• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 18 نيسان/أبريل 2013

الكتابة ... ألم مستمر

  اكرم صالح السداوي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

بقي ( تنيسي ويليامز ) ثابتا ولم يتحول , وكانت الكتابة بالنسبة له هي الصدق المطلق والحرية الداخلية المطلقة دون مراعاة لاعتبار احد , لذا فانه ينقل الحياة حرفيا , حتى تلك الاحاسيس الداخلية والمغامرات المثيلية التي شكلت حضورا بارزا في مسيرة حياته , لم يبخل من ان يتعرض لها بهذه الاضافات التي تمخضت عن روحه وفكره, ولا نقصد بها هنا مغامراته تلك , بل إيمانه بالحرف الذي يدونه والكلمة والفكرة التي يستحضرها , حيث طرح كل تناقضات الحياة وواصل بقلمه ليزحف .

الكتابة – اذن – لمن لا يفهم جوهرها تتمثل في ترمميم ذلك القبح , قبح العالم الذي يقدمه البعض بعمليات الترميم من كنوز اللغة التي سرعان ما تنساب بين الأصابع لتفضحه , فمن صميم الكتابة الولوج إلى خفايا النفس ومخاطبتها وخلق الممكن المتوازي مع حركة أهداب الحياة التي تبشرنا كل لحظة بفجيعة , هناك من يقول أن الحياة سرد طويل لا ينتهي , ويحكم كل البشر قبضتهم على اللغة , والكل يغني بها دون أن يفهم بعضهم الآخر .

نعم , هذا ما يحدث , وهناك من يدفع إلى الألم ويعمق الجرح فتتساقط القيم كأوراق الخريف , وهناك آخرون يعملون من اجل الحب والسلام , ولكنهم قليلون .

مفارقة عجيبة , لان البعض يتاجرون بذلك الحب وبذلك السلام , 

ألا يدعو ذلك إلى القلق ؟ 

فالمشهد الإنساني يتراءى لمن يفكرون , ويتضح جزء منه – لا نعني ورقة التوت التي يتحدثون عنها اليوم – فقد مللنا تلك العبارة - ذلك الجزء والجانب منه يكون أشبه ببقعة ضوء في ظلام دامس حالك السواد , بدأت تضيق ونتمنى أن تتسع .

أن للكتابة وحشة لمن لا يعرف دهاليزها !! , فهي اغتراب لمن لا يفض بكارتها , ليس كما يفعل الرجل الشرقي بجسد نائم أمامه حيث أن عليه أن يكمل مهمته بنجاح ويزيح كابوسا يجثكم عليه وعلى أفراد عشيرته , ذلك الجسد عليه أن يستعد ويتحمل , فالحياة ستغدو أفضل بالتأكيد , لكن الكتابة تختلف , فبكارتها شجن , معرفة , مسؤولية , إيمان , خلق , أبداع , مشروع للتنوير زرع الحياة الفكرية والثقافية الجدباء بمساحة خضراء , كما أن هناك من يطلق العنان للذات المتهالكة بأفكار محسوبة تدار من رقيب خارجي , لان الداخل المحسوس بقضية ما قد ينقلب وفق قوالب أخرى , ف " الأنا " المدمرة التي تحبس الدمعة تحبس الفكرة , ولا نعني بالتعبيرات المنطلقة من ذلك الرفض الذي ينطلق من الداخل المحسوس الذي يعكسه الواقع في وحيدة الحقيقة المطلقة وتحديد ملامح الواقع بسهولة مفرطة , ليس كما فعل " تـنيسي ويليامز " - بالطبع – لأنه كما يقول : " لم يكن لي خيار إلا أن أكون كاتبا " .

وهذا يعني الكثير.

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014