• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2013

أحداث ورجال -الجزء الاول

  عبد الإله سباهي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

في تأريخنا المندائي المعاصر، مرتّ أحداث كثيرة غيرت نواحي عديدة من حياتنا . ولكون الوثائق التي تخص هذه الفترة بعيدة عن متناول يدي ، والعديد ممن عايش تلك الفترة توفاه الله سأكتفي بكتابة الأحداث التي عايشتها شخصيا وذكرياتي عن بعض الرجال ممن عملت معهم في تلك الفترة وعن نعيم بدوي بالذات . 

عند الكتابة عن تأريخنا المندائي المعاصر أرى من الأفضل تقسيمه إلى حقب و مراحل . 

الحقبة الأولى :

مرتّ الحقبة عندما كان المندائيون يعيشون في مدن وقرى الجنوب ، مثل الناصرية والعمارة وقلعة صالح والبصرة والقرنة و الحلفاية والمجر وغيرها .

كانت الطائفة في تلك الحقبة تعيش ببساطة وبعيدة عن الأضواء متعايشة مع محيطها. وشهدت تلك الفترة مجموعة كبيرة من الشيوخ منهم :

أولاد الشيخ سام الشيخ شبوط وهم ( الشيخ عبد الله والشيخ رومي والشيخ فرج ) وأولاد الشيخ زهرون الشيخ عبد الله وهم ( الشيخ آدم والشيخ يحيى والشيخ نجم وابنه الشيخ عبد الله ) وأولاد الشيخ داموك وهم (الشيخ محيي والشيخ عيدان والشيخ جودة وأولادهم الشيخ زهرون والشيخ عبد ) والشيخ دخيل الشيخ عيدان والشيخ جثير الشيخ منتوب وابنه الشيخ خلف والشيخ كميت الشيخ منتوب والشيخ غريب الشيخ مصبوب والشيخ ضيدان ابن الشيخ مطلب والشيخ خزعل ابن الشيخ باهر والشيخ سالم و الشيخ نادر ابن الشيخ صحن وغيرهم العديد ممن لا تحضرني أسماءهم وكان هؤلاء الشيوخ يحظون بتقدير واحترام كبير من قبل أبناء الطائفة .

اتسمت تلك الفترة بالتكتم على أسرار الدين وعدم نشر الفكر المندائي بين أبناء الطائفة واقتصرت على التمسك بحرفية الطقوس وتجنب الظهور في المجتمع وكانت تمثل بدايات ظهور المندائيين في المجتمع العراقي بشكل فاعل ، حيث أصبح العديد من أبناءهم معلمين وأطباء وغيرها من المهن المهمة في المجتمع . وبذلك زادت هجرة العديد من المندائيين إلى بغداد . 

يمكن اعتبار تلك المرحلة انتهت بموت الكنزفره الشيخ عبد الله الشيخ سام . في بغداد في شباط عام 1981 .

الحقبة الثانية من حياة المندائيين كانت أكثر حركة ونشاط وتتمثل في تطلع أبناءها إلى الظهور في المجتمع ولعب دور فيه بعد أن تحسنت ظروف معيشتهم وتبدل الوضع السياسي في البلد .

فأسسوا مجلسا للطائفة ونادي ثقافي ترفيهي ( نادي التعارف ) وبنوا مندي حديث . وقامت محاولات منظمة لنشر الفكر المندائي تجسدت في ترجمة بعض الكتب الدينية وخاصة كتاب ( كنزا ربا ) وترجمة العديد مما كتب عن المندائية في الغرب مثل كتاب( الليدي دراور – الصابئة المندائيون -) ووضع كتاب لتدريس اللغة المندائية وفتح مدارس بسيطة لتعليمها لأبنائهم . وتأسيس مجلس روحاني مجاز من قبل الدولة وغيرها من النشاطات الكثيرة المهمة . 

كما لم تخلو تلك الفترة من أمور أخرى كان لها نتائج سلبية على المندائية منها الظهور الكبير في المجتمع قبل أن نتحصن لذلك فكريا وكذلك التزلف للسلطة أو تقرب بعض رجال الدين وبعض المثقفين والأدباء منها مما ترك انطباع وكأننا طائفة موالية للسلطة .

وقد ساهمت الحرب العراقية الإيرانية كذلك في دفع العديد من الشباب المندائيين للإنخراط في السلك الكهنوتي تخلصا من الالتحاق بجبهات القتال . فقد تم طراسة ما يزيد على 20 رجل دين خلال فترة زمنية قصيرة مما أثر على نوعية رجل الدين المندائي فقلت هيبته .

