• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 24 أيار 2013

خطوة الى الأمام المندائيون قوتهم في وحدتهم

  زكي فرحان
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

كم يسعدنا ويفرحنا ونحن نتابع عن كثب جدية الحوارات الاخوية و اللقآات المحاورية والاجتماعات الشفافة الجادة المكثفة بين الاخوة الخيرين الحريصين على مصير وحدة الطائفة وأبنائها ومستقبلها ودفعها الى الامام نحو الرقي والتقدم و التنوير والازدهار والوئام والتآخي، وتقديم العون ومد يد المساعدة لأ هلنا المساكين المحاصرين المهددين في سوريا وانقاذهم من الموت بقدر ما نستطيع،، نتمنى ان تكون هذه المشاورات الرحبة بادرة خير وبركة وصفاء ومحبة ووفاق، بكل أمانة وصدق ومسؤولية على وحدة عملها وتجنيد جهودها الخلاقة، و لتنطوي جميعها تحت خيمة واحدة حصينة تحميها من هبوب الرياح الصفراء الجارفة التي لاتقف عند حد، و تقلل من الخسائر و من مسارب التشتت والضياع في مجتمع غريب عن تقاليدنا وسلوكيتنا والحفاظ على ابنائنا من الانزلاق في دروب الطيش حيث المغريات و عالم الملذات وأثارة الرغبات فيه لا تقف عند حد، ولهذا الخوف والحذر والتوجس من الآتي من قبل الخيرين الحريصين على مندائيتهم، هو توجه وارد في حساب الاهمية و مشروع، له ما يبرره طبعا من أمور تبدو للوهلة الاولى غير محسوبة ولكنها بفعلها المستور قد تمس جانب مهم من جوانب المجتمع المندائي، ومن الاهمية القصوى لتدارك هذا الخطب وحماية الطائفة والمجتمع هنا وتحصينهما من التبعثر والتشتت والخلاف الشكلي بين الاخوة الذي سبب الكثير من الجفاء وتقسيم الطائفة والمجتمع الى شرائح متباعدة متنافرة قد تأجج بين افرادها مع الاسف الكره والضغينة وأخذ الغيبة والتشهير والنفاق والنميمة ، والتقليل من اهمية اعمال الناس الخيرين البينة المعالم الذين ما بخلوا (رهنوا بيوتهم) و أرخصوا المال والوقت والجهد المتفاني وبدون كلل اوملل يشتغلون ليلا و نهارا لعدة أشهر وهم ينقلوا أنقاض البناء القديم على ظهورهم ، من اجل تأسيس كيان قائم يليق بالمندائيين هنا في استراليا وتأهيل (مندي شيخ دخيل) يجمعهم ويلم شتاتهم و يليق بهم كمقام و صرح حصين ناطق لهذه الطائفة الكريمة ، ألا يستحق هذا الانجاز الكبير التقييم الجميل ؟؟ ( قيمة الانسان ما يضيفه للحياة من أعمال لا أقوال ) والأن لنردم مستنقع التوجس و الضغائن و الشك والريبة من مرابعنا الخضراء الطيبة الزاهية ، ونمد بدلا عنها جسورا من الثقة العالية وصفاء النية الصادقة ونقاوة الضمير بعيدة عن الضنون والخوف من الآخر واحترام وسماع رأيه بشفافية واعية وبقلوب بيضاء مخلصة ونوايا حسنة نقية تكتنفها المحبة والتسامح والوئام والود وليكن شعارنا مصلحة الطائفة فوق الجميع،( الاعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى) ولنضع اليد باليد أخوة متحابين ، ولنرسم لنا خارطة عمل موحدة يشارك بها الجميع تعطر مساحاتها باقات من أريج الزهور البيضاء.

