• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 31 كانون2/يناير 2013

الثقافة المندائية الغائبة

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

اننا لا نتجنى على مجتمعنا المندائي ، ولا على انفسنا حينما ننعتها بالمغيبة ثقافيا ، بل ان القاعدة الثقافية المتينة المكونة لحالة المجتمعات المتطورة تكاد تكون غائبة ، وان من اهم عوائق التغيب واعمقها اثرا عدم وجود قوانين او قواعد تعمق العمل الثقافي وترشده نحو الافضل وفق خطوط وضوابط جادة ، تلك التي تحمل قدسية التقاليد المتاصلة في نهج التقيد المطلق بما هي عليه ، وعدم الاتصال على فضاءات التجديد والتغيير ، واغفالها احتياجها الى تاسيس نهج ترعوي ، يخرج الثقافة المندائية من الغيبية والاستهلاكية الى العلمية المنهجية ، على اسس واستراتيجيات ورؤى خاصة ، تتفاعل مع المحيط ، بل وتؤثر فيه وتنفتح على ثقافة الاخر ، وتدخل تحت سقف انفتاحها على المتغيرات ، ضمن حملة التطوير لواقع يتهافت على نفسه ، ويغفو على (تابوهات ) تمدها بروح المنهيات ، والمسكوت عنها ، وتدفع الاشياء دفعا باتجاه انقضائها فقط ، دون تحريك العقل باتجاه متنور لا يملك روح الانتاج , ولا الابداع ، ولا التشارك في صناعة الحضارة الانسانية ، بل نلجا احيانا الى الالتجاء الى نماذج ثقافية جاهزة ليس لمجتمعنا المندائي اي دور في انتاجها وابداعها ، وخصوصا اننا ننتمي الى تاريخ وحضارة عريقة كانت تملك ابداعا يمد البشرية بمفردات تكوينها ، وصعودها الحضاري لتفاعلها المستمر معه ، ويحتجب عن اهلها الغائبين عنها . لابد من دور هام في رعاية وحماية المجتمع المندائي ، لان المثقفين الواعين لخطورة المرحلة الحالية ، هم الدعامة الاساسية وهم الصمام الامان لحماية المجتمع من الانحراف والسقوط الى الهاوية والاضمحلال ، هذا الدور الهام الذي يقوم به المثقفون يحتاج الى تشريعات وقوانين ، يشرعها اهل الفكر النير واهل الدراية والمعرفة من ذوي الحكمة والخبرة ، والا فلن يجدي الحديث عن الثقافة والمثقفين في بيئة ، لا تحمي الفكر ومنتجيه ، وتدع الاستهزاء والتشبث بامور شكليه وفارغة لايخدم بقدر ما يخدم اصحابها ويظل فكرا سطحيا هشا لا معنى له ، وبما ان المثقف وخصوصا المثقف المندائي هو الذي ينتج الثقافة الرائدة ، فحماية المثقف ورعاية افكاره ، اهم بكثير من حماية الثقافة نفسها ، كما ان التركيز يجب ان يكون على انتاج المثقف وليس على غيره ، واعتماد صناعة المثقف واحتضانه ، وفتح سوق الامكانات والاهتمامات ، وتقديم الممكن الغائب في صناعته داخل اجواء تسيطر عليها ثقافة المصادرة والمنع والتغيب او الاهمال واللامبالاة ، ثم ما المانع من تثمين اعمال اي مبدع او منتج او مثقف بل وتكريمه ، لماذا ننظر الى المثقف المندائي كانه شحاذ يتسول ببضاعه كاسدة ، التي لا مشتري لها سوى اصحاب الاقلام الفارغة التي لا تعرف الرحمة ، همها الوحيد هي ايقاف ابداعه بشتى الوسائل وبشتى الصور ، ولغاية غير مفهومة ، ومهما كانت النتيجة بل الواجب جعله اسمى من ذلك ، بل وتجاوز ذلك الى صناعة فضاء لا يفكر فيه المبدع الا بابداعه الثقافي والفكري وكيفية انضاجه وتطويره ، وليس بمصادرة فكره ، وجره باتجاه فضاءات يجب ان يكون ابعد ما يكون عنها

ان كل ما نصبو اليه في المستقبل ونطمح له ان تكون هناك نظرة جيدة لخطة تجربة رائدة وشاملة للثقافة المندائية ووضع الخطوط العريضة في هذا المجال ، لكي نعي نجاحاتنا واخفاقاتنا ما يكفي لبناء وتغيير ثقافي حقيقي .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014