هناك العديد ممن أسهم في بناء تلك الفترة. وأعتذر من الأخوة الذين سوف لم أذكر أسماءهم وأكتفي هنا في الكتابة عن رجل واحد بسيط متواضع جدا لا يحب الألقاب والفخفخة لكنه كان من أكثر المندائيين علما ومعرفة ولم يكن له صنوا فيها .

عاش حياته ببساطة بعيدا عن الماديات ولم يشغل نفسه بأمور الدنيا التي تهافت عليها الكثيرون . كان يهمه غذاء الروح من الشعر والأدب والفلسفة قبل كل شيء . عانى الكثير من قمع السلطة وقضى سنين عدة في سجون العراق المختلفة بسبب أفكاره النيرة ومواقفه المبدئية .

كان نعيم بدوي من أهم الرجال الذين أثروا على المندائية في تلك المرحلة فأسهم في تأسيس أهم ملامح المندائية الحديثة . سواء في تأسيس نادي التعارف أو في بناء المندي أو في تشكيل المجلس الروحاني ووضع اسسه أو في نشر الفكر المندائي.

سوف أتحدث عنه فقط ضمن الفترة التي كنت على علاقة عمل وثيقة معه وبحكم صداقتي الشخصية به على الرغم من فارق العمر بيننا فهو يكبرني ( 26 سنة). 

هذه ليست المرة الأولى التي أحاول الكتابة فيها عن نعيم بدوي ولكن في كل مرة كنت أجد أن ما أكتبه لا يغطي إلا جزء يسيرا من حجم هذا الرجل فالكتابة عنه ترتقي إلى البحث الأكاديمي .

أجمل أيام العمر هي التي نعيشها بسعادة. 

وأسعد أوقات عمري هي التي قضيتها برفقته. 

قد تستغربون كوني أذكر نعيم بدوي هنا من دون ألقاب. ولا غرابة ، فأني أرى الرجل أكبر من الألقاب. و كل الألقاب الرنانة صغيرة عليه

 

ملئ السنابل تنحني والفارغات رؤوسهن شوامخ

 

ولا أقول المرحوم أيضا. فإنني أشعر به لا يزال معنا ولم يغادرنا بعد .

لا أعرف إن كانت تلك المقدمة تصلح للبدء في سرد ذكرياتي عن( نعيم بدوي ) ؟.

في العادة تسرد القصص من بداية الأحداث حتى تستوفي الفكرة وتصل إلى النهاية . أو يبدأ السرد من النهاية حيث تستذكر أحداث تلك القصة حتى تستوفي أحداثها.

حاولت أن أسرد ذكرياتي مع نعيم بدوي بهذه الطريقة أو تلك ولكن دون جدوى. 

لذا سابدأ هذه المرة من وسط الأحداث.

لمن لم يسمع بمدينة ( شثاثة) الجميلة والمتفردة من بين مدن العراق أقول : تقع عين التمر وهو الاسم الثاني لشثاثة على تخوم الصحراء العراقية السعودية . 

واحة من النخيل النادر تسقيها عيون من الماء الزلال سميت بأسماء مختلفة مثل العين الحمراء والعين البيضاء وغيرها ، وهي تسميات جاءت من أشنات ملونة بألوان تنمو في قاع سواقي تلك العيون لتعطيها لونها الذي سميت به . 

وثمر نخيل شثاثة من أحسن أنواع التمور النادرة جدا ، فهل سمعتم بتمر ( عوينة أيوب ؟ أو أم بلاليز ؟ ) ولكنكم ربما تذوقتم يوما من تمر ( الأزرق) بضع حبات. 

ومهما تحدثت لكم عن تلك التمور ومذاقها فلن تعرفوا طعمها قبل أن تتذوقوها .

وهكذا لن تتصورا كم هي جميلة تلك الأيام القليلة التي عشتها بالقرب من نعيم بدوي في مدينة شثاثة .

وكذلك لن أفي حق تلك السهرات الرائعة التي كان الشعر وأحاديث الأدب والتراث خمرتها وموسيقاها وخاصة في أمسيات صيف (البيجية في وسط بغداد حيث كنت أسكن ) . في حديقة دارنا البعيدة عن آذان السلطة والتي كان يعطرها شذى زهور ملكة الليل ( الشبو الليلي) ، تعكره أحيانا رائحة التبغ المحروق بإلحاح في غليون أبي رياض. 

