• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2013

.. قصتنا .. والديمقراطيه

  زكي فرحان
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

مرت على طائفتنا المندائيه في العراق ايام عصيبه ولا تزال ، فقد تعرضت انا شخصيا وتعرض الكثير من اخوتي المندائبين من امثالي خلال السنين الماضيه وخاصة الشباب منهم ، وكان قدرهم الموت الزؤام جراء الحروب المدمره التي راح ضحيتها نسبة كبيره منهم مع الاسف الشديد ، حروب ليس للطائفه فيها لا ناقه ولا جمل ، اما الاخرين فقد ضاعوا في غياهب السجون والمعتقلات ، وتعرضوا لممارسات القهر و التعذيب والمنافي ثمنا لأخلاصهم وحبهم لوطنهم وافكارهم الديمقراطيه ونزعتهم الانسانية ، وقد قتل من قتل بعد ان اعطت الطائفة ضحايا كبيره و نزفت دماء مندائية طاهره عزيزه وغاليه وفقدت خيرة ابنائها البرره ، واما من نجا منهم كما هي حالتي انا واولادي !! كان علينا ان نترك بيوتنا واموالنا وان نركب مخاطر البحار ونتشظى على حدود بلدان الانتظار تمهيدا للرحيل الى المجهول طلبا للنجاة ، وقد لحقنا الجوع والعطش وذقنا مرارة العوز والتعب والارهاق وذرفنا الدمع ولوعة التأسي والالم يحز في قلوبنا دون ذنب ارتكبته وابناء طائفتي الابيه ...!! كل ذلك بغية الحفاظ على حياتنا وحياة ابنائنا واحفادنا وبالتالي على ديمومة الطائفة وشعبنا المندائي الصابر والبقاء على هويتنا ومندائيتنا التي ننتمي اليها .

 كنا نحلم ونتمنى ان نعيش حياتنا كحق مشروع ، ان نجد لنا مستقرا ثابتا ، او بلدا آمنا يقبل لجؤنا ، يأوينا ، يجمعنا ، يلمنا ، نلوذ تحت سقفه ، يحمينا ، ياخذ بايدينا وبايدي ابنائنا ، يعوضنا عما فاتنا من رعايه وإطمئنان والشعور بالسلام والاحترام كمواطنين مكرمين لنا كما لغيرنا من حقوق وما علينا واجبات يحددها القانون .

 وفي نهاية المطاف وبعد عناء طويل ومعاناة وصلنا ارض استراليا هذا البلد الجميل المضياف ، وقد وجدنا ابواب الحرية مشرعة مفتوحه ، والديمقراطيه التي كنا نسمع عنها حقيقة واقعة ومصانه قانونا ، فالكل افراد كانوا ام تجمعات محترمين مكرمين يتمتعون بكامل حرياتهم ومتساوين بالحقوق والواجبات لا فرق بين انسان وانسان ، والعدل هو الشعار الفيصل بين ما هو خير وما هو شر ، والقانون فوق الجميع . إلا اننا مع الاسف الشديد يظهر قد اضعنا الصواب او أخطانا التفسير كيف نعيش او نتعايش ونتعامل وفق معطيات الحياة الجديده ..! والسؤال المطروح هل العيب فينا نحن ؟ وهل تعوزنا البصيره ؟ لآدراك ما نحن عليه الان وما مطلوب منا ؟؟ وكيف لنا ان نهتدي الى المسار الآمن الذي يصلنا الى محراب الديمقراطيه الصحيحه لننعم ونستنشق نسيم الحرية ونمارس حقوقنا الانسانية كاملة ؟ وهي الكفيله لآن نضمد بها جراحاتنا ونلملم شملنا المتشظي والمشتت شرقا وغربا لكي ننطلق من جديد لنعيد البناء المندائي وفق ظروف المرحله مع الاخذ المستجدات وطبيعة المجتمع والقوانين بنظر الاعتبار ؟

 صحيح ان المندائيين اصابهم اليأس والقنوط جراء ما تعرضوا له من خسارات جسيمه وعذابات مريرة من قتول واغتصابات وقهر وظلم واهانات للكرامه الانسانيه وغيرها من امور سلبية ، اثرت بشكل عميق بحالاتهم النفسية ، ولكن بعد الاستقرار بهذا البلد الرائع يفترض ان تهدأ الانفس وان تسود بينهم روح المحبه والتضامن ، وتعود الامور الى نصابها الصحيح للتعويض عما فاتهم ، الا انه مع الاسف الشديد يظهر ان الحاله بدت متازمه بينهم ، والوضع لا يحسد عليه من جراء الانقسامات غير المبرره ، والتشنجات المفتعله ، والاحتقانات الشخصيه البحته التي جميعها تضر ضررا جسيما بمصلحة المندائيين كافة . وكما هو معروف ان الفرقه ضعف ، والجمع قوه وبناء واعتبار ونجاحات واثبات وجود على النطاقين الرسمي والشعبي . واذا كان لدى رجال الدين الافاضل والمخلصين من المندائيين نوايا طيبه وطموحات حقيقيه لخدمة الطائفة ومستقبلها واخص المثقفين منهم على وجه التحديد ، ان يكون رائدهم جميعا لم الشمل ، واعادة وشائج الاخوه ، والتلاحم ، والتراحم ، وصلات القربى والدم المندائي النقي الطاهر ، والتكاتف والتآزر ، ونبذ الخلافات الشخصيه ، والابتعاد عن روح التسلط ، وحب القياده والتحكم ، حيث من الخطأ الفادح الاعتقاد بان فرد ما هو وحده من يمتلك الحقيقه ..! او هو الاعظم والافهم ..!! انه هو الغرور بعينه ، وحالة من حالات التكابر وحب الذات ، وهي ليست من صفات المندائي الحق ؟ . وباعتقادي المتواضع ان الاحسن فينا هو من مد يد العون لأهله من المندائيين المعوزين دون منًة او تفاخر ، وكذلك من اعطى بيد بيضاء بلا متاجرة باسمهم ، وجعل من معاناتهم قضيه لحساب مصلحته الذاتيه .... وخير الناس من نفع الناس ..

