الطائفة شيخنا الجليل الكنزفرا الشيخ ستار.

 

كان اليافع يجلس بجانبي وعندما رأى الشيخ والكل وقوفا لتحيته والترحيب به هب واقفا أيضا .ظننته يقلدنا ولكنه كان غاضبا وممتعضا وأراد مغادرة المكان . سايرته وخرجت معه وهناك سألته عن سبب امتعاضه أجابني والقرف باد على وجهه الصبوح:

 

إن هذا الشيخ أجبرني على شرب الماء القذر عند صباغتي !

 

تصورا ما تبنيه الأم بمشقة وصبر بتحبيب المندائية وغرسها في عقول صغارها يذهب بلحظة نتيجة تصرف قد نراه نحن عادي ولكنه همجي وبدائي بالنسبة للجيل الجديد .

 

وما مصير المندائية إن لم تكن مكرسة للجيل الجديد؟.

 

من هو المحق ؟ شيخنا الجليل ؟ أم الشاب الصغير ؟ أجيبوني رجاء

 

أطرح أمامك تقرير مختصر لأشهر علماء ماء الشرب في السويد وفي العالم ربما وبالمناسبة هو مندائي وحلالي وليس ذلك غريبا فالمندائيون هم أولاد اليردنه . أتحدث عن الدكتور حسام صالح جبر .

 

واليكم رسالته المختصرة التي كتبها لي إجابة على سؤالي عن الماء مشكورا .

 

( في العصور القديمة كانت المياه السطحية والمياه الجوفية نقية وصالحة للشرب والسباحة والنشاطات الإنسانية المباشرة وغير المباشرة الأخرى. وكانت المصادر المائية على العموم قادرة على استيعاب الملوثات الطبيعية وتنقيتها ذاتيا. حيث أن مقدار التلوث لا يتجاوز إمكانية المصادر المائية على التنقية الذاتية.

 

مع مرور الزمن ونتيجة نشاط الإنسان والتقدم الحضاري وما رافقه من تطور الصناعة وخاصة الصناعات الكيماوية واستخدام المواد الكيماوية في الزراعة. وتطور وسائط النقل . وكذلك نتيجة الزيادة السكانية وتركيز السكان في المدن الكبيرة ، وما تطرحه من أنواع مختلفة من الملوثات الدقيقة والتي تؤثر بتراكيز قليلة ( ميكرونية ) على نوعية المياه . فقد ازداد بنطاق واسع استخدام المنظفات ومشتقات النفط والمواد الفينولية والمبيدات والأسمدة وكذلك الفلزات الثقيلة والمواد المشعة....الخ.وتم توريد عشرات الآلاف من المركبات الكيماوية التي صنعها البشر في المصادر المائية .

 

ونتيجة لكل ما تقدم فقدت مصادر المياه من نوعيتها وأصبحت التنقية الذاتية في أغلب الأحيان غير كافية. وتغيرت خواص الماء الفيزياوية كاللون والطعم والرائحة وتركيز المواد العالقة والكيماوية . كنقصان تركيز الأوكسجين المذاب

 

وزيادة تركيز المواد العضوية وغير العضوية والمواد السامة والبيولوجية مثل الطحالب والبكتيريا بما فيها البكتريا المرضية والفيروسات والطفيليات. وأصبح لاستهلاك المباشر للمياه غير ممكن حيث يؤدي إلى أضرا صحية ويسبب الأوبئة أحيانا.

 

إن مصطلح نوعية المياه الصالحة للشرب . كمفهوم عام يشمل الصفات الفيزياوية والكيماوية والبيولوجية للماء ، ويعتبر الماء صالح للشرب إذا توفر ما يلي :

 

خالي من الأحياء المهجرية المرضية

 

خالي من المواد السامة

 

تركيز المواد العضوية وغير العضوية تحت النسب المحددة

 

حرارة ولون وطعم ورائحة الماء وكذلك عكرة الماء تناسب المعايير المحددة لمياه الشرب.

 

ومن الواضح فإنه من الصعب توفر مثل هذه الشروط في المياه الطبيعية وبدون تصفية ملائمة. وكذلك من الصعب تقييم نوعية الماء بدون إجراء الفحوصات المختبرية الأساسية والتي ما تتم بشكل روتين في مشاريع وشبكات مياه الشرب .)

 

كما ترون فأن لم نمتنع من ذاتنا في استعمال المياه بالشكل العشوائي الذي نستعمله اليوم. قد نمنع عن ذلك بأوامر الدول التي نحن فيها. هذا إذا نكن حريصين على المندائيين في تجنيبهم تلك المياه الملوثة .

 

أدعوكم لمطالبة رجال الدين والمعنيين بالامتناع عن استعمال تلك المياه سواء للصباغة فيها أو الشرب منها للمندائيين ولهم شخصيا . فمن أجل المندائية عليهم أن يحافظوا على صحتهم أيضا.

 

أقترح استعمال المياه المعقمة في أحواض مخصصة للصباغة ومراعاة النظافة التامة. ويمكن أن تكون تلك الأحواض من أي مادة وبحجم مناسب يمكن وضعها في أماكن مغلقة ويتم تبديل ماءها بجعله جاريا.

 

وماء الشرب الذي في ( الممبوهة )يكون من الماء المسموح بشربه رسميا .

 

قد تكون هناك اقتراحات أخرى حتما . وحبذا لو تتم مناقشة كل الآراء قبل البت بأي تغيير في طقوسنا بشكل عفوي.

 

سأطرح مسألة أخرى في المرة التالية بعد أن نشبع هذا الموضوع نقاشا.

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014