• Default
  • Title
  • Date
السبت, 27 نيسان/أبريل 2013

الحقيقه ونشوه الامل‏

  اكرم النشمي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

ان رغبه الانسان عباره عن وسيله تامليه يمارسها  وتاخذه الى مرحله الشعور بالاحساس العظيم و التي من خلالها نحاول التغلب على الواقع الروتيني المتكرر الذي نعيشه ,انه احساس يقترب بصوره كبيره الى نشوه الخيال الافتراضي(اخ لو ربحت المليون) ان الانسان يرغب بنشوه الفوز بعد ان يعيش الحدث في تفكيره وتصور ويعيش امل حدوثه في الواقع, الفرح شعور عظيم يمتلك الانسان و يترك اثرا كبير في حيز ما من دماغه , جميعنا نتجاهل الخساره بعد وقوعها ولانرغب ان نعيشها مره اخرى لان الانسان لايرغب بتذكر الفعل الذي يؤدي الى الغثيان والاضطراب,ان الامل في حياه سعيده وامتلاك الشئ هو غايه كل البشر للعيش مع متعه الحدث الذي ربما يحدث وربما لا,ان الانسان يتجاوز النتيجه السيئه ويقفز فوقها ولايهتم بها ويتجاهل حدوثها حتى وان كانت حقيقه واقعه ,ان الموت هو نتيجه سلبيه وفعل طبيعي يواجهنا جميعا ونحن نعرف ذلك ولكن لانريد ان يكون له مكان في تصورنا ,ان كل شخص يعيش حلم الامنيات الجميله ولايحتفظ بالحقائق التي تجلب له التعاسه, اننا لانرغب الاعترف بان الموت سوف يواجهنا في يوم ما ويقابل هذا هو تجاهل شعور الخساره وعدم الاعتراف بان للحدث نتيجه واحده في بعض الاحيان يكون شعور يتناقض مع مانريد ومع خارج الاراده( الااراديه ), ان وعي الانسان ومهما كانت درجته المعرفيه فانه يتمرد على سلبيه النتيجه وحتميه حدوثها ويحاربها ذاتيا ,لايوجد احد في الكون يرغب ان يتصور نهايته وهو اموته وانه سوف يدفن تحت التراب وتاكله الديدان,او ان تكون نتيجته النار او جهنم وان اعترف بقوه الله وحقيقه ماجاء في كتبه ,انه يمثل تناقض الواقع الحتمي .انه يبقى على فعل التمني وحاله النشوه ,ان وعي الانسان يتجرد من الافعال التي تؤدي الى نتيجه سلبيه سواء كان الفعل تجريبي او خيالي ,انه يرغب ان يعيش لحظات الاستمتاع كحالته عند بلوغ النشوه الجنسيه , ان القمار هي وسيله عمليه مؤطره بالتمني لتحقيق غايه تودي الى الفوز السريع وباقل مجهود عظلي يقود الى النشوه العظيمه التي تصاحب الانسان عندما تقوده الوسيله الى نهايه سعيده ,انها لن تتوقف عند مرحله يحددها الدماغ وينتهي وقتها بل على العكس ومن باب الاعتقاد والتامل بالنصر المستمر والمتراكم فانه سوف لن يتوقف عن تكرار المحاوله مرات ومرات …كل منا يرسم له فعل تاملي يعيشه ويحاول ان يطبقه على الواقع في اي فرصه ,وعند امتلاك الشئ فانه يطمح الى الاكثر وهذا الفعل المسمى بالطمع او الحاجه  الروحيه المستمره للفوز او الطموح بمفهومه الاخلاقي او الجشع بمفهومه اللااخلاقي ,ان حاجه الانسان للفرح او تامل الفرح يجعله بحاجه الى الاستمرار في الفعل الذي ياخذه الى اللذه فما بالك وشعور النشوه العظيمه, انه مثل الادمان على المخدرات ا والكحول ا والتدخين انها لذه الشعور الذي بسببه نعيش الحياه ونستمر بها ,ان الانسان وقبل ان يقدم على اي فعل فانه يرسم اولياته ويضع الاحتماليات له سلبا او ايجابا فعند الاقتناع بالنتيجه وحسب التصور المرسوم فانه سوف ياخذ الطريق الى الفعل الذي صاغه في ذهنه وهيئ له,وبعد ان يختبر الوسيله فعليا فانه سوف يدمن عليها لحد التطرف,و الى المستوى الذي لايعطي اي اعتبار للنتائج وان كانت نتائج كارثيه,ومثل على ذلك هو المتدين, انهما يتشابهان في الحاله ولكن يختلفان في النتيجه , انهما مثلان لايتشابهان في الفرح او الكابه ولكن فقط في المفهوم العام للفعل التاملي, واحد مقامر يتردد على الكازينوهات والاخر يتردد على الجوامع ,ان الانسان يقدم على اي فعل يشعره بفرحه التمني ولايهتم بالنتيجه .هو يرسم درجات لسلم من الواقع الخيالي وتكون امنيه النجاح قائمه في عقله و في حدود فعل التمني فقط ولاوجود للواقعيه , انه يعطي لنفسه مبرر الفعل عن طريق الاقتناع وترويض عامل الخوف الذي يراوده انه لايتقرب الى منطقيه الحدث الذي يقول ان هناك قطعيه في تفسير الاشياء, سوف لن يشاركه او يهتم احد بمايقول لانه يبتعد عن الواقع ويتجرد من الحقيقه التي تتوازى وتتساوى عندها احتماليه النتيجه السلبيه والايجابيه الى درجه تفوق الثانيه على الاولى

لنعود الى القمار وهو اساس الموضوع... ان القمار وسيله يستعملها الانسان للوصول الى حاله النشوه السريعه والتي تكون في بدايتها بسيطه تغلفها البراءه والبساطه كمثل الذي يلتقي حبيبته اول مره ومن بعد تكرار اللقاء فانه يعيش حاله من الادمان في حبها ,ان هذا المثل يمثل حاله التشابه مع القمار في النتيجه او الادمان على المخدرات,انهما يشتركان في مفهوم النشوه و ذروتها, ان طبيعه الانسان وتكوينه تجعله يفتش عن السعاده والفرح في كل مكان ولايتردد باستعمال الوسائل في اي فرصه تسنح له ولكن باقل جهد عظلي ممكن,ان الانسان لايحب العمل الذي يسبب له التعب الجسدي ويضعه في موقع مسؤوليه الانتاج كما انه لايرغب ان يكون تحت سطوه او سيطره من احد عليه ,انه يغرم بالفعل الافتراضي ويحب ان يعيش حاله السعاده ولو بالتمني و التى يسكر بها كفكره اولا ثم ممارسه لاحقا,ان الانسان في حالات المنافسه تصيبه توترات هائله بسبب الافرازات التي يسببها الانفعال وهذا ممكن ملاحظته وبشكل واضح عند لعب القمار من رجفه العضلات الى عمق التنفس و شهيق عميق في حاله الفوز او بطئ التنفس والتعرق وفي بعذ الاحيان الهذيان بسبب التوتر وانتظار النتيجه,ان نشوه السعاده بالرغم من زوالها السريع لكنها سوف تترسخ في خياله على شكل حادث جميل ينتشي به كلما تذكره, ان الاحاسيس الايجابيه او التي تقود الى نشوه الفعل تكون غايتها ارواء الحاجه ويكون فعلهااندفاع شديد والتغاضي عن العواقب السلبيه وتصبح على شكل تمرد شرس ومستمر على الوعي وعدم الاعتراف به ,اذا كانت النتيجه سلبيه, حزينه وتصاحبها الكابه فان ذكرى نشوه السعاده التي سببها الفوز في يوم ما سوف تتغلب عليها طريق الاقناع وذلك بواسطه اعطاء المبرر الذي يتغلب على الخساره شعوريا فقط ويغتصب الخقيقه

ان مالكي كازينوهات القمار هم من خبراء سايكولوجيه الانسان وشعوره ويعرفون كيفيه احتكار العقل وماهي الوسائل التي تروضه على البقاء والاستمرار في الخساره  ,في حاله خساره  شئ ما فانه يحاول ان يسترد ها  باي شكل كان وان ربح فانه يعيش سعاده الفوز ويراوده الامل و الطمع في المزيد, انه سيعاود اللعب بعد الخساره   وذلك لانه يعيش نشوه النصر المستمر الذي اختبره ولايريد ان يفقد هذا الشعور , وعند هذه النقطه يصبح الانسان  مدمن من خلال  برمجه العقل ذاتيا

ان التقرب من الفكر الى درجه الواقعيه النسبيه واختبار العقلانيه والمنطق ومحاكاه حقيقه شعور التمني وهي ان لاعبين القمار يواجهون ماكنه بشريه وتكنلوجيه متخمه بالخبره والماده ويقودها علماء من الفاسدين والمافيات المنظمه والتي تعتاش على خساره الاخرين ,

ان عقل الانسان لايمتلك الحكمه والسلوكيه الايجابيه المنتجه للوعي الا اذا اختبرها , ولكن الالمام بالواقع وتناقضاته ومعرفه الاساليب التي تقود الى النتيجه السيئه كذلك دراسه بسيطه للسايكولوجيه البشريه ومعرفه اجزاء من مساوئ ومحاسن الافعال وتاثيراتها هي التي تفرض الاتجاه الذي يجب ان يسلكه كل واحد منا وكيف يسيطر على نزواته ورغباته او يقلل من تاثيراتها

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014