• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 08 آب/أغسطس 2013

لا نسمح بالتطاول على المندائيين المندائيون

  كاظم فنجان الحمامي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

بقلم: كاظم فنجان الحمامي 

06-08-2013  (صوت العراق)

 

وهم أهلنا وشعبنا الجنوبي الودود , الذين حملوا الأصالة , وحملوا معهم أسرار حضارتنا القديمة الضاربة في عمق التاريخ , هم عروق العراق وأديمه الممزوج بالطين والماء , وهم لسانه الموحد الناطق باسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد , ساروا على نهج أنبياء الله عليهم السلام : وآمنوا بسيدنا آدم , وسيدنا شيت , وإدريس , ونوح , وابنه سام , ويحيى بن زكريا , حملوا تعاليم التوحيد الإبراهيمي , رسموا طقوسهم بقطرات المطر المنهمر على وجه المسطحات المائية المقدسة , طبعوها على أوراق فردوس الأهوار , وبين شرايينها وجداولها العذبة المتدفقة بالعطاء . .  المندائيون : هم الصابئة الذين اشتقوا اسمهم من الجذر المندائي ( صبا ) , وتعني : اصطبغ , أي غط وغطس في الماء , فطهر روحه وجسده بالماء والنور والبَرَد , تتعالى في عباداتهم أسماء الله الحسنى بترنيمات جميلة تبعث الأمل في النفوس المؤمنة بالخالق الأوحد , فهو عندهم : الحي العظيم السميع البصير القدير العزيز الحكيم الأزلي القديم . . حافظ المندائيون على ارثنا وكنوزنا وثرواتنا , وأتقنوا فنون الصياغة الذهبية المعقدة , فتفوقوا فيها على أمهر صاغة الشعوب والأمم , واعترف العالم كله بمهارتهم التي تركت بصماتها الفريدة على كنوز النمرود حتى يومنا هذا . . ظلت لغتهم الفصحى تحمل دائماً صفات وخصائص اللهجة العراقية الدارجة , بينما ارتبطت تراتيلهم المندائية بالطقوس والعبادات والمناسبات . . لا يعرفون الحقد ، ولا يحملون الضغينة المذهبية ضد الآخر , ولم يكن لهم أي دور تآمري على الناس , ولم يتورطوا بخيانة العراق وأهله , وليس فيهم خائن أو مجرم أو ظالم أو مستبد , مسالمون متسامحون ودودون طيبون قانعون بأرزاقهم , بسطاء كبساطة أرض الجنوب , مرهفون واضحون كنقاوة مياه دجلة والفرات. . تحملوا أبشع ضروب الاضطهاد والتفرقة العنصرية , وسحقهم الطغاة عبر التاريخ الدموي الطويل , الذي دمر مهد الحضارات وأطاح بصروحه العملاقة , فالتصقوا بالأرض وعروقها , وتمسكوا بتربة وطنهم العراق , الذي ارتبط اسمه ورسمه بنصوصهم الدينية . . ظهر منهم العلماء الأعلام في العلوم والفنون والآداب , ووقف في طليعتهم عالم الفيزياء والرياضيات الأستاذ الدكتور عبد الجبار عبد الله , وعالم الفلك الأستاذ الدكتور عبد العظيم السبتي , وتغنى بروائعهم الملحمية الشعب العراقي كله , فكان الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد لسانهم الناطق بالبلاغة , وصوتهم المجلجل بأصدق القصائد الوطنية , وكان أداء لميعة عباس عمارة هو الهمس الدافئ المنساب كأشرعة النسيم بين بحور الشعر الفصيح وشواطئ الشعر الشعبي , وكانت لوحات الفنان الكبير عجيل مزهر تضاعي لوحات المدرسة الانطباعية في الرسم التشكيلي , وربما يطول بنا الحديث إذا تحدثنا بإسهاب عن انجازات علماء الصابئة في تاريخنا الزاخر بالانجازات العظيمة , نذكر منهم عالم الرياضيات إبراهيم بن سنان , وعالم الهندسة أبو إسحاق إبراهيم بن هلال ، وعالم الفلك ثابت بن قرة , وعالم الفلك والتنجيم أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان الصابئي , لكننا نختصر الحديث فنقول : لقد سجل المندائيون تفوقا كبيرا في علوم التنجيم والبروج والأفلاك, وكان لهم الدور الأكبر في تطوير المدارس الفلكية , فاجتهدوا في هذا المضمار ولهم الفضل كله في إرساء الدعائم الحقيقية لدراسة آثار العصر البابلي والكلداني , وكانوا من أشهر أساتذة علم الفلك. . فهل من العدل والإنصاف أن تتحامل عليهم القناة الفضائية الرسمية ( العراقية ) بمسلسلها التلفزيوني الرمضاني الفاشل , الذي يتحدث عن ( حفيظ ) , وهو موقع أثري غامض. كنا نتصور أن المسلسل سيخلد ( اليشن ) القديمة المتروكة في أهوار جنوب العراق , باعتبارها تمثل المقابر السومرية التي ظهرت قممها فوق الماء , كإيشان حفيظ , وإيشان شعيب في هور ( إصليِّن ) , وإيشان الوركاء ، وإيشان حميمات , وغيرها كثير , لكننا فوجئنا بسيناريو باهت , يستهدف الصابئة , ويسيء إليهم , ويستصغر شأنهم , ويستخف بهم , ويشوه صورتهم من دون سبب , ما أدى إلى إزعاجنا , وتسبب بإثارة أبناء الطائفية المندائية في العراق وخارجه . . ختاما نقول : لن نسمح بتكرار مثل هذا التطاول السافر على أي شريحة من الشرائح البشرية , فالمبادئ الإنسانية التي حملناها وآمنا بها , وتربينا عليها , وتغذينا من تعاليمها السمحاء تمنعنا من قبول مثل هذا التهريج التلفزيوني الغبي , وتمنعنا من مشاهدة هذا الإسفاف الفارغ , وتفرض علينا احترام الناس , فما بالك إذا كان هؤلاء الناس هم من أصل المجتمع المسالم الذي ننتمي إليه وينتمي إلينا ؟؟؟؟؟؟؟؟. . . . 

 

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014