ولندرك جميعنا جيدا ان الفرصة الطيبة الأن قد حانت للم الشمل ونحن بأمس الحاجة لها في بلاد الغربة ،، وعلينا أن نغتنمها ،وان لا تضيع الجهود بوضع العصى في عجلة الوئام والتوافق والتقارب بين الاخوة وهذا ما ينشده الجميع ويتمناه ، ولنا في الماضي عبرة ،ومن التجارب خبرة، حيث المطالب التي هي تعجيزية و فوق مستوى القدرة والتحقيق في الوقت الحاضر، أو طرح موضوع عزل البعض،وهو مغاير لسماحة الطائفة وتوجهاتها ، وقد يكون هناك رأي أنفرادي متشنج النزعة فيه التحدي والغل و الكره من الاخر، وهذا قد يرجعنا الى المربع الاول ( ويا أبو زيد ما كأنك غزيت) وهذا التوجهات هي اشد اضرارا بالعملية التوافقية وضياع الوقت و جهود الخيرين في حوارات شخصية ذاتية لا فائدة منها سوى تعميق الخلاف ، والجميع يتلمس ان الظروف والحياة المعاشة حاليا وكثرة عدد المندائيون هنا وتواجدهم المكثف والتلاحم العائلي الخير، قد تفرض نفسها كحاجة ماسة الى تنظيم المجتمع المندائي المتنور في رواق الوفاق والوئام وتوحيد الجهود بين الاخوة المختلفين، وفق آليات وقواسم مشتركة و ثوابت ونظم تدرس جيدا ومن ثم تعمم، يتفق عليها الجميع ، بعيدة عن مزايدات الجاه والمنصب والسلطه و البهرجة والغطرسة واللف والدوران وتهميش أنجازات الآخر الواجبة الاحترام و الواضحة للعيان والاعترف بها كأنجاز تاريخي من معالم الطائفة المهم يتواجد فيه المندائيون كل يوم ، ان الذي لا يفكر ويعي جيدا بما هو بعيد بعقل وحكمة في المستقبل سيجد الواقعة والألم والندم قريبة منه.

ينبغي نكث سلبيات الماضي النكد ، وتنقية الاجواء الضبابية التي حالت دون الوضوح في الروؤيا وقراءة موضوعية واضحة مدروسة لمستقبل الطائفة ووحدة أبنائها ولملمة ما تبعثر منها وتشتت، وما يواجهها من تحديات خطرة و نحن نعوم في خضم امواج البحر الجارف ومن المؤكد اننا سوف نغرق جميعا اذا تشتتنا وتشرذمنا الى عشائر وأفخاذ و كتل وتجمعات ووحدات وفصائل ، قوتنا في وحدتنا، ومع الأسف الشديد والحزن صار زادنا اليومي هو تصيد الخبر وفبركته وتصعيده وتكييفه حسب ما مطلوب منه ، ومن ثم نشره بعد تمليحه ورشه بالبهارات و(رندجته) بشكل ربما قد يصدقه بعض البسطاء الطيبون، وشغلنا الشاغل اليوم هوالقيل والقال والتشهير بالناس والتعرض للاعمال الخيرة الجاهزة التي يجب ان نقف امام منجزيها بكل احترام وأمتنان ، وبالتالي من الحكمة علينا ان ندرك جيدا وبمسؤولية تاريخية عالية ان قضيتنا واحدة ومصيرنا وهدفنا واحد، وكلنا شركاء في ما يؤول إليه مستقبلنا في نهاية المطاف ، لذلك من الامانة والحرص الشديد ان لا يستثنا أحدا منا من المساهمة الجادة والفاعلة في العمل لوحدة الصف و بناء البيت المندائي، الحزم هو التفكير بالعواقب، عطاء المندائيون كثير، وقوتهم في وحدتهم وهم اهل شيمة وغيرة على اهلهم ودينهم ومستقبل اولادهم، لقد آن الأوان ان نشعل شمعة تبدد نفق وحشة الظلمة الخانقة، و تنير لنا الطريق المعبد ببريق المحبة والتسامح والود والتلاقي كي نعانق بعضنا البعض بحرارة مندائية معطرة بعبق الياس، وتعم الفرحة

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014