سهرات كانت كلها متعة للروح وخاصة عندما كان يحضرها شاعرنا المبدع ( تلميذ أبي رياض وصديقه ) عبد الرزاق عبد الواحد (أبو خالد) . فبعد أن تسفح نصف قنينة من الكونياك الفرنسي . يخرج أبو خالد من تحفظه فيتحفنا بقصائده الغزلية ينقلب عندها كابوس الحياة إلى حلم ناعم وتنقضي سهراتنا بين قصائد الغزل والقصائد التي تتغنى بحب الفرات وحب العراق وحب شعبه. (أظن أن تلك القصائد لا تزال حبيسة بين مسودات العديد من روائعه!) وهكذا كنا نحاول أن ننسى هموم السلطة و قمعها وحروبها وكأننا نسرق لحظات من السعادة والمحرمة على العراقيين في تلك الأماسي .

بنت مديرية المصايف والسياحة في شثاثة عدة بيوت سياحية على غرار بيوت الحبانية . كما بنت فندقا سياحيا هناك. وأحاطت تلك البيوت والفندق بمجموعة من الحدائق المعتنى بها ! .

وصلنا إلى المدينة عصر يوم صيفي شديد الحرارة . لم نشعر به إلا بعد أن أركنت السيارة المبردة أمام الفندق السياحي ونزلنا منها .

كانت جميع بيوت هذا المجمع السياحي محجوزة في ذلك اليوم وكذلك غرف الفندق جميعها على غير العادة ! .

كانت تلك خيبة أمل . رحنا نعزي النفس بشرب زجاجتين مبردتين جدا من بيرة فريدة المميزة الطعم ( بالمناسبة اكتشفت مؤخرا إن بيرة فريدة مصنعة برخصة من شركة بيرة كالسبيرغ الدنمركية ) .

بقينا جالسين في مطعم الفندق نحتسي البيرة وننتظر الفرج ونظنه سيأتي مع عودة مجموعة العاملين في تصوير فلم عن الحرب العراقية الإيرانية في هضاب تلك الناحية.وهم الذين حجزوا الفندق والدور السياحية كلها كما قالوا لنا في الاستعلامات.

وقبل أن تغرب الشمس عاد من سكن الفندق منهم ومن غريب الصدف الطيبة كان مخرج الفلم ( هادي.......... قاتل الله السنين نسيت لقبه وأظنه الراوي.) أحد خريجي الاتحاد السوفيتي وكان صديقا لي لم نلتقي منذ أن كنا هناك في الستينيات.

دعوت صديقنا إلى مائدتنا ومعه بعض الفنيين من فريقه . فراحوا يحدثونا عن الفلم الذي يصورونه بحماس.وعن زميلهم الممثل الذي أصابت مؤخرته في ذلك اليوم شظية من قنبلة يدوية صنعت يدويا من الخشب .

رأيت الفرحة في عيون أبي رياض عندما دار الحديث عن الفن والأدب . هذا شيء طبيعي فهذا هو ملعبه. استلم الحديث وراح يتحف الجالسين بأحاديث أدبية وتراثية شيقة عن عراق الماضي البعيد وحتى عراق اليوم . كنت أراقب الجالسين وهم ينصتون لحديثه فاغري الأفواه وهو يستشهد ببيت شعر من هنا ونادرة من هناك وهكذا امتدت بنا الساعات . وفي نهاية الجلسة تخلى لنا مخرج الفلم عن غرفته الخاصة لنقضي فيها أسبوعا رائعا رجعنا بعده إلى بغداد بمسودات كاملة تقريبا لكتاب تعلم اللغة المندائية وفسيلتان من نخل شثاثه .

لم تكن تلك السفرة هي البداية فلقائي بنعيم بدوي كان قبلها بكثير في فترة ميزتها أحداث مهمة في تأريخ المندائية الحديث .

ولكي يكون سردي لتلك الفترة واضحا أجدني مضطرا للحديث عن أيام سبقت ذروة الأحداث :

بعد عودتي من الإتحاد السوفيتي عام 1968 وبعد أن حصلت على شهادة الهندسة المدنية هناك ، لم يكن أمامي في عراق تلك الأيام إلا الانخراط في العمل مع الشركات والمقاولين. فلم تكن الوظيفة سهلة المنال في حينها. وأذكر أن شركة النفط أرادت تعيين خمسة مهندسين فكان ثلاثمائة مهندس مدني يتنافسون على تلك الوظيفة ولم أجد فرصتي هناك طبعا .

كانت أكثر مشاريع البناء في الغالب تقام خارج بغداد. وفي بناء سايلو الرز في الصويرة القريبة من بغداد كانت فرصتي الأولى في العمل كمهندس في شركة بناء يملكها أحد المقاولين . كنت أنا المهندس الوحيد الذي يعمل في تلك الشركة وكان المهندس المشرف على ذلك المشروع من قبل الدولة هو مهندس مندائي أيضا . إنه الصديق الذي أفتقده ولم ألتقي به منذ تلك الأيام ( مأمون عبد الزهرة ناصر !).

أخذتني دوامة العمل من مشروع لآخر حتى كونت شركة مقاولات خاصة بي ورحت أمارس أعمالي من خلالها. وهكذا مرت السنين مكتظة فلم تتوفر لي فرصة التفرغ للقاء أهلنا المندائيين وكم أسفت على ذلك لاحقا .

ذات يوم وأنا جالس في مكتبي في الكرادة الشرقية،زارني اثنان من أهلنا المندائيين وكانا عزيزين على قلبي وهم المرحوم عايش جبر ( أبو غسان) والمرحوم كريم الشيخ يحيى (أبو يحيى) . 

كان لقدومهم إلى مكتبي مفاجأة ففي البداية توجست خيفة ترى هل جرى مكروه لواحد من أهلنا ؟ ولكن لفافة من الخرائط في يد أبو يحيى طمأنتني وفسرت تلك الزيارة النادرة .

قصدني هذان الجليلان بطلب المساعدة في حساب كلفة بناء مندي للطائفة . كانت خرائط المشروع قد رسمت كيفما اتفق من قبل مقاول بناء (خلفة) حاولت الطائفة الاتفاق معه لبناء المندي .

بعد مراسيم الضيافة وعبارات الشوق والسؤال عن البيت والعمل وغيرها، أركنت جانبا وثائق المناقصة التي في يدي ودخلنا في صلب موضوع الزيارة.

لم تكن تصاميم المندي والتي وضعت بخريطة واحدة قد رسمت بشكل فني ، حيث كانت تبدو وكأنها رسومات لحقل دواجن.

ناقشت ذلك معهم وأبديت لهم رأيي بأن المندي الجديد سيتم بناءه في وسط بغداد وفي منطقة راقية وحفاظا عليه مستقبلا من الهدم ، علينا أن نبنيه بشكل معماري مميز كي نضمن المحافظة عليه من الإزالة لجمال منظره على الأقل لا كما حدث مع مندي الدورة ، وليكون ملبيا لطموحات شبابنا الصاعد .

اقترحت عليهم أن يعلنوا مسابقة معمارية لتصميم المندي يشترك فيها المهندسون المندائيون وهم كثر.

تقبلا وجهة نظري وذهبا ليدرسا الفكرة مع الآخرين. وبالفعل قبل اقتراحي من قبل القائمين على ذلك.

كتبوا رسائل للمهندسين المندائيين تدعوهم للمساهمة بالاشتراك في تلك المسابقة وبالفعل ساهم عدد منهم فيها وكانت النتيجة تصميم معماري جميل لم تشهد مثله بغداد قام بوضعه مهندس معماري أوربي الجنسية كان صديق لشيخنا الدكتور عصام الزهيري.

بعد أن أقرت اللجنة التي شكلت لهذا الغرض "من بين ذوي الشأن"، الصورة الجديدة للمندي. وضعت أنا لها خرائط تفصيلية ومواصفات وجداول للكميات وشروطا للعمل وتمت إحالة مناقصة إنشاء المندي على مقاول وفق الشروط التي كانت مرفقة بالعقد وباشر المقاول الجديد بالعمل .وكلفت من قبل لجنة المندي بالأشراف على البناء فنيا .

كان المندائيون قد حصلوا على قطعة أرض في أيام حكم عارف وكانت أكبر من تلك المقام عليها مندي الطائفة اليوم في محلة القادسية في بغداد بعشر مرات وفي المنطقة ذاتها (الخرّ) ولكن سلطة البعث أخذتها منهم وأعطتهم 800 متر مربع بدلا عنها وبشكل(مكرمة !). وكانت بجانب المندي أرض مساحتها 200 مربع مخصصة من قبل وزارة الأوقاف لتكون سكنا ملحقا بالمندي لرئيس الطائفة المندائية !.

لقد طالت تلك المقدمة ( التي لابد منها) وتشعب الحديث ولكنني مجبر على تلك الإطالة ولم أبدأ بعد بقصة لقائي بنعيم بدوي أول مرة. فالحديث عنه دون الخوض في أحداث الطائفة لا يتم وفي تلك الفترة بالذات اشتركت في أحداثها وكان اللقاء .

كان أبو رياض من الكبار الذين أثرّوا في حياة المندائيين كما قلت في البداية . ولابد من سرد مفصل ليتم تتابع الأحداث :

يتبع الجزء الثاني

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014