• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 28 نيسان/أبريل 2013

دعوة خالصة الى الأمهات والآباء

  انتفاضة مريوش
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 لقد عانى المندائيون وعلى عقود متوالية من التهميش والتمييز وطمس الهوية، وأجحاف في الحقوق ومازاده في السنين الأخيرة ، تعرضهم للأنقراض من خلال الأضطهاد الديني والأرهاب المنظم.

كما ان معاناة المندائيين لاتختلف عن معاناة باقي الشعب العراقي بأكمله ومايزيد عليه هو الأضطهاد الديني والذي أنعكس على الحياة الأقتصادية والأجتماعية وباقي نواحي الحياة ، أنعكس ذلك على العائلة المندائية في داخل العراق مما أضطرهم مجبرين ترك بيوتهم وأشغالهم ومحلاتهم والنزوح الى دول الجوار، وهنا تضاف اليهم معاناة أخرى ، هو عدم الأستقرار الأقتصادي ورداءة السكن وعدم وضوح مستقبل العائلة المندائية.

أما نحن في دول اللجوء وقد تشتتنا في بقاع العالم والذي جاء نتيجة الوضع المأساوي الذي مر ويمر به العراق ولقد أجبرنا على اللجوء والعيش في هذه الدول، وهي دول ذات عادات وتقاليد تختلف عنما تربينا عليه.

أننا كأمهات وآباء أمامنا هدف في هذه الدول هو الحفاظ على عوائلنا وأبنائنا وبناتنا، حيث في هذه الدول لدتنا معاناة كبيرة في كيفية الموازنة في التربية، لأننا تربينا وتعلمنا في عائلتنا ومدرستناومجتمعنا العراقي وحملنا معنا كل هذه الخبرة والتجربة الغنية والتي تسعفنا في الأهتمام بأولادنا في هذه الدول، ولكن لهذه الدول عادات وتقاليد تتسم بالأنفتاح الغير محدود ولذلك يتوجب علينا أن نتعلم كيف نوازن في تربيتنا في هذه المجتمعات المتعددة الثقافات.

أن تربية الأبناء تنطلق في الأساس من البيت، من الأم والأب ليهتموا كيف يحتضنوا أولادهم ويحيطوهم بجو من الألفة والمحبة ويجعلوا منهم أصدقاء لهم كي تكون هناك ثقة متبادلة لأعطاء الفرصة وبجرأة عن مختلف المواضيع والأسئلة المحيرة التي تدور في أذهان الأولاد والبنات، وخاصة تحديد الهوية( من أنا ، أنا هولندي، انا سويدي، أنا مندائي عراقي) كيف أكون ذلك وهنا تأتي أهمية الحديث الشيق والودي للأهل مع الولد أو البنت وخاصة في العمر الحرج والمحير وهو من سن عشر سنوات وحتى سن الواحد والعشرين، فلو تربى الأولاد بأساس قوي وبقوة شخصية سوف يسلكوا باقي حياتهم بنجاح. 

بعد أن تنتهي فترة الطفولة عند الأبناء يحب أن يأخذ أستقلاليته، في أخذ القرار والرأي الخاص به وله طريقته الخاصة في التفكير وله حرية الأختيار لباقي نواحي الحياة، ولكن نحتاج الى وقفة هنا حول الأستقلالية

وكيف تكون وماهي نسبة تمتع الأبناء بها، هناك أمور يجب أن يعتمد الأبناء على أنفسهم في الدراسة وتنظيم مكان تواجدهم وغرفهم وملابسهم ويختاروا الأصدقاء الجيدين ، كيف يكون هؤلاء الأصدقاء، حيث أن المحيط الخارجي له تأثير كبير على الأبناء ويتوجب علينا متابعة أبنائنا في علاقته بالمحيط الخارجي من خلال السؤال الدائم ومن الأبناء أنفسهم حول المستوى الدراسي ومتابعة غياباته وأجبارة على النوم بالوقت الذي يحدده له أهله ومن واجب الأهل الأطلاع على ماهية العلاقة مع الأصدقاء ومن يكون هؤلاء الأصدقاء وكيف يقضوا وقت الفراغ وبأي شأن تستخدم وسائل الأتصال الحديثة كالكومبيوتر والموبايل أي ( الجات والفيسبوك)  وليكن الأهل على أطلاع ومراقبة للأبناء في هذا الجانب بحيث يتم تسخير الكومبيوتر وبرامجه من أجل توسيع مدارك الأبناء بالأهتمامات الثقافية المتنوعة ، العلمية والمهنية وغيرها،ولتعطى وقت محدد لأستخدام الكومبيوتروبتواجد الأم أو الأب في البيت ولتتم المراقبة عن كثب .

 لهذا أتوجه بالدعوة للأخوات والأخوة من الآباء والأمهات الذين لم تتح لهم الفرصة لتعلم الكومبيوتر أن ينظموا الى دورات لتعلم هكذا برامج ولتتعاون الجمعيات المندائية في هذا الجانب، وبالأضافة الى دور لجان المرأة في الجمعيات المندائية لتكثيف برامجها التربوية والتي تعتني بالثقافات المتعددة.  

أن لجوئنا لهذه الدول هو من أجل أن نؤمن لأولادنا الدراسات ذات الأتجاهات التي تؤهلهم أن يعتمدوا على أنفسهم ويستقلوا أقتصاديا ويكونا مسؤولين عن تكوين عائلة يكتب لها النجاح، ليس هناك طفل غبي يمكن أن يكون له أمكانيات محدودة ومن الواجب علينا أن نساعده في توسيع مداركه وأستغلال طاقاته المكبوتة.

أن أعطاء الحرية، ليكن ضمن حدود معينة وحسب المرحلة العمرية،وتتلائم مع طلبات الأبناء وعند حد معين وليكن متفق عليها مسبقا، وأنه ليس من العيب أن يرى الأهل الحد الذي يوقوفا فيه الأبناء عند حد معين، كأن السهر والتأخر خارج البيت والذي يجر الى الغياب عن المدرسة والتخلف عن أقرانه في الدراسة ومايجعله لايتشجع الى الذهاب الى المدرسة ويبحث في أي وسيلة أخرى لمصدر العيش السريع والمتعب وبدون شهادة لمهنة معينة.

كما أن للأبناء الحق في الأعتماد على نفسهم ولكن ضمن نطاق وحدود العائلة وضمن القواعد التي يضعها الوالدان لهم،ومن هنا تأتي صعوبة الموازنة بين مايريده ويحدده الأهل وبين مايريده ويفكر به الأبناء.

أننا لايمكن أن نشبه ونقارن فلان مع فلان وحتى الأخ مع أخيه في البيت الواحد، حيث لكل فرد شخصية معينة ومنها من المتعب لأهلة ومنهم من الذي لديه أشكاليات بسيطة.

مهما كبر الأبناء يبقوا بحاجة الى الوالدين وأخذ رأي الوالدين في مختلف جوانب الحياة.

لنبدأ من الآن في الأهتمام الجدي بأبنائنا ولنفرح ونفخر بهم حيث كلما زرعنا بأساس قوي نحصد ثمار جيدة. 

أن تشكيل الجمعيات في دول المهجر ومن ضمن أهدافها هو العمل على المحافظة على الهوية المندائية الأصيلة وذلك من خلال تقديم البرامج التي تساعد في تحقيق ذلك.

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014