• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2013

لن يصير شعب العراق شذر مذر

  عبد الإله سباهي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 بعد أن أطاح الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه بالنظام الملكي الموالي للإنكليز .

وراح يعمل لاستعادة حقوق الشعب العراقي في أرضه ونفطه وحرية قراره . 

جن جنون المستعمر بعد أن تهددت مصالحه في العراق وفي المنطقة فراح يتآمر على النظام الجمهوري الفتي ، وكالعادة راح يسخر عملائه في تلك المهمة القذرة .

وبما أن قليلي الذمة وخونة الشعب لم يكونوا عملة نادرة في عراقنا وفي كل وقت ، تبرعت مجموعة منهم في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم .

و بعد فشل تلك المؤامرة ألقى عبد الكريم خطابه الشهير مخاطبا جماهير الشعب الثائرة ومنه:

( أتعلمون لماذا اعتدوا علينا ؟ إنهم أرادوا أن يفرقوا الشعب شذر مذر ). 

وأي شذر مذر نعيشه اليوم .

لست هنا بصدد استعراض ما يلاقيه الشعب العراقي من التشتت اليوم ولا تعداد خونته الذين جندهم المحتل ، ولكن شدتني عبارة المرحوم عبد الكريم قاسم ( شذر مذر ) فرحت أنقب في كتب اللغة والتراث بحثا عنها .

وكما تدخل مدينة كبيرة جديدة لا تعرف عنها الكثير فتتيه في شوارعها 

فالضياع والمتاهة في كتب اللغة والتراث ربما أشق وأكثر ضياعا .

وعلى الرغم من عشقي للتسكع في البلدان والطرق التي لم تطأها قدمي من قبل .

إلا أنني لم أجازف في قراءة ذلك الكم الهائل من التراث من دون مرشد .

يقول ابن خلدون :( سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول فن الأدب وأركانه أربعة دواوين وهي : " كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب أدب الكاتب لابن قتيبة وكتاب الكامل للمبرد وكتاب النوادر لأبي علي القالي وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها ).

تركت التبع والفروع رغم حلاوة العديد منها ورحت أبحث في تلك الأركان وكان جلها يشعرك بضآلة معلوماتك إلى حد اليأس من معرفتك اللغة العربية.

وجدت في كتاب النوادر للقالي ما هو اعم وأشمل من الشذر مذر فرأيت أن أشرككم في محنتي وأليكم ما يقوله العرب في الكلمات التي تتعاقب فيها الحروف.

كلمات تتعاقب فيها تعاقب الصاد والضاد :

يقال عاد إلى " ضئضئة وصئصئة " أي عاد إلى أصله.

ينوض وينوص و مناص ومناض واحد

انقاض وإنقاص والمنقاض هو المنقعر والمنقاص المنشق طولا

تصافوا وتضافوا أي وقفوا على الماء

صلاصل الماء وضلاضله أي بقاياه

مضمض لسانه ومصمصه

قبضت قبضة وقبصت قبصة والقبصة أقل من القبضة والقبص بأطراف الأصابع والقبض بالكف كلها

تضوّك وتصوّك

صاف وضاف إذا عدل السهم عن الهدف

تضيّفت الشمس وتصيّفت إذا مالت ودنت من الغروب

جاص وجاض إذا عدل

 

تعاقب الفاء والثاء

الدفينة والدثينة 

اغتفتّ واغتثتّ "الغفةّ والغثةّ "وهو ما تصيبه الخيل من الربيع. 

فلغ ولثغ إذا شدخ رأسه

جدف وجدث تقال للقبر

الدفئي والدثئي مثاله الدفعّي من المطر

الحثالة والحفالة وهو الرديء من الشيء

الفناء والثناء فناء الدار

ثوهد وفوهد وهو الناعم

الأرففة والأرثة للحد بين الأرضين

الأثافي والأثاثي

توفر وتوثر وهو التحمد

المغافير والمغاثير سيء ينضجه الرمث والعشر كالعسل

نتمغفر ونتمغثر ناخذ المغفور

الثوم والفوم

عافور وعاثور الشر

الفم والثم

النكاف والنكاث

يداف ويدلث إذا مشى مشيا ضعيفا

اللفام واللثام

فروة وثروة كثرة المال

انفجر الجرح وأنثجر

طافّ وطلثّ أذا زاد على

 

وتظل المرادفات تتوالى حتى ( طالت وطاثت ) على قدرة المتابعة لتبرهن على أن ( عربيتنا ) أكبر من أن يلمّ بها . 

ورفق بحالكم وبحالي تركت ( الشذر مذر ) عسى أن يجنب الله هذا الشعب من شرّ الكونغرسات وشرّ " ال ستانات " ويحفظ وحدتنا ووحدة بلدنا .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014