• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2013

صمت الصابئه وصراخ الاحبة

  نشأت المندوي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

كنا قد تطرقنا في مقال سابق الى جذور العلاقة بين الاقليات والوطن وكيفيه انزواء ها داخل قناني مضببه خلف اسوارالطين منذ اول استحقاق قانوني متمثل بالمواطنة حتى الارتماء في حضن الديقراطيه مرورا بما يسمى بالاحزاب الوطنية . 

سيكون مثال طائفة( الصابئه المندائية)كنوذج جاهز للمعاينه والفحص والتشريح . فالصابئه المندائيه تلك الشريحه الهادئه و الحاضرة الغائبه على مر العصور . الغافية على شط العرب واطراف المستنقعات يمتد عمقها الحضاري الى بدء الخليقة واول النشوء فهي تسكن الماء و على حواف الحدود وعيونها على معابد سومرواغاني بغداد 

يصل النسغ المعرفي في جذورها الى بدايات الخلق وظهور اول علامة بشريه على وجه الكون وهو ادم عليه السلام . حيث جرت اول عملية تعميد له ابتهاجا به للخالق تحت نواميس الطبيعة . فتوظأ ادم بحب الرب وتنسك بمبادئ الخير المثبته في نصوصه المدونه و التي ما زال بريقها يشع لحد في مجالس المعبد الديني للصابئة ( المندي). ويستنيرون بها 

تعتبرالطائفه في التقسيمات الدينية اخر فرقة غنوصيه موجوده على الطبيعة , يمتزج في طلاسمهاوطقوسها تراث عجيب قسم منه سومري والاخرشرقي ممزوج بفلسفة فارسيه . 

دابت هذه الطائفه على تعلم السكوت والاكتفاء بالاصغاء منذ صغرها فنزحت الى السلم والسكون في كافة ادبياتها فلم تمارس السلطة السياسية بالمعني الحرفي للكلمة اي لم تنشئ دوله خاصه بها حتى في اوج قوتها الدينيه. 

كان مبدأ التعايش المرن منهج ثابت ومتأصل في النثريات المندائيه وخير دليل على ذالك ان ( المركنة)او غصن الزيتون هو الشجر الوحيد الذي يلزم على رجال الدين مسكه اثناء تأدية الطقوس والشعائر ويرفعونه رمزا للطهاره والسلام في كافة مراسيمهم الدينيه والدنيوية

.ويقول الدكتور رشيد الخيون عن الشيخ المندائي الشيخ دخيل ( ولو علم اصدقاء الارض , المحتجون عبر مؤتمرات دولية على ايذائها , بود الشيخ دخيل واسلافه وخلفائه الفطري لعفوية الماء والتراب لجعلوا ثيابه النوريه وعصاه ( المركنه) وحزامه الديني ( الزنار ) شعارا لهم ) .(1)

اضف الى انهم لايعتملوا بمبدا التبشير , فلااتعنيهم الكثره ولاينادون باقتحام الاخر ويعتبرونها مساله تعدي على حرية الانسان لذا سنوه كقانون والتزموا به منذ زمان كشعيره انسانية وهو سر بقاءهم كعائله واحدة 

هذا الابجدية المنبثقة من النورالتى نحتوها في توجيه الابناء دينيا واجتماعيا وكيفية صياغة التعامل مع الاخرين ادت الى حدوث شرخ اسيئ فهمها على مر الزمان , فبدل ان تتحصن مكانة الطائفة وترتفع النظره اليها لحسن السلوك و السيرة والتصرف الرزن صارت موضع ضعف واستهجان مما انعكس بالتالي على تحجيم الهوه بينهم وبين الاخرين و التى كانت اصلا مضببه غير واضحة بفعل تراكم التفسيرات المغلوطه من (قبل فقهاء المسلمين رغم اعتراف القران الكريم بهم كاهل دين وكتاب ) (2),

واتسعت الفجوه على مداها فوصلت الى تاويل طقوسهم وشعائرهم يشكل بشع وهجين وبالتالي الى رفض معتقداتهم وكتبهم لحد تكفيرهم وجعلهم من اصحاب النار و صاروا بالنهاية عبده نجوم وكواكب ,

اضافة الى القسر الديني الناشئ من الاجتهادات المغلوطة من قبل الفقهاء المتشددين والمنظرين السلفيين الاسلاميين على مر العصور فالتاريخ لايخبرنا عن اية دراسة منهجيه انبرى فيها احد هؤلاء الفقهاء او المنظرين فانصفها او شرح مبادئها على الاقل كان هناك الحيف السياسي والذي افرز بدوره التمييز الاجتماعي الخطر , ومن خلال هذين العاملين وفيهما تكونت النظره الاستقصائيه الضيقه التي مورست ضدهم والتهميش الذي طبق عليهم مما كون فضاءا غائم ملوث غير صحيح عديم الملامح انتشرت تفسيراته بين العامية كالهشيم في النار والذي زادت في تعقيداته نسبه الاميه المنتشرة والجهل المدقع , 

كانت كلمه (سوفا)(3) المندائيه مفتاح الجنوح نجو الانزواء وعدم الاصطدام استخدمها الاباء اتقاءا من ا لشر والاذى وتركوها لنا نلقنقها بدورنا الى الجيل القادم بلا مبرراو تفسير بقساوة مره وحنان مرة اخرى عند اول مجابهه مع الاخرين .

هذا الاغتصاب الاجتماعي الذي مورس ضد الطائفه وابنائها نبتت معالمه عند اول خطاب اسلامي سياسي جاء اثر نشوءالدولة الاسلاميه على يد معاويه الى يومناهذا 

وبسبب كثرة الشائعات والعزل الاجتماعي والديني حولها وغياب المؤهلين من الطائفة للرد او التوضيح . اضافة الى صعوبه الوصول الى منابر الاعلام لفك الالتباس العائم اجبر المندائيين على السريه والكتمان في اقامة الطقوس واداء المراسيم وجعلها بعيده من عيون العامة تجنبا للمضاعفات الكارثية . فاكتفوا بالهمس لغه في التخاطب وراحوا يتاملون القادم من الايام لعله يعترف بوجودهم كاصحاب كتاب ودين ونبي وهو ما سنعنيه في مقال قادم انشاء الله


 

(1)مندائي.تاليف عبد الحميد افندي وتقديم رشيد الخيون ص13

(2)نفس المصدر السابق ص130

(3) كلمة مندائيه تعني احذر او تجنب

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014