 وعليه فأن حكابتنا والديمقراطيه بشكلها المبسط ، ولكي نوظفها لصالح طائفتنا علينا ، ان نقبل الحوار ونستمع للرأي والرأي المقابل واحترامه ، والانصياع لأراء الاكثريه ، وتوجيه الانتقادات البناءه التي هي حالة صحيه للوصول الى الاحسن ، حيث ان الانتقاد موجه للافكار وليس ابدا للاشخاص وذواتهم المحترمه .. وحرية الكلام ، والتعبير ، وحق الاختيار ، فالديمقراطيه مفهوم حضاري مطلوب تطبيقها ، الا ان حسن استعمالها مطلوب ايضا ، فمثلا طرح وجهات النظر بشفافيه قد تعمق الفهم وتغنيه ، كما ان معالجات السلبيات بروح عاليه من المسئوليه ، ووضع لها الحلول والبدائل ستؤدي حتما الى نتائج رائعه ومثمره . ولنعلم كلنا ان الفرقه والتجزئه والتنابز ، لا تحقق الوحده المندائيه في العمل والاراده المطلوبتين لحالة الطائفه في الوقت الحاضر ...! وقبل ان اختتم كلماتي هذه ارجو من القارئ الكريم قبول اعتذاري لهذا الاطناب ولكني من منطلق الاخلاص والشعور بالمسؤوليه الادبيه كفرد مندائي اود التوكيد على ما يلي :-- * ارى ان الكل مسوؤل عما وصلت اليه حال الطائفه سواء هنا في استراليا ام في بلدان الانتظار وبالعراق ايضا ، والكل عيونهم متجهة صوبكم هنا في استراليا ، لما تحتويه الطائفة من نوع وكم من خيرة ابنائها المثقفين ، وبانتظار جهودكم الخيره لأنقاذ ما يمكن انقاذه ، وعليه نحن بحاجه الى التلاحم المصيري لبقائنا كشعب ذي خصائص مميزة ، وعدم التفريط بقدراتنا الذاتيه المتاحه وهدر الوقت بدلا من استغلاله لصالح الطائفه . * ضرورة استثمار روح الجماعه واخلاصهم للعمل ، وتوظيف الحس الروحي لأبناء الطائفه الجليله الذي يتحلى به كل فرد مندائي رجلا او امرأة ، وهو الموروث الاخلاقي الرائع ، والقيم الفاضله والممارسات الخلاقه ، للأنطلاق نحو البناء الجديد لطائفتنا وهي مهيئة للأخذ بيدها باتجاه الافضل . * لنجعل من حالة الانفتاح والديمقراطيه انطلاقه تحرريه ، لمعرفة قدراتنا الذاتيه وتوحيد طاقاتنا لتجاوز التحديات الكبيره التي تواجه الطائفه وديموميتها ، بعيدا عن المهاترات والتشهير ، وبث الدعايات المفبركه ، والتشكيك ، والتسقيط ، والتحامل بسبب او بدون سبب ، ادراكا منا ومنكم وعن وعي تام للاخطار الجسيمه التي تحيط بالطائفه ، وبكل ما يحدث لأبناء الطائفه عمليا ومن خلال مجرى الحياة اليوميه . * التنظيم والنظام وحرية الفرد بالانتماء ، حق ديمقراطي مشروع قانونا في هذه البلاد ، وهي حاله حضاريه لا غبار عليها ، الا ان وحدة الاهداف المتمثله باهداف الطائفة العليا ، وان التنسيق بالعمل والممارسات وتوحيد الغايات بين اطراف التنظيمات امر مطلوب وضروري ، لأنه يعكس روح الطائفة ووحدتها ، وقوة تماسكها ، من شأنه اعطاء الانطباع لمسئولي الدوله الرسمين ، والكيانات والطوائف الاخرى ثقل الطائفه ، وبالتالي ويفرض احترام الغير لها ولأفرادها عموما . وختاما اقدم لكم جميعا تحياتي القلبيه مع فائق التقدير الاحترام والحي مزكى

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014