• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 18 نيسان/أبريل 2013

قراءة في استقالة البابا‏

  توما زكي زهرون
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 وانا اتصفح جريدة المشرق لفت انتباهي مقالا كان تحت عنوان( قراءة اولية في استقالة بابا الفاتيكان) ، اذ في تلك الأستقالة والكلام لصاحب المقال، خرج البابا بندتكس السادس عن التقاليد الدينية للبابوية الكاثولكية التي يبلغ تعداد اتباعها قرابة ثلث سكان العالم ، لأن كل البابوات الذين تعاقبوا على هذا المنصب الشكلي و الروحاني الرفيع لا يغادرون الكرسي الرسولي الا وهم على فراش الموت .ان لهذه الأستقالة دلالة رمزية ومعاني كثيرة وهي تعني والكلام لصاحب المقال ايضا بان التغيير قادم لا محالة وهو الذي طال كل مناحي الحياة ولن تكون التقاليد والطقوس الدينية بمنأى او بمعزل عنه ، لقد اقدم البابا على هذا الفعل الجريء لأنه وجد ان الكرسي الرسولي بسلطته الروحانية الكبيرة لا يستطيع ان يقدم للأنسانية شيئا لذا فضل ان ينزوي ويصبح  انسانا عاديا لا يتحمل وزر المأسي والكوراث التي حلت بالعالم وجاء بها النظام الرأسمالي المتوحش 

 نحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة ، لذا لم تعد المسلمات والقوالب الجاهزة المعلبة التي مضى عليها مئات السنيين قادرة على استيعاب وحل مشاكلنا العصرية ومنها الدينية ، اذن لا مجال لتأبيد التقاليد الدينية ونحن على ابواب عصر النانوتكنولوجي المذهل ، لقد ربطت وانا اقرأ في الأسباب التي دعت البابا الى خلع لباس البابوية الذهبي الذي يعد من وجهة نظر الكنيسة الكاثولكية خروجا عن التقاليد الدينية، بالطريقة نفسها التي انسحب فيها الترميذا علاء كاظم النشمي وقدم استقالته بصمت وهدوء من السلك الديني وبرسالة لا يتجاوز عدد كلماتها اصابع اليد الواحدة ، والتي مرت علينا جميعا مرور الكرام بدون ان نعطي لأنفسنا الوقت الكافي لكي نتمعن ونتفحص في اسبابها ومبررتها الموضوعية والذاتية لكي نحدد ونقرر بعدها اين اصبحت اقدمنا نحن من خارطة المتغيرات التي تعصف بنا من كل حدب وصوب ، ان هذه الأستقالة التي دقت ناقوس الخطر قبل فوات الأون تعد ايضا من وجهة نظر الديانة المندائية خروجا عن الدين وتقاليده واعرافه ولكن لا احد اعارها اهتماما خاصا ، لا وبل سطحها البعض واعتبرها قضية عابرة ، لعل الصرخة والرسالة البليغة التي اراد ان يوصلها الينا النشمي ، بانه لايريد ان يتحمل المسؤولية الدينية امام خالقه والمسؤولية الأخلاقية امام مجتمعه وهو يرى بام اعينه افعال الذين يعبدون ويقدسون تأبيد السلطة الدينية وهم يسخرون المال لهذا الغرض وهم بافعالهم هذه يساعدون على سرعة افول نجم الديانة المندائية في المهجر، لذا فضل ان ينزوي ويصبح انسانا عاديا ليتحمل اثما بسيطا مثله مثل عامة الناس المندائيين وليس مثل الأثم الكبير الذي يتحمل وزره  

 رجل الدين الذي فضل السكوت وهو يرى ان الدين الى الزوال بعد ان اصبح في خدمة تأبيد الكرسي والمصالح الشخصية

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014