• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2013

العلاقة بين المثقفين

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

مألوف ، وصار تقليديا، ذلك الأسلوب التنافسي الذي يحكم العلاقة السائدة في الأجواء الثقافية. وهو اسلوب مقبول لو بقي بالفعل ضمن حدود التنافس، ولم يتجاوزه الى اشكال تناحرية خطرة من المقولات التي تدين صاحبها في النهاية اكثر ما تدين الاخرين. مقولات، اقل ما توصف به، انها حصيلة خلل في التوازنات الذهنية وعدم موضوعية لدى المثقفين المعنيين.

الرابطة المندائية ، كانت احدى الواحات الثقافية التي عاشت مثل هذه الصراعات، ربما بسبب غزارة الوقت المهدور في حياة بعض من زملائنا، وهم في بلدان الاغتراب يقتلونه بالتلاسن الخفي والخبيث والذي تتردد اجوائه وروائحه الكريهة في المحافل المندائية هنا وهناك، يتهمون من يعمل بجد واخلاص بالتآمر والحفر من تحت الاقدام والالتفاف على الزعامات الوهمية ،مستمدين هذه السلوكية ، من التربية التآمرية التي خلقها النظام السابق في نفوس الناس. وهذا قد تفرغ عنه بالضرورة، بعض من التراجعات والانكسارات فرضت نفسها على طبيعة العمل الذي كنا نرتقبه ويرتقبه معنا العديد من الزملاء والاصدقاء ليرتقي الى مجالات فسيحة وواسعة تشمل نشاطات وابداعات ،والقيام بحملات تضامنية مع محنة المندائيين في داخل العراق الذين يتعرضون الى مخاطر الابادة الجماعية.

بقي بعض من مثقفينا متمرسا في موقعه الاول الذي تربى عليه زمن الديكتاتورية، صاحب الرأي الابوي الذي يجوز له ان يقول كل شيء، ولا يجوز لغيره ان يقول شيئا، وبقي هذا البعض يحاول تهديم الاسس التي شاركنا جميعا في بنائها من اجل اعادة هذا البناء على مقاسات واسس يرتأيها هو وتكون وفق مقاييسه الشخصية لتحقيق طموحات ونزوات ضيقة لاتعترف بالعمل الجماعي بقدر ما تشيد بشخصه وتحقيق طموحاته.

عدد من المثقفين المندائيين لايشذون عن القاعدة التآمرية ، التي اشرنا اليها، فهم على اي حال خريجوا الاساليب التربوية التي تربت عليها جحافل كثيرة، من مثقفين وغير مثقفين، ورغم التزام هذا البعض في بداية عملية التأسيس بالعمل والمواضبة، فان ممارسته تلك سرعان ما خفتت مساراتها وحرارتها الاولى ما ان تم انتخاب غيره لقيادة العمل ، حتى صرنا كأعضاء في الهيئة القيادية نتوسل من اجل حضور هذا البعض اجتماعاتنا الدورية المقررة !!

ثمة عمليات استقطاب كانت جارية بنهم شديد لاجل خلق تجمعات وتكتلات تبنى حسب توافق في الذهنية والتقاء في الاراء ازاء مواقف اغلبها لايحمل صفة الوضوح، ولم نعارض اي من هذه الاتجاهات ، بل كان اصرارنا على ضرورة التعامل باسس العمل الديمقراطي كمبدأ تربوي لايمكن تنحيته او اهماله او الغاؤه، الا ان المسلكية العشائرية الحزبية التي اتبعها هذا البعض والتي لاتمت الى الوعي الثقافي باي صلة، ظلت مصرة على التهديم. 

فماذا شكل هذا العمل من خطورة على بناء الرابطة الوليدة؟ باختصار انه زعزع الهيكيلية الثقافية برمتها، بل هو ايضا، زعزع الذهنية الابوية نفسها التي اراد فرض هيمنتها على الجميع وجعلها في النهاية عاجزة عن التقييم الموضوعي لانها تكون في الاصل عاجزة عن استيعاب الاعمال الجدية لغيرها ولاترى في المرآة الا نفسها.

لكننا الان وبعد هذه المراجعة التي اجريناها على انفسنا ورحلة العمل التي امتدت اشهرا طويلة، قادتنا لاتخاذ قرار شجاع، هو التواصل والاستمرار في العمل، لانجاح هذه التجربة الفريدة والمتميزة وامامنا جولة قادمة نحتكم بها الى التاريخ ليحاسب.

الغضب وحده لايصنع حلولا نطمح لتحقيقها جميعا، والسخط لاينتج حقوقا نريدها لابناء المندائية اينما كانوا، فعلى الرابطة وهي تستكمل بناء نفسها، تفعيل العمل الايجابي بالتوسع لتصبح حركة ثقافية حقوقية نضالية تستطيع جذب جميع المثقفين والفنانين المندائيين، وهي تلتزم باطار صارم من العمل الموضوعي الثقافي والاخلاقي المهني، لتساهم جنبا الى جنب اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر،والجمعيات والروابط المندائية الاخرى، برصد كل ما يتعلق بانتهاك حقوق الانسان المندائي، ورفض التهميش والاضطهاد التي تقوم بها قوى الظلام والسلفية.

الرابطة تناشد الجميع بأهمية توحيد الصف، والتعبير عن المطالب المنشودة التي جاءت بالميثاق الثقافي والنظام الداخلي. وتدعو جميع الزملاء اعضاء ومناصرين ومؤيدين للرابطة في الالتفاف حول هذه النافذة الثقافية العراقية لدعمها وتأييدها والوقوف الى جانبها لتجاوز كل العقبات التي يرسمها الاعداء امامها.

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014