• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 28 نيسان/أبريل 2013

عكد الصبة

  طالب الشطري
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

عكد الصبة ...انظف شوارعنا واجملها واكثرها لونا واشدها سحرا ...هوائي راديو بنت ورد الصبي يربطنا بقارات العالم ...ادخلت اسم الشطرة الى الاذاعات برسائلها ..كانت تطلب اغاني جميلة تهديها لاهل المدينة ولاقاربها على حافات الانهار في العمارة والناصرية والبصرة وبغداد

 

كانت الشطرة تثق بذهب الصبة كتميمة لاتخذل يوم العوز ويوم الضيج واليوم الاسود المخيم على النفوس دائما ...كان ذهب العرائس ياتي من تحت اناملهم ...لااحد يفحص او يختبر او يسال عما اذا كان الذهب دغش ام صحيح ...لان الصبي لايغش ....

 

لحية زرزور شيخ الصبة بيضاء كحليب الامهات تتدلى على صدره بانسيابية ....هي مصدر اساطير المدينة عن المشيخة التي تذهب عن زرزور اذا نتف احدهم شعرة واحدة من لحيته .... 

من وراء الزجاج المزدحم بالاساور والقلائد والخواتم يطل زرزور على السوق بمنظاره المزروع بعينه اليسرى كانه ينظر الى يحيى بن زكريا بنظرة حزن ووقار

 

 

النسوة المبهورات بوقار زرزور تطفر من افواهن بين الحين والاخر كلمة حجي ...كان في زمن ما يكتفي باغلاق الدكان وفي زمن اخر اقتنى خزنة وفي زمن لاحق بدا بحمل الذهب معه الى البيت عندها شعرنا ان شي ما بدا يتغير بالشطرة والجنوب والعراق وان روح شريرة بدات تحوم حولنا شرب الصبة قهوة فواتحنا وشربنا شربت اعراسهم ...

 

كانوا ينزلون الى الماء لكن لم نرهم مرة واحدة في حياتنا يفعلون ذلك ...كنا نحزن لجنائزهم ويضربون على افخاذهم عند مرور جنائزنا ...كنا نراهم يطوفون بالحسين والعباس وكانوا يزورون مواكب العزاء كان سوق الذهب للصبة دون غيرهم حتى رسخت في مخيلتنا صورة الصبي الصايغ وعندما اقتربنا من بغداد تفاجئنا بالصنعة التي بغير يد صاحبها وشعرنا بمرارة ثم تعودنا كنا نشعر بنوع من الاحاسيس الغامضة ونحن نرى المندي وكانت العجائز تعتقد انه يشور ايضا مثل اي مكان للعبادة ...

 

كنا نرى المدينة بلا صبي مثل خاتم بلا شذرة فيروزج ...كنا نرى في نسائهم العفاف ولم يخالجنا شعور قط ان الصبي ممكن ان يفكر تجاه النساء بالشر فكان منظر النساء امام الصبي مثل منظرهن امام الطبيب احبنا الصبة واحببناهم وعندما حط الموت بجناحه على المدينة وصل ريشه الى عكد الصبة ....عندها بدات اليافطات السود تشوه وجه بيوت الصبة وهي تنعى القتلى في جبهات الحروب ....

 

 

كثر الموت في الصبة ...قلوا ...انحسروا...قل بريق الذهب الاخاذ...قلت الاعراس ...هاجرنا الى المقابر ...شاركونا الهجرة...هربنا الى مدن الشتات ...كانوا باثرنا تصطادهم بنادق حرس الحدود والالغام وبطون القرش والغرف المظلمة في البلدان اللزجة ...

 

 

انا ام( ...)الصبية هل نسيتني قالت وهي تجر ايدي بنتين وولدين ...نسيت عندما اخفيناك في بيتنا ...اجهشت بالبكاء وتمتمت ...كلشي راح...كلشي راح... 

الله ياعكد الصبة